ياسمينا عضو فعال
عدد المساهمات : 753 تاريخ التسجيل : 11/10/2010
| موضوع: بيان بعض أصولنا ومعتقداتنا التي ندين الله عز وجل بها ( للشيخ أبوعبد الأعلى المصري حفظه الله تعا السبت 5 فبراير - 10:27 | |
| بيان بعض أصولنا ومعتقداتنا التي ندين الله عز وجل بها
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام ورسول الله وآله وأصحابه،
أما بعد؛ فكما بيَّنا من قبل أن أعداء هذه الدعوة –الدعوة السلفية دعوة السلف الصالح- يتربصون بها من كل حدَب وصوب، وهذه سنة الله -عز وجل- مع الأنبياء والرسل ومن سار على طريقهم من العلماء الذين هم ورثة الأنبياء. فهناك من يثير الشبهات حول منهج السلف الصالح ويريد أن يخلط جهلاً أو عمدًا -وأقول مؤكدًا: جهلاً وفي الغالب عمدًا- بين منهج السلف الصالح وبين منهج الخوارج، ويدخل الأمور بعضها في بعض فيجعل صنيع الخوارج مستقى من صنيع السلف الصالح، ويجعل الدعاة -الذين عندهم شيء من أصول الخوارج- عَلَمًا على الدعوة السلفية؛ لأنهم يتحدثون باسم منهج السلف ويسمي منهجهم -كما يقولون- السلفية العلمية والتي يعقبها السلفية الجهادية، فيعتبر الدعاة الذين هم من المشاهير والذين يتحدثون باسم المنهج السلفي في القنوات الفضائية أنهم يمثلون السلفية العلمية التي تمهّد للسلفية الجهادية على حدّ تعبيرهم الباطل. وهناك مَن يطعن في دعوتنا هنا في هذا المكان, ويريد أن يُلبسها لباس الإرهاب والتطرف وما شاكل ذلك من التعبيرات، وهذا يستلزم منا أن نذكِّر ونوِّضح كما قال سبحانه: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}. وبالرغم أني قد بينت مرارًا وتكرارًا أصول الدعوة السلفية التي نحن ننتهجها ونسير عليها في (دار أهل الحديث والأثر) إلا أن الأمر يحتاج بين الفينة والأخرى إلى التذكرة وإلى التوضيح وخاصة لما تكثر الشبهات، ولما يسعى الوشاة والحاقدون على هذه الدعوة إلى إظهارها على غير حقيقتها إمعانًا في تضليل ولاة الأمر والعامة حتى يصرفوا الولاة والعامة عن حقيقتها وعن صفائها، ومن ثَمَّ وجب البيان والنصح. وقد تعرضت لهذا فيما سبق سواء في بعض كتبي، أو في بعض ردودي على المخالفين، أو من خلال الدروس، والسلاسل العلمية، وأهم كتابين تعرضت فيهما لهذا الأمر: كتاب (الكواشف الجلية)، وكتاب (التفجيرات) . وحتى نُذكِّر من نسي ومن جهل وأراد أن يعلم حقيقة هذه الدعوة نَذكُرُ أهم هذه الأصول التي بيناها في هذه الكتب على سبيل الإيجاز والتيسير تأسّيًا بسلفنا الصالح والعلماء؛ فشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - لما وشى به الواشون وادَّعى عليه المفترون خلاف معتقده كان هذا سبيله في رد وشاية ومفتريات هؤلاء، ففعل هذا في نحو: (الحموية) و(الواسطية) و(التدمرية) . وكذلك لما بدأ يظهر المخالفون لهذه الدعوة في زمن السلف في القرن الثاني الهجري قام أئمة السلف -أئمة أهل السنة- نحو: أحمد ومن سار على هذا السبيل بكتابة معتقد أهل السنة الذي يفارق معتقد هذه الفرق والأحزاب التي بدأت في ظهور عند قرب انتهاء عصر الصحابة. فألَّف الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- (أصول السنة) ، و(الرد على الزنادقة والجهمية) ، وكلاهما قد تعرضت له شرحًا، أو تحقيقًا –بفضل الله-، ونحو: (صريح السنة) لابن جرير الطبري - رحمه الله -، فلما افترى عليه المفترون أنه يتشيع وأنه يقول: إن القرآن مخلوق؛ ألَّف صريح السنة، وقد قمت بتحقيقه على نسختين خطيتين- بفضل الله- . وحتى لا نطيل ندخل في لب الموضوع، نذكر بعض أصول الدعوة السلفية خاصة التي جرى حولها الكلام من أشباه الخوارج، ودعاة الحزبية، وهذه الجماعات المبتدِعة نحو: الإخوان، والجماعة الإسلامية، وحزب التحرير، وتنظيم الجهاد؛ فنقول:
إن أول هذه الأصول:
أولا: (الموقف من أسماء الله وصفاته):
فالذي كان عليه أئمة السلف هو إثبات الأسماء الحسنى والصفات العليا لله سبحانه على الوجه الذي يليق به دون تحريف أو تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل؛ فنحن نعتقد أن الله - سبحانه - له أسماء حسنى وصفات عليا لا تشبه صفات المخلوقين، ولا ندرك كيفيتها، ولا نحرِّف معاني صفات الله عن المعاني الثابتة في لغة العرب وكذلك لا نتأولها التأويل الفاسد الذي ما قاله الرسول ولا الصحابة، فنحن نبرأ إلى من التأويل والتحريف لصفات الله، ونقول لمن حرف أو عطل أو أول : هل أنت أعلم من الرسول- صلى الله عليه وسلم- والصحابة ؟ هذا موقفنا بإيجاز من صفات الله .
ثانيا: (الموقف من الشركيات):
إن اعتقادنا فيما يتعلق بالشرك أن الشرك ينقسم إلى نوعين: أكبر وأصغر . فالشرك الأكبر: هو الشرك في العبادة ، لا الشرك في الحاكمية . ومعناه: أن يجعل العبد لله ندًا في العبادة، كما بين هذا الرسول- صلى الله عليه وسلم- من حديث ابن مسعود في الصحيحين: "أن تجعل لله ندًا وهو خلقك". وهذه الندية، معناها: أن تسوي بين الله وبين المخلوق فيما يستحقه الله من العبادة فتصرف العبادة التي لا تكون إلا لله وحده إلى المخلوق سواء كان هذا المخلوق نبيًّا أو رسولاً، أو صالحا، أو وليًّا، أو شجرًا، أوحجرًا، وهذا مصداق قوله تعالى: { تَاللهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ}، هذا قول المشركين إذا دخلوا النار, فهذا هو معنى الشرك: أن تشرك مع الله غيره في العبادة، وصور هذا هذا الشرك الأكبر: أن تصرف الدعاء لغير الله، أن تذبح لغير الله، وأن تصلي وتصوم وتحج لغير الله، وأن تصرف أي عبادة لغير الله تتقرب بها لهذا المعبود الذي جعلته شريكًا مع الله. وأما الشرك الأصغر يدخل فيه الرياء والحلف بغير الله، وأن تعمل العمل قاصدًا الدنيا، لا تقصد به وجه الله، وأن تعلق التمائم؛ كل هذا من الشرك الأصغر. والفرق بين الشرك الأصغر والأكبر: أن الشرك الأكبر لا يُغفر لصاحبه إذا مات عليه، ويخلد بسببه في النار. وأما الشرك الأصغر فإن مات صاحبه عليه دون توبة فهو وإن قيل إنه لا يغفر لكن لا يخرج صاحبه من الملة، بل يكون حاله كحال أصحاب الكبائر والمعاصي، إن شاء الله عذَّبه، وإن شاء غفر له، وإن عُذّب بشركه الأصغر في النار فترة فإن مآله إلى الجنة ما دام أنه مات على التوحيد ولم يقع في الشرك الأكبر.
