شيخ الازهر يعلن عن خريطة طريق مستقبلية لتطوير الأزهر واستعادة أوقافه شاهد المحتوى الأصلي
أعلن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن خريطة طريق مستقبلية لتطوير وإصلاح الأزهر، والحفاظ على استقلاليته، وتطوير العملية التعليمية واستعادة أوقافه والنهوض بطلابه في جميع المراحل التعليمية، وتأكيد حق خريجيه في المساواة بالآخرين، والدفاع عن قضايا أمته العربية والإسلامية.
أضاف شيخ الأزهر
في كلمته في افتتاح المؤتمر العلمي الأول للأزهر الشريف اليوم الثلاثاء،
بعنوان الرؤية المستقبلية للأزهر، أن الهدف من هذا اللقاء الذي يجمع علماء
وطلاب الأزهر هو ترتيب البيت الأزهري من الداخل ليستعيد الأزهر
والأزهريون مكانتهم في العالمين العربي والإسلامي خاصة بعد ثورة 25 يناير
ليكون في مقدمة الصفوف بإصدار خمس وثائق نالت القبول والاتفاق من كل
الأطياف.
أشار شيخ الأزهر إلى أن التعديلات القانونية الأخيرة بشأن الأزهر حققت استقلاله بشئونه فعلًا وواقعًا ليبقى الأزهر
مؤسسة كبرى من مؤسسات الدولة يملك الأزهريون فيها أمرهم ويضعون أنظمتهم
ويطبقونها في كل المجالات بالخبرة والشورى، حيث سيتم إعادة تسجيل هيئة
كبار العلماء والأنظمة الأخرى التي تعيد للأزهر دوره.
وطالب الدكتور الطيب المسئولين، باستعادة أوقاف الأزهر
للاستفادة منها في تطويره ، مبينا أن الجانب الأكبر من هذه الأوقاف لدى
وزارات أخرى ومنها وزارة الزراعة والتي لديها 150ألف فدان يجب أن يستعيدها
الأزهر.
كما أشار شيخ الأزهر
إلى أنه سيتم التعاون مع وزارة الأوقاف والتنسيق معها لدعم الخطاب الديني
الوسطي وحماية كرامة وحقوق الدعاة وعدم التدخل في شئونهم، وانتقد مستوى
الطالب الأزهري الذي لا يتفق مع رسالة الأزهر العالمية، موضحًا أن المؤتمر سيناقش تطوير العملية التعليمية بالأزهر من كل جوانبها.
من جانبه كشف الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر، عن نظام جديد متكامل أعده عمداء كليات الأزهر لتطوير
العملية التعليمية، يتضمن تجديد المناهج لمعالجة القصور بها لتفي
باحتياجات الطلاب، ولاستيعاب التطورات الراهنة من أجل إيجاد خريجين قادرين
على التعامل مع هذه المتغيرات، ويمثلون الأزهر في العالم بشكل متطور.
وأكد العبد في كلمته أمام المؤتمر على أهمية تطوير التعليم الجامعي
بالأزهر والذي يضم أكثر من نصف مليون طالب وطالبة، والاهتمام بالطلاب
والأساتذة والتركيز على وسطية المنهج الأزهري، مبينًا أن المؤتمر سيكون
بداية لتطوير العملية التعليمية.
وطالب الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق بالاستفادة من تجارب
الإصلاح السابقة في الأزهر، والتي قادها محدثون كالشيخ