الحمد
لله الذي هدانا
للإسلام، وشرفنا بالانتساب إلى ملة خير الأنام، وفضلنا
وميزنا على الأمم
السابقة بالميزات العظام، وجعلنا شهداء الله على جميع
الإنس والجان،
وصلّى الله وسلم على محمد خاتم الرسل الكرام، وعلى آله
وصحبه والتابعين
لهم بإحسان، حتى تكتمل العدتان، وتنقضي النفختان
فإن
مقتضيات
ومستوجبات كلمة التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله" كثيرة
جداً،
منها ما يتعلق بحقوق الخالق العظيم، والرب الكريم، والإله الذي ليس
له
شبيه ولا مثيل ولا قسيم، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً؛ ومنها ما
يتعلق
بحقوق الرسول المصطفى، والحبيب المجتبى، شافع الخلق يوم يقوم الناس
حفاة
عراة، ويعتذر عن ذلك أولو العزم من الرسل الأنبياء، صلّى الله وسلم
عليه
ما غاب نجم وظهر ضياء؛ ومنها ما يتعلق بالعبد المسلم، الذي تحمَّل
الأمانة
بعد أن أبت وأشفقت من حملها الجبال، والأرض، والسماء؛ ومنها ما
يتعلق
بالعبد الكافر، إذ جميع الخلق من ملة خير الورى، فمن آمن به واتبع
هداه
أحلَّه دار الكرامة، ومن كفر به وعصى أمره أكبَّه الله على منخريه في
دار
الحسرة والندامة، وذلك أن الإسلام دين الحق والعدل، يقوم على مبدأ
الحقوق
والواجبات، فكما تدين تدان .
وسنشير في هذه العجالة إلى أهم تلك الحقوق والمقتضيات،
مستعينين على ذلك برب الأرض والسموات .