ثالثا: (الموقف من الإمامة والبيعة لولاة الأمر):
نقول: إن معتقدنا في هذا أن إقامة الإمام أو الحاكم أو الأمير أو ولي الأمر أو السلطان- فكلها مترادفة من حيث الاصطلاح-: أن إقامة الحاكم واجب شرعي على كافة المسلمين لم يخالف في هذا إلا (النجدات) من الخوارج أتباع نجدة بن عامر الحروري الخارجي كما بيَّن هذا الذهبي -رحمه الله- وبيَّنه كذلك أصحاب كتب الفرق. وهذه الإمامة تحدث وتكون لهذا الإمام: إما عن طريق اختيار أهل الحل والعقد من العلماء، وإما عن طريق العهد، أي: أن يعهد الحاكم السابق إلى من بعده بهذه الولاية، وكلاهما حدث في زمن الخلفاء الراشدين . وإما عن طريق الغلبة والقهر؛ يعني: أن يتغلب حاكم أو إمام فيقهر الناس بسيفه أو سلطانه أو قوته فتصير له الكلمة والنفوذ على الدولة، فهنا صار ممكَّنًا -وإن كان لم يتولى عن طريق العهد-، ولكن صار إمامًا ممكَّنًا، فله الحقوق الشرعية التي تكون لمن تولى بالاختيار أو العهد، فتجب طاعته في المعروف، ويحرم الخروج عليه بالسيف أو الكلمة، وتجب مناصحته للمستطيع بالسبل الشرعية؛ عن طريق المكاتبة أو المشافهة أو المباشرة إن استطاع. وأما المناصحة من فوق المنابر فإنها ليست مناصحة بل هي تشهير، فلا يجوز ذكر مساوئ ولاة الأمر على المنابر، فإن هذا من صنيع الخوارج القعدية، الذين قعدوا عن القتال، ولكنهم زيَّنوا قتال الحكام بالكلام من فوق المنابر وفي الكتب والمؤلَّفات، وكذلك يترتب على ذكر مساوئ ولاة الأمر من فوق المنابر تهييج العامة والغوغاء مما يترتب سفك الدماء وانتهاك الحرمات وهذا كله ليس من سبيل السلف، بل هو من سبيل الخوارج. أما السلفيون فهم ليسوا حزبًا، نقصد بالسلفيين: الذين يسيرون على المنهج الرباني منهاج النبوة، فإنهم إن كانوا سلفيين حقًّا فلا يسلكون هذا السبيل، أما أدعياء السلفية فليسوا حجة على المنهج السلفي، الذين يهيِّجون الناس بالكتابات تصريحا أو تلميحًا، وبالخطب الحماسية الغير منضبطة، وإن قالوا: إنهم سلفيون. فلا تقبل دعواهم، فالعبرة ليست بالدعاوى ولا يحسب هؤلاء على المنهج السلفي، بل هم أقل ما يقال فيهم: إنهم على جهل، أوأنهم ينتحلون المنهج السلفي، لكنهم يخالفونه، إن لم نقل: إنهم من أهل البدع. وعلى كل حال لا يكونون حجة و لا ينبغي لمن يريد أن يحارب الإرهاب والتطرف أن يلصق تطرف هؤلاء وطريقتهم في تهييج الناس مما يترتب عليه الإفساد والإرهاب أن يلصقه بالمنهج السلفي، فإن العبرة في تقييم المنهج السلفي ليست أفعال هؤلاء ولا ما انتهجوه من أساليب، وإنما العبرة بما هو مدون في كتب السلف الأوائل أهل القرون الأولى الثلاثة، هؤلاء يمثلون منهج السلف الصحابة ومن تبعهم بإحسان، ثم من سار على المنهج نفسه من بعدهم يقال عنه: سلفي. فليست السلفية حزبًا معاصرًا، نحو: حزب الإخوان والتبليغ، وليست السلفية حكرًا على طائفة معينة، بل كل من سار على منهج السلف في أي مكان يقال: إنه سلفي، فليس معنى سلفي؛ أنه ينتمي لحزب، كما يقول الجهال والغوغاء!! فالسلفية منهج ليست حزبًا. وقد نقلت النقولات الكافية من خلال كتابي: (الكواشف والتفجيرات) في بيان منهج السلف المنهج السوي في التعامل مع ولاة الأمر الذي لن يجد الحكام غيره بديلاً في تحقيق الأمن للراعي والرعية -لتحقيق الأمن لهم وللرعية-، وفي تحقيق العلاج لكل فرق التطرف سواء كان تطرف الخوارج الذي ينتسبون للإسلام أو تطرف العلمانية الشيوعية التي تسعى للثورية، فليست الثورية قاصرة على الخوارج بل إن كذلك أصحاب المنهج الشيوعي العلماني أخطر، ولهم خطط ومخططات لإسقاط الدولة، ويسعون في فرض سيطرتهم الفكرية الشاذة على عامة المسلمين، بل يدعي بعضهم أن الإسلام الفطري -الذي كان عليه السلف والذي نحن عليه- بداية من التوحيد إلى أقل رتبة من رتب الإيمان-: أنه شاذ، ويخلطون جهلاً أو عمدًا بين هذا المنهج الرباني، وبين هذه المناهج الحزبية المحدثة. فيقولون: إن المسلمين في مصر أو في غيرها من بلاد الإسلام ليسوا على هذا المنهج ولا يقبلونه، وهناك بعض الكتَّاب في بعض المجلات التي تدعو إلى الشيوعية الشاذة يستحون بعد سقوط الشيوعية أن يصرّحوا أنهم دعاة شيوعية وإلحاد خوفًا من عامة المسلمين الذين هم على الفطرة أن ينبذوهم نبذًا فلجؤوا إلى استخدام الأساليب الخبيثة في التمويه، ومن هذه الأساليب قولهم: إن عامة المسلمين في مصر لا يقبلون هذا المنهج، ويقولون: ما عرفوه إلا مؤخرا !!! وهذا كذب على المسلمين!!. فنقول : من فتح مصر ؟ ألم يفتحها أحد أعلام هذا المنهج –منهج السلف-؟ عمرو بن العاص رضي الله عنه، ألم يكن عمرو بن العاص من أعلام السلفية –أي من أعلام الصحابة-؛ فرءوس السلف هم الصحابة؟ فلما فتح عمرو مصر فتحها بأي منهج؟ فتحها بمنهج السلف، وأول ما دخل المسلمون في مصر في الإسلام دخلوا في منهج السلف الصالح، فكانوا على هذا المنهج إلا القليل فهذه كانت بداية الإسلام في مصر. فنقول: إن المسلمين في مصر كانوا منذ بداية الإسلام على هذا الإسلام الفطري الذي كان عليه السلف من الصحابة، وأئمة العلم في مصر تلقوا العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين يمثلون رءوس السلف، وما عرفوا الأحزاب والإرهاب، وإنما الإرهاب وليد الخوارج وليس وليد السلف، ونحن نعرف أن الأغلب من الوزراء والقيادات والقضاة لا يرضون بما عليه هؤلاء الشاذون الشيوعيون الدهريون الذين ينكرون الحساب في الآخرة، وينكرون الدين بالكلية. ويقولون: لا دين وإن كانوا استخفَوْا لما سقطت دولتهم ولما عرفوا أن المصريين لا يقبلون هذه الدعوة الشاذة إلى إنكار الدين بالكلية أو إلى إنكار الإله أو إلى إنكار الحساب {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ}، ويقولون: إن هي أرحام تدفع وأرض تبلع، هذا معتقدهم باختصار فلما عرفوا هذا، استبدلوا هذه العبارة بعبارة: الدين لله والوطن للجميع، واستخفوا تحت لباس الوطنية، وهم لا ولاء لهم لا للوطن ولا للشعب. ثم أرادوا أن يشوهوا صورة الدين الحق بأساليب خفية بأساليب المنافقين في زمن النبي- صلى الله عليه وسلم- وأن ينفِّروا الحكَّام وولاة الأمر والعامة عن هذا الدين القويم وأن يصوِّروه بمظهر مخالف لحقيقته وأن يصوروا الدعاة إليه أنهم أصحاب تطرّف وإرهاب. ونحن نوافقهم أنه يوجد من ينتمي إلى الدين من عنده تطرف وإرهاب وهم الخوارج؛ لكن لماذا يصرّ هؤلاء أن يلصقوا هذا التطرف والإرهاب الذي عليه الخوارج بمنهج السلف الصالح أي: بالسلفيين؛ فيسمون الأسماء بغير اسمها وهذا من علامات الساعة كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يؤتمن الخائن وأن يخوَّن الأمين. ونحن نقول ناصحين لولاة الأمر: إنكم لن تجدوا من يصدق في نصحكم وفي تحقيق الأمن في دولتكم إلا العلماء الربانيين الذين يسيرون على سبيل السلف -تحقيقًا لا تمويهًا-, أظن أنه صار عند الدولة من الأجهزة، ومن القادة العقلاء -الذين يميزون هذا المنهج الرباني عن هذه المناهج المبتدعة المحدثه التي هي قائمة على مناهج الخوارج والمعتزلة والروافض الشيعة-، فإن أصحاب الثورية والخروج على الحكَّام وإثارة القلاقل والفتن التي تعوق الأمن كل هؤلاء ليسوا سلفيين بل إن السلفيين حقًّا هم دعاة أمن ولا يوجد سلفي حقًّا في أي مكان إلا ويعم هذا المكان الأمن والاستقرار، ولا يأتي الشر إلا من قِبَل هؤلاء الخوارج ، ومن قِبَل دعاة التطرف في الجهة الأخرى الذين ينكرون الآخرة -الذين يسمَّون بالدهريين وهم في هذا الزمان يسمَّون بالشيوعيين، وهم أصحاب تطرف لا يقل خطورة عن خطورة الخوارج-، وكلاهما يسعى إلى زعزعة الأمن في البلاد؛ فالتطرف الشيوعي العلماني يريد أن يفرض على عامة المسلمين في هذه البلاد أو في غيرها من بلاد الإسلام مذهبه الباطل الذي لا يتوافق مع أي فطرة من الفطر، وهذا المذهب الخارجي يناقض أيضًا الفطرة، وكلا المذهبين نحن نعلم أن الدولة لا تقرّه وأنها تسعى لإخماد فتنة أصحابه. وكلا النوعين من التطرف لا علاقة له بمنهج السلف، بل إن السلف يحاربون هذا التطرف الخارجي أو التطرف الآخر التطرف العلماني الشيوعي الذي يريد أن يخرج أهل هذه البلاد من دينهم وأن يجردوهم من معتقدهم الفطري الذي لا يجادل فيه مسلم، وهو توحيد الله عز وجل.
رابعا: (الموقف من الجماعة):
فكما بينت في كتابي (الكواشف الجلية) أن مفهوم الجماعة في الشرع يحمَل على أحد معنيي: الأول: جماعة المسلمين الذين تعيش معهم، فما هو موقفك منهم؟ والثاني: الجماعة الأولى من الصحابة. وكلا المعنيين صحيح، كما جاء في الصحيحين من حديث حذيفة أنه لما سأل حذيفة النبي صلى الله عليه وسلم: فما تأمرني إن أدركت زمان الدعاة على أبواب جهنم؟ فقال له عليه الصلاة والسلام: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم"، فالمقصود به هنا جماعة المسلمين الذين لهم إمام أو حاكم أو سلطان، ثم سأل حذيفة رضي الله عنه: "فإن لم يكن لهم جماعه ولا أمام؟ أي: فما هو الحل؟ هل الحل بأن نزيد المسلمين فرقة بإنشاء أحزاب وجماعات داخل هؤلاء المتفرقين؟ والجواب: بلا شك لا ليس هذا هو الحل! بل الحل ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام-قال: "اعتزل تلك الفرق كلها"، أي اعتزل مناهجها ودعاتها مثل هده الأحزاب المعاصرة التي اتخذت الإسلام واجهة لها، وهي بعيده عن منهج الإسلام الصحيح بل هي حرب على الإسلام مثل حزب الإخوان بشتى تنظيماته التي تفرعت عنه، مثل القطبية والجهاد والتكفير والهجرة والجماعة الإسلامية، وأخيرًا تنظيم القاعدة، فكل هذه التنظيمات خرجت من تحت عباءة حزب الإخوان؛ فالمسلم مأمور باعتزال كل هذه الفرق والأحزاب، فهؤلاء دعاة على أبواب جهنم كما جاء في الحديث، وكذلك من الدعاة على أبواب جهنم الصوفية بشتى طرقها التي تريد أن تفرق المسلمين إلى طرق وأحزاب متناحرة لكل شيخ طريقة كما يقال وهي منبع الشر؛ لأن مؤسس حزب الإخوان كان صوفيًّا كما اعترف بنفسه في مذكراته لذلك نحن نحذر من الصوفية؛ لأنها قامت