طرقات
تسدها أشباح ، لها أهداف و تحدها مخاوف ، تسكنها أطياف و عالمها التناقض و
الإختلاف ، لم لا و نحن نعاني في مجتمعنا الحبيب من أزمات نفسية و عقد و
هيجان شهواني لم نعد نعلم السبيل و الطريق الصحيح وسط ألغام بشرية تحد من
النخوة و المروءة .
لطالما ناقشنا و تحدثنا عن الأسباب وراء تخلفنا
العربي ، عن الأسباب وراء انعدام بصمة عربية واضحة على الساحة العالمية ،
و الجواب واضح وأمام أعيننا المغلقة ، أو التي نغلقها و نتفادى رؤية
الحقيقة التي نزيلها ، فبصراحة مجتمعاتنا يغزوها نوع
من الإنحطاط و الدليل مؤسساتنا التعليمية المملوءة بالفاتنات و شبابنا
المتغير جذريا عن الأجيال السالفة ، فتراهم يعدون لأناقتهم و جمالهم و
لباسهم أكثر من تعدادهم لدروسهم و مراجعاتهم المفيدة و للأسف فالأمر لا
ينبني على التلاميذ فقط بل حتى المدرسين .
إن مجتمعاتنا غائبة كل
الغياب عن الواقع اللهم بعد النسمات و الأخبار هنا و هناك التي تفرحنا عن
عربي أو عربية صنعوا مجدا في بقاع العالم و التي تنسينا أخبارا أخرى من
قبيل القبض على عصابة إجرامية عربية.
إن مجتمعاتنا يحذوها الفساد،
فلماذا لا نسعى جميعا للرقي بها لنصبح متقدمين و أسياد العالم، لما لا
نكون مصدرين بدل مستهلكين ؟ لماذا ؟ أريد حلا و جوابا مفصلا ، بكل بساطة
السبب بعدنا عن الدين ،فوالله لو عملنا بما في ديننا من قول لله عز و جل و
لرسوله الكريم ، أقسم أننا لن نعاني كما هو الحال الآن .
نحن مسلمين
لكن أعمالنا لا تمت للإسلام بصلة ، لقد ضعنا وسط متاهات و دروب مظلومة ،
وللأسف الشديد إنها صدمة قوية و قاسية أن نرى أنفسنا و مجتمعاتنا تسقط و
تنحني للهاوية ونحن في غواية ، فماذا ننتظر ؟ لقد ضحك علينا و أصبحنا في
مهزلة و السبب :
لو أن كل شخص صقل مواهبه و مقوماته الذهنية و تفكيره
ووهب لنفسه الراحة النفسية المثلى و منحت له الظروف لكنا أفضل شعوب على
مستوى العالم ، لكن نفضل النوم و التكاسل ، نفضل دائما أن نندم أخيرا ،
نحب دائما الانتكاسة فإلى متى ؟؟
يتكسر قلبي كلما رأيت مجتمعاتنا
الفاضلة في تراجع مستمر ، و تدمع عيني كلما دققت الملاحظة فأجد السبب وراء
ذلك بسيط للغاية و نحن نعقد الأمر إلى أقصى حد .
إنها الحقيقة التي
يجب أن تقال أننا ضعفنا وعلينا أن نصلح أحوالنا و ليس أي ضعف يذكر بل
مهزلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، حتى أصبح الغناء لدينا طريقة لنساء
المشاكل و استراحة النفس ، و بات التبرج زينة و تجملا ، و علمت أن السب و
الشتم سبيل للتعبير و الفصح إلى غيرها من عجائب باتت قائمة لدينا ، فدعوني
أقول الحقيقة و أنشرها و أبعثها وأدعو إليها و كفى غفلة و عصيانا و تهربا
فالموضوع ليس للجدال و لا للمزاح بل أخطر مما قد يتصور البعض . صدق الحبيب
المصطفى صلى الله عليه و سلم حين قال ( ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح
الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي القلب ) فابحث في قلبك عن
ثغراته و أصلحها و بذلك نكون تجاوزنا عقبة و لو جزءا صغيرا نعتق به رقبة
الأمة الضائعة لنضع رجلا في مرحلة قادمة من محاولات الحرب للوصول بأمتنا
إلى أعلى المستويات لتبقى الحقيقة تقال .