على اعتقاد يخالف الفطرة التي عليها المسلمون، ولأنها منبع الحزبية السياسية المفسدة في هذا الزمان. ومن هذه الطرق الصوفية المشهورة الطريقة العزمية، والتي تصدر مجلة (الإسلام وطن)، ويتظاهرون بعداوة حزب الإخوان، وهم أخطر منه، فصاروا يخوضون في السياسة بخبث ودهاء، ويعملون على إحداث الفرقة والفتنة بين الحكومة والسلفيين؛ كي يخلو لهم الميدان لبث ضلالهم في التشيع والرفض. مما يدل على أن هؤلاء الصوفية خطر على المجتمع الإسلامي فإنهم منبع هذه الأحزاب، وغرضهم أن يظهروا للناس ولولاة الأمر أن أصل الإرهاب وأصل هذه الأحزاب جاء من المنهج السلفي، وهذا كذب وافتراء ويكذبه الواقع والتاريخ؛ لأن المنهج السلفي لا يوافق ولا يدعو إلى التحزب ولا إنشاء جماعات وأحزاب تناهض ولي الأمر المسلم ولا على حب الزعامة والتفرد والشذوذ، والمنهج السلفي لا يعترف بهذه الأحزاب والتنظيمات الإرهابية، ولا يقر بها على أنها تمثل الإسلام, بخلاف هذه الطرق الصوفية التي أثبت التاريخ أن منبع هذه الأحزاب السياسية كان منها، وأخطر ما فيها الآن أنها صارت الجسر الذي يمر منها الشيعة الرافضة إلى داخل بلاد الإسلام. وليست السلفية كما يدعي المغرضون هي مرحلة تسبق مرحلة هذه الأحزاب، بل إن السلفيين يتبرؤون من هذه الأحزاب ابتداء وانتهاءً، وليست البراءة بمعنى يكفرونها، كما قال بعض الحاقدين ادعاء علىّ (قال: إني أكفِّر هذه الأحزاب!!!) هذا كذاب ومغرض, صحيح إنا نبرأ من هذه الأحزاب، أي: من مناهجها الباطلة المخالفة للدين الصحيح- لا نكفِّر مسلمًا أبدًا ببدعة، ولا بكل بذنب إلا إذا استحله، وهذا له شروط وضوابط، والذي يفهم من كلامنا هذا التكفير، إمَّا أن يكون عنده خلل في عقله أو أنه لا يفهم اللُّغة العربية أو أن يكون عنده خلل في الفهم عامة، وأنا أطالب من ادعى عليَّ هذا أن يأتي بكلمة واحدة من كتبي أو من دروسي فيها التصريح أو حتى التلميح بأني كما يقول: كفَّرت المكفِّرين، فإن هذا لا يحسن شيئًا من فهم الكلام, بل إننا نحارب الغلو في التكفير سواء كان في تكفير عصاة المسلمين أو في تكفير أصحاب البدع، ونبرأ إلى الله من تكفير مسلم بغير وجه حق، فهذا كما قلنا إما إن يكون عنده خلل في فهمه أو عنده أغراض سيئة يريد أن يشوه دعاة المنهج السلفي بأي طريقة, فمثل هذا نوكل أمره إلى الله عز وجل والله كفيل أن يحبط مكره وكيده، كما قال تعالى: {اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ}. الشاهد أننا نعتقد أن المسلمين الذين يعيشون في بلد ما خاصة في هذا الزمان الذي تفرَّق فيه المسلمون إلى عدة دول، فلم تصر لهم خلافة تجمعهم، أن المسلم الذي يعيش في بلد ما في وسط المسلمين وهذا البلد له حاكم أو ولي أمر مسلم سواء كان يحكم بالشرع أو لا، لكنه يدين بالإسلام وعامة أهل البلد من المسلمين، ينبغي على المسلم أن يلزم جماعة المسلمين في هذا البلد ولا يجوز أن يخرج عليهم لا بسيفه و لا بكلام يهيجهم به على الخروج على هذا الحاكم، و في الوقت نفسه أن يلزم العلماء الذين يدعون إلى هذا المنهج, وبهذا يسلم في دينه ودنياه إن شاء الله, ونحن نربي الطلبة عندنا على هذا, خاصة من الأجانب الذين يدرسون عندنا في دار أهل الحديث نربيهم على لزوم جماعة المسلمين في مصر الذين عليهم حاكم وقائد وهو الرئيس المصري: محمد حسني مبارك -نسأل الله أن يوفقه لكل خير وأن يوفق له البطانة الصالحة وأن يصرف عنه بطانة السوء-, أنهم ماداموا في هذا البلد أن يعطوا السمع والطاعة في المعروف لحاكم هذه البلاد ولا يجوز الخروج عليه أبدًا لا بسيف ولا بالسلاح ولا بالكلمة ولا يحرضوا غيرهم من أهل البلاد على الخروج، وهم ملتزمون بهذا -ولا نزكيهم على الله ونحسبهم هكذا- هم على هذا المنهج هذا إن شاء الله, ومن ادعى عليهم أو علينا خلاف هذا فليأت بالبينة، ولن يجد شيئًا إن شاء الله إلا الكذب أو الترويج بالباطل فنحن نلزم جماعة المسلمين ونلزم علماء السنة الذين يدعون إلى هذا المنهج السوي -منهج السلف الصالح- فلا نخرج على الأمراء ولا على العلماء فكلا الأمرين من التطرف عن الحق, الذين يخرجون على الحكام بلا شك متطرفون خوارج، ونحن نبرأ إلى الله من هذا التطرف، والذين يخرجون على العلماء متطرفون أيضًا، الذين يبدعون العلماء بغير حق والذين يتهمون العلماء بالتهم الباطلة، ويريدون أن يخرجوا عن فهم العلماء الصحيح السوي لهذا الدين؛ فالذين يريدون أن يخرجوا المسلمين عفن فهم العلماء الأوائل من الصحابة نحو أحمد والشافعي ومالك وسفيان الثوري وابن عيينة والأوزاعي وابن المبارك و البخاري ومسلم والترمذي وأبي داود والنسائي إلى آخره، الذين يريدون أن يفصلوا المسلمين عن هذا المنهج منهج هؤلاء العلماء، بل يستهزئون بهؤلاء العلماء ويسوون بينهم وبين علماء الخوارج ودعاة الخوارج: هم دعاة تطرف, هم متطرفون وأيضًا إن ادعوا خلاف هذا, فليس التطرف في الخروج على الحكام فقط بل التطرف أيضًا في الخروج عن منهج العلماء.
خامسا الموقف من الجهاد):
إن الجهاد الشرعي له شروط وضوابط بينها العلماء نحو من ذكرناهم ومن سار على منهجهم من أئمة هذا الدين في وقتنا المعاصر نحو ابن باز والألباني والعثيمين ومقبل بن هادي وربيع بن هادي والفوزان وغيرهم من علماء العصر, من هذه الشروط: أن الجهاد لا يكون إلا تحت راية ممكنة عقدها ولي أمر المسلمين الذي له التمكين الفعلي، ولا يكون إلا بعد إذنه, فلا يجوز لجماعة من المسلمين أن يخرجوا وحدهم هكذا لقتال اليهود بدون أن يرجعوا إلى حاكم أو ولي أمر البلاد، أي: البلاد المسلمة مثل مصر أو السعودية أو الجزائر أو ليبيا ...إلخ، أي: يخرجون دون سابق إعلام من ولاة الأمر لجهاد اليهود في فلسطين؛ لأن هذا يُحدث فوضى وبلا شك لا يحقق مصلحة من الجهاد أصلاً، لأنه يترتب عليه مفاسد عظيمة أخرى نحو أن يشتغل هؤلاء الجهلة من المسلمين في تصفية المسلمين، وهذا الذي يحدث بالفعل لأن أدعياء الجهاد يستغلون الجهلة من الشباب من أصحاب العواطف الحماسية لاستدراجهم لتصفية المسلمين بحجة الجهاد، يقولون تعالوا لتجاهدوا في العراق أو في فلسطين وإذ بهم يقودونهم إلى هلاكهم وهذا يكون بإيعاز وترويج من الكفار أنفسهم من اليهود وغيرهم وقد يساعدونهم, والغرض هو تصفية المسلمين ولذلك نحن نقول: إن ولاة أمر المسلمين، أي: الحكَّام، الذين يعتقلون أحيانًا هؤلاء الشباب المتحمسين يكونون أرحم بهم من هؤلاء المغرضين من دعاة الجهاد؛ لأنهم يحمونهم من أن تهدر دماؤهم هدرًا بلا قيمة، وبدون أي عائد يعود على المسلمين بأي نفع وهذا هو الواقع الذي يحدث في العراق وفي غيرها، فيذهب هذا الشاب تحت أمارة هؤلاء الخونة أو أهل البدع بحجة الجهاد أو إعلاء كلمة الله فإذ به يفاجأ هناك على أرض الواقع بأنه يطالب بأحد أمرين يقولون له: إما أن تسمع وتطيع لنا دون أي سؤال أو نسلمك إلى اليهود أو الكفار؛ فيضطر إلى تنفيذ مخططاتهم التي أما أن تكون بإيعاز من الكفار أو أن تكون بإيعاز من الخوارج أمثال تنظيم القاعدة لتحقيق القلقلة في بلاد المسلمين، فإما أن يسفِّروه إلى أحد بلاد المسلمين للتفجير أو العمليات الانتحارية الإرهابية وأما أن يستخدموه في داخل البلاد التي هم فيها, هذا هو الجهاد عند هؤلاء, فنحن نبرأ إلى الله من هذا الجهاد، وهذا هو ما يسمونه بالفكر الجهادي السلفي، والمنهج السلفي بريء من هذا براءة الذئب من دم ابن يعقوب عليه السلام.
والشباب الذين يدرسون عندنا -ولله الحمد- أبعد ما يكون عن مثل هذا الجهل وهذا الهراء الذي يقع فيه المغرَّر بهم من الشباب بسبب جهلهم فإن هؤلاء لم يدرسوا عند العلماء السلفيين حقًّا فالذي يدعي علينا أننا ندرس الشباب هنا؛ كي نعدهم لعمليات إرهابية؛ فهذا مسكين وجاهل لا يعرف شيئًا عن المنهج السلفي ولا يعرف شيئًا عن واقعنا بل نحن ندرِّس الشباب -ولله الحمد- ما يحميهم من هذه المناهج الهدَّامة الإرهابية الخارجية، فنقول له: اتق الله عز وجل، فإن دعوة المظلوم ليس بينها وبين حجاب, فنحن نسأل الله عز وجل -إن كنت تقول هذا عن علم وعمد وتقول هذا حقدًا على الدعوة السلفية وسعيًّا لحربها ولإزالتها- فنسأل الله أن يعاملك بما تستحق, وأن لا يمر عليك أيام، إلا وقد عاجلتك العقوبة من الله عز وجل، والله لا يخذل من دعاه ومن ظُلم قال تعالى: {لا يحب الله الجهر بالسوء بالقول إلا من ظلم}. فهذا هو موقفنا الحقيقي من الجهاد، فنحن نقول: لا يجوز البتَّة لأي شاب أو لأي شخص من مصر أو من غيرها أن يخرج للجهاد في أي مكان إلا بإذن من ولي الأمر, وبالتالي لا يجوز له أن يشارك أي جهة مهما كانت لإحداث أي عملية تزعزع أمن هذه البلاد حتى ولو كانت المشاركة بكلمة، ومن يفعل هذا فليس منا وليس من المنهج السلفي في شيء. ونحن دعوتنا واضحة لا يقبلها إلا عاقل و في الغالب لا يتحمل هؤلاء الشباب دعواتنا, يعني لو سلمنا جدلا أنه قد يدخل دخيل أو يتسلل متسلِّل كي يحتمي في وسطنا بدعوتنا في الغالب لا يستمر وفي الغالب ينكشف أمره, هذا لا يحدث ولم يحدث والحمد لله, و كما ذكرنا أن أمثال هؤلاء يتخفَوْن تحت الدعوات الأخرى أو يتخفَوْن تحت مسميات شيوعية أو علمانية أو نازية.. هذه هي الدعوات التي تدخل تحت عباءة هذه الأحزاب السياسية, لكن لا يجرؤون البتة أن يدخلوا في وسط السلفيين حقًّا، إنما قد يسمي نفسه باسم سلفي ولكن هذا الاسم يكون عن ادعاء، ويظهر أمره بوضوح إما للشباب السلفي أو لرجال الأمن أو لطلبة العلم و العلماء, فلن يتمكنوا أبدًا من التسلل خفية داخل السلفيين أو في وسطهم؛ فادعياء الجهاد ليسوا من السلفيين فهم خوارج فالذي يسمي نفسه بتنظيم الطائفة المنصورة أو الدعوة السلفية للقتال ليسوا سلفيين, ليس هناك في السلفية تنظيمات إرهابية، ونحن نحذِّر من هذه التنظيمات منذ سنوات، والكل يعرف هذا بل نحن قد عادانا بعض الدعاة لأننا نحذر من هذه التنظيمات ومن هذه المناهج الخارجية بل إن هذا الكاتب الذي ادعى علينا هذا الباطل هو ادعى علينا أننا نكفِّر هذه التنظيمات، فكيف أكون منهم؟! هذا تناقض عجيب, هذا يناقض البديهيات, كيف تدعي علي أني أكفر هذه الأحزاب والتنظيمات ثم في الوقت نفسه تدعي عليَّ أنني أربي عندي أتباعها، فأنت تدعي عليَّ أني أكفر الإرهابيين على حد تعبيرك: "تكفر المكفرين تكفر الإرهابيين وتكفر الجماعات والأحزاب"، فكيف يكون المكفِّر المكفرين منهم، بلا شك لا يقبل دعواك هذا عاقل حتى الكافر الذكي لا يقبل كلامك، والذي عنده عقل لا يقبل كلامك هذا يدل على أنك مغرض وأنك قد استؤجرت لهذا، وأنك كاتب مستأجر قد استأجرك الأعداء لبث الفرقة وزعزعة الأمن. فهذا موقفنا من الجهاد فلسنا دعاة خروج ولا دعاة عمليات إرهابية بل إني كتابي هذا واضح العنوان: "التفجيرات والأعمال الإرهابية والمظاهرات من منهج الخوارج والبغاة وليست من منهج السلف الصالح"، نحن نقرأ أيضًا شيئًا مما قاله الشيخ زيد المدخلي في كتابه "الإرهاب وآثاره في الأفراد والأمم"، ونذكر ما ذكره في معنى الإرهاب: قال الشيخ زيد حفظه الله: "الإرهاب كلمة مبنى لها معنى ذو صور متعددة يجمعها الإخافة والترويع للآمنين، وقد تجاوز الإخافة والترويع إلى إزهاق الأنفس البريئة، وإتلاف الأموال المعصومة أو نهبها، وهتك الأعراض المصونة، وشق عصا الجماعة ومن ثم تغيير النعم لتحل محلها الفتن والنقم ويظهر الفساد في الأرض وتهب على الخلق ريحه المنتنة وينتصب شبحه المخيف، وإذ كان الأمر كذلك: 1. فما الاختطاف للبشر في المراكب الجوية أو المراكب الأرضية أو المشاة في الشوارع أو اغتيال الزعماء أو التفجير في منشآت الدول ومنشآت رعاياهم لتدمير مصالحهم إلا صورة من صور الإرهاب المنتنة الفاتنة. 2. وما التخطيط الرهيب للانقلابات على رؤساء الدول وملوك الأمة وقتل شرطهم ونوابهم في مرافق الدولة من غير طريق شرعي بل بأسلوب فوضوي بدعي إلا صورة منكرة من صور الإرهاب التي تمليها شياطين الإنس والجن على الإرهابيين وتزينها في قلوبهم فيسقطوا في الجريمة الآثمة المروعة (جريمة الإرهاب) بدون وازع من دين أو وجل من سلطان أو استحياء من خالق الكون أو رحمة لمخلوق آمن في سربه لأنهم قد باعوا نفوسهم من الشيطان صاحب العداوة للمكلفين من عالم الإنس والجن طوعاً واختياراً فبئس الصفقة صفقتهم وساء الصنيع صنيعهم لقد اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة، وكل جريمة لها جزاء عند الله {جزاءً وفاقاً} ، {ولا يظلم ربك أحداً}".اهـ هذا كلام سلفي من عالم سلفي يدعو إلى المنهج السلفي فهل يجد هؤلاء المحاربين للمنهج السلفي أضبط ولا أدق من هذا في بيان معنى الإرهاب أو في التحذير من الإرهاب؟! والجواب: لا يجدون.. نحن نقول إن دعاة التطرف في ترك الدين لن يتمكنوا أبدًا من محاربة هذا الإرهاب.. ليست عندهم الأدوات التي يكافحون بها هذا الإرهاب، بل إن حرب هذا الإرهاب الذي ذكر صوره العلامة الشيخ زيد المدخلي زيد حفظه الله لا تحارب إلا بالشريعة المطهرة وبالسنة النبوية والأصول السلفية الصحيحة. وقد وجدت الدول التي عانت من هذا الإرهاب مصداق كلامي هذا فمن الذي قضى على الإرهاب و التطرف -إلى حد كبير- في الجزائر؟ هل قضى عليه دعاة الإلحاد والإباحية ودعاة العلمانية والشيوعية والتطرف المزري في إنكار الدين؟! لا والله ما استطاعوا ولا عرفوا.. و لهذا ما وجدت الدولة سبيلاً إلا الاستعانة بالعلماء السلفيين علماء السنة فيأتي لمناصحة الشباب هناك أو في نشر فتاوى هؤلاء العلماء تعم البلاد حتى كانوا يقذفون فتاوى العثيمين والألباني وابن باز، ويقذفون بدروسهم بالطائرات على الجبال كي تصل إلى المتطرفين الإرهابيين في الجزائر، وكذلك الحكومة المصرية هنا لما أردت أن تصل إلى حل مع الجماعات الإسلامية المتطرفة ظلت سنوات عن طريق استخدام القوة ما نجحت النجاح الكامل ..نعم كان هناك نوع من التحجيم للإرهاب لكن ما نجحت النجاح الكامل.. وما استطاعت لا الصوفية ولا العلمانية ولا حتى الجهات الرسمية من وزارة الأوقاف والأزهر من كبح جماح هؤلاء حتى لجأت الحكومة مؤخرًا إلى اللجوء إلى فتاوى وكتب العلماء السلفيين، وبدأت في السماح بدخول هذه الكتب نحو كتب العثيمين وابن باز والألباني وربيع بن هادي والفوزان وغيرهم إلى داخل المعتقلات حتى يستبصر الشباب ويعرفوا المنهج الحق الذي لا يقبل هذا الإرهاب ووجدوا الثمرة فأعلنت الجماعة الإسلامية توبتها –في الجملة- عن هذا الفكر المنحرف، إن كانت عليها مآخذ لكنها خطوة على الطريق.. وعاد المئات من الشباب إلى الوسطية والاعتدال وإن كانت ما زالت بعض الأمور تحتاج إلى مراجعة، ولكن في الجملة فيه شيء من التصحيح، فلذلك لا ينبغي أبدًا أن نقبل الدعوات الشاذة التي تريد أن تشوه صورة هذا المنهج السلفي الذي وجد فيه الحكام الحل الأمثل لهذه المشاكل من التطرف والإرهاب، فإن أرادوا -ونحن نعلم أنهم يريدون هذا إن شاء الله تعالى- استقرار أمن البلاد فعليهم إشاعة هذا المنهج والتمكين له وسط الشباب والعامة، وعدم الالتفات البتة إلى الدعوات الشاذة التي يريد بها المتطرفون حقًّا من العلمانيين ومن الشيوعيين تشويه صورة هذا المنهج. فهذا هو موقفنا من الجهاد ومن الإرهاب.
سادسا : (الموقف من الدماء المعصومة بالإيمان والأمان) :
نقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال في الحديث الصحيح الذي أخرجه الشيخان: "إن دمائكم و أموالكم و أعراضكم عليكم حرام كحرمة بلدكم هذا في يومكم هذا في شهركم هذا"، وأيضًا قال صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن مسعود في الصحيحين: "إن أول ما يقضى فيه يوم القيامة الدماء"؛ فالدماء معظَّمة ومحرمة في دين الله، ولذلك لا يجوز قتل المسلم إلا بإحدى ثلاث بينَّها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: "النفس بالنفس -أي القصاص- والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة"، وأيضًا هذه الثلاثة لا تكون لآحاد المسلمين إنما ينفذّها الحاكم أو ولي الأمر الممكَّن، وأما بالنسبة لغير المسلمين -أي الكفار- فأيضًا لا تحل دماء الكافر المعاهد أو الذمي إلا أن يقتله ولي الأمر المسلم أو الحاكم لأي علة من العلل لأنه مفسد أو لأنه زنى أو لأنه قتل نفسًا بغير حق أو أن يكون كافرًا محاربًا يحارب المسلمين فيخرج المسلمون تحت إمرة الحاكم المسلم -ولي الأمر الممكَّن- لجهاد هؤلاء الكفار المحاربين في قتال فعلي، وأما الكافر المستأمن الذي دخل بلاد المسلمين بأمان أو الذي له ذمة سواء من النصارى أو اليهود أو الكافر الذي له عهد -عاهدنا دولته-، هذا لا يجوز لآحاد المسلمين قتله ولا يحل دمه بل دمه معصوم، ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من قتل معاهدًا -أي من الكفار- لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا"، أخرجه البخاري من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه, و هذا هو الحل الأمثل الذي ينبغي أن يربى عليه الشباب، وهو الذي يحميهم من الغلو ومن التطرف الذي يقع فيه الشباب الثائر المتطرف إذا أراد أن يهدم كنيسة أو يقتل قسيسًا من قساوسة النصارى أو اليهود، وأما أن نقول إن الحل أن نقول: إن النصارى واليهود إخوانك.. وإنهم على نفس دينك، فهذا ليس حلاًّ؛ لأنه يعرف كذب هذا الكلام ولن يقتنع به البتة بل إن رجال الأمن أنفسهم لا يقتنعون بهذا، فكيف تريد أن تقنع به الشباب المتحمس أو أن تصور فلانًا من مشايخ المسلمين مع فلان من القساوسة يقبله ويحتضنه، ويقول البعض: إن الوحدة الوطنية هي الحل الأمثل للإرهاب!! أنتم تعلمون من ناحية الواقع أن هذا ليس حلاًّ للإرهاب.. العقلاء من القادة يعلمون أنه ليس هذا حلاًّ أبدًا للإرهاب وأن هذا ليس حلاًّ لتطرف الشباب المتطرف؛ لأن هذا الكلام لم يمنع الشباب المتطرف من قتل اليهود والنصارى المعاهدين أو المستأمنين بل بالعكس مثل هذه الأمور تزيد الشباب المتطرف إرهابًا وتطرفًا خاصة إذا رأى مثل هذه الصور في هذه المجلات تزيده حماسة كاذبة حتى يلجأ إلى هذه العمليات الإرهابية. ولكن الحل الأمثل لعلاج هذا الشباب المتطرف أن نطرح عليه هذا الكلام بهذه الموضوعية وبهذه الصراحة حتى نعالجه من الداخل أن نقول له إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة"، فبالتالي يترك قتل المعاهدين من اليهود أو من النصارى اعتقادًا وتدينًا، هذا هو كلام السلف الذي أنتم تتهمونهم بأنهم رؤوس الإرهاب! هل يقال عن الكلام المنضبط: الفكر الجهادي السلفي أم أنه المنهج المبني على الوسطية (منهج السلفية). فالذي يريد مكافحة الإرهاب عليه أن يبلغ الشباب المتطرف هذه النصوص الشرعية، وفتاوى علماء هذا المنهج -منهج السلف- أشهر من أن تذكر وكما ذكرنا الحكام أنفسهم كانوا يلجئون إلى إمداد الشباب المتطرف بفتاوى هؤلاء، والذين يريدون حتى الآن أن يظهروا هؤلاء العلماء بأنهم متطرفون هؤلاء خونة أو أدعياء للإصلاح؛ لأنهم يريدون قطع مادة الإصلاح عن بلاد المسلمين ويريدون أن يظل المسلمون وأن يظل الشباب في ظلام الجهل الذي يكون أقوى مادة للإرهاب لأنه كما ذكرنا المسلمين في مصر أو في غيرها أبعد ما يكونون عن تطرف هؤلاء في وجه الدين، فلن يوافقوا هؤلاء أبدًا على ما يسمونه بالمادية والوطنية.. نعم الوطنية التي هي تعني أن يحافظ المسلم على وطنه وأن يعمل على تعمير الوطن بما يعود عليه بالنفع هذا لا ينكره مسلم ولا ينكره عاقل أو عالم.. أمَّا الوطنية التي هم يقصدونها هي تنحية الدين يقولون: الدين لله فقط والوطن لكل الناس.. نعم الكل يعيش في وطن واحد وتحت إمرة واحدة ولكن التسوية في الدين ليست هي الحل، ليس الحل أن تسوي بين الإسلام واليهودية والنصرانية هذا لا يعترف به عاقل، ولكن الحل أن تقول إن المسلم ينبغي أن يعايش اليهود والنصارى على وفق ما قرره شرع الإسلام أن يعايشهم بما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يساكن اليهود في المدينة وتعامل مع نصارى نجران.. الوفد الذي أتاه من نصارى نجران تكلم معه وتحاور معه ودعاه إلى الإسلام ولم يأمر بقتلهم.. فأنت عليك أن تعلِّم الشباب هذه الطريقة السوية في التعايش مع اليهود والنصارى. فنحن نتكلم بوضوح وبصراحة حتى لا ندع فرصة لمغرض أن يكذب علينا أو أن يشوه صورة دعوتنا بغير حق هذا هو موقفنا من الدماء وموقفنا من التعايش مع اليهود والنصارى نعم عند هؤلاء شبهات يريدون بها تشويه الصورة لا يتسع المقام لذكرها كلها لكن يكفينا ما أشرنا إليه.
سابعا : (الموقف من البدعة وأهل البدع) :
فكما بينا في الكلام السابق لا يعني أن يحكم أحد من العلماء على فلان بالبدعة أنه يكفِّره هذا فهم شاذ غريب ليست البدعة كالتكفير ليس التبديع قرين التكفير، والذين يغالون في هذا الباب ليسوا من أهل المنهج السلفي بل إن السلفيين الذين يتبعون المنهج السلفي الحق -الذي هو الوسطية- إن اتبعوا علماءهم في الحكم على فلان أو علان بالبدعة هم ينتهجون أيضًا الوسطية في التعامل مع هذا المبتدع سواء كان من الخوارج أو كان من الشيعة الروافض أو من الصوفية أو من غيرهم من هذه الأحزاب. نحن نقول: إن المسألة فيها تفصيل إن كان داعية يعني من الدعاة المشاهير المخاصمين على هذه البدعة نحن ننصح العامة والشباب بأن يهجروه حفظًا لهم وحماية لهم من أن يسقطوا في بدعته التي تعود على الأمن بما يقلقل الأمن يسبب القلقلة في الأمن. لأن الشباب إذا قلنا لهم اسمعوا لفلان أو اسمعوا لكل أحد أو اقرءوا لكل أحد لم يفرقوا لا بين حسن البنا ولا بين سيد قطب ولا بين محمد حسان ولا بين عبد الحميد كشك ولا بين الحويني ولا محمد الغزالي ولا القرضاوي صار كلهم سواء عندهم، فكيف يعرفون الحق من الباطل وكيف نطالب الشباب بعدم الإرهاب وأنتم لم تحصنوهم من دعاة الإرهاب. وأما العامة الذين قد يتبعون هذه الأحزاب عن جهل نحن لا نقول أن يهجروا بل ينبغي أن يبين لهم وأن ينصحوا. وكذلك الذين يتمسحون بالسلفية وليسوا منها نحن أيضًا نحذر منهم حتى لا يغتر بهم الشباب الذين لا يعرفون الفرق بين المنهج السلفي وبين المناهج الدخيلة التي هي من مناهج الخوارج ولكن ليس هؤلاء هم الذين نحن ننشغل بهم الانشغال الكامل. نحن على سبيل المثال عقدنا في خلال هذه السنوات الأربعة الماضية التي بدأنا فيها الدعوة في هذا المكان في هذه المنطقة عشرات الدروس بل قد تصل إلى المئات -إن لم يكن فيها مبالغة-، كم مرة ذكرنا محمد حسان أو الحويني أو أدعياء السلفية؟ في مواطن محدودة على حسب ما يقتضيه المقام لا نذكر هذا في كل درس، نحن شرحنا مثلاً أصول السنة للإمام أحمد وشرحنا كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب والأصول الثلاثة والقواعد الأربع.. وشرحنا عمدة الأحكام في الفقه.. وشرحنا أصول الفقه.. وشرحنا أصول التفسير إلى آخره هل في كل درس نذكر هؤلاء؟ لا نذكر هؤلاء في كل درس. أما الغلاة من الحدادية لهم طريق آخر.. وهل نحن سويَّنا بين بدعة هؤلاء وبين من هم عندهم غلو في البدعة؟ -لا- ليسوا سواء بلا شك ليسوا سواء في البدعة وكذلك في الغالب لا أذكر البتة أني صرحت -أو أن من ديدني أن أقول- إن محمد حسان مبتدع بل قد لم ينطق بها لساني مرة بل نقول إنه يوافق القطبية في بعض مقالاته.. الحويني وافق السرورية القطبية في بعض المسائل التي دعا إليها، ورغم هذا أنا ما قلت إنه قطبي سروري.. نعم قد تكون أحيانًا على حسب المقام لكن ليست الديدن. فالشاهد نحن نبرأ إلى الله من الغلو في التكفير أو في التبديع و نبرأ إلى الله من الحدادية غلاة التبديع الذين يبدعون العلماء بغير حق هذا موقفنا من التبديع باختصار.
ثامنا: (الموقف من التكفير) :
وكذلك موقفنا من التكفير: لا نكفِّر مسلمًا بكل بذنب ولا بكل معصية ما لم يستحل. وكذلك لا نكفِّر معيَّنًا أبدًا، إنما تكفير المعين إنما يكون للعلماء الذين يقيمون الحجة على هذا المعين بعد توفر الشروط وانتفاء الموانع لا يُترك هذا لآحاد المسلمين أو حتى لطلبة العلم الصغار.. أنا عن نفسي لا أستحل أن أكفِّر مسلمًا حتى لو ثبت عندي بالأدلة اليقينية إلا أن أرجع إلى العلماء وكذلك الطلبة الذين تحت يدي يتربون على هذا، ونحن ذكرنا هذا في الشروط التي اشترطناها لمن يريد أن يدرس عندنا أن يترك الخوض في مسائل التكفير ومسائل التبديع و التضليل إلا بعد الرجوع إلى العلماء خاصة تكفير الحكام أو تبديع العلماء أو تبديع السلفيين. نحن نبرأ إلى الله من الغلو في كل هذه الأبواب -وبفضل الله- دروسنا وكتبنا موجودة التي تثبت مصداقية كلامنا.
نريد أن نبين نقطة أخيرة وهي: أن دعوتنا الهدف الرئيسي منها ليس إقامة دولة وإنما هو الهدف المذكور في حديث ابن عباس في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أرسل معاذا إلى اليمن قال له: "فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله"، هذا هو هدف الدعوة إخراج العباد كافة من حكام ومحكومين من الشرك إلى التوحيد، وبالنسبة للمسلمين أن نذكِّر المسلمين بهذا التوحيد وأن نصلح عقائد الجميع للآخرة ليس للدنيا يعني المغرضون يقولون إن العلماء السلفيين يسعون إلى تربية المجتمع على المنهج السلفي ويتركون السياسة لأغراض أخرى خفية يقولون أنتم تفعلون هذا لأنكم تعدون الجيل القادم للخروج على الدولة أو لإقامة الدولة السلفية لكم والله هذا إن كان فعلاً قد يكون عند بعض أدعياء السلفية نعم نحن نوافقكم أن بعض أدعياء السلفية نحو صلاح الصاوي هذا أو نحو غيره -بغض النظر عن الأسماء- من أدعياء السلفية -الذين يدعون السلفية وهم ليسوا على منهج السلفية الصحيح- نعم قد يكون هذا غرضهم فقد صرح بعضهم بقوله: نحن لا يعنينا أن نقيم الدولة الآن بل نحن نربي وننتظر من يأتي بعدنا ليحقق أهدافنا، وقال بعضهم: اتركوا الدخول مع الحكام في الصراع الآن وعليكم بتربية النشء حتى إذا كثر العدد تمكنتم من إقامة دولتكم نعم هذا قال به البعض، لكن هؤلاء ليسوا على المنهج السلفي الصحيح بل هؤلاء خوارج في الغالب كما بينا حالهم من قبل بالتفصيل، أما العلماء السلفيون -الذين هم بالفعل على المنهج السلفي السوي من الأئمة الكبار نحو الألباني وابن باز والعثيمين إلى آخره ومن سار على طريقهم من طلبة العلم أو من الدعاة- هؤلاء ليس هدفهم من إصلاح عقائد المسلمين أمرا دنيويًّا بل إن هدفهم الأكبر الآخرة أن ينجوا هؤلاء من عذاب الله -من الحكام أو من المحكومين-؛ لأن الدنيا قصيرة مهما طالت والحكام أو العامة عما قليل سوف يموت الجميع ولن تكون هناك لا دولة ولا غيرها وإنما يكون الحساب عند الله عز وجل فنحن نسعى جاهدين كي ننجي أنفسنا وكي ننجي المسلمين عامة وكذلك الكفار من عذاب الله عز وجل هذا هو الهدف الأساسي من الدعوة عند السلفيين حقًّا ليس أهدافهم دنيوية كحال الأحزاب. نسأل الله أن يرينا الحق حقًّا وأن يرزقنا اتباعه وأن يحبط كيد الحاقدين.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. وصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه وسلم.
أبو عبدالأعلى خالد بن محمد بن عثمان
| |
|
اسلام عبده عضو فعال
الدولة : مصر عدد المساهمات : 305 تاريخ التسجيل : 25/04/2011 العمر : 26 تاريخ الميلاد : 10/10/1998
| موضوع: رد: بيان بعض أصولنا ومعتقداتنا التي ندين الله عز وجل بها ( للشيخ أبوعبد الأعلى المصري حفظه الله تعا الجمعة 29 أبريل - 21:52 | |
| | |
|
mohammad zyan الادارة العامة للمنتدي
الدولة : جمهورية مصر العربية عدد المساهمات : 513 تاريخ التسجيل : 24/03/2011 العمر : 38 تاريخ الميلاد : 08/01/1986
| موضوع: رد: بيان بعض أصولنا ومعتقداتنا التي ندين الله عز وجل بها ( للشيخ أبوعبد الأعلى المصري حفظه الله تعا الأربعاء 15 يونيو - 23:01 | |
| | |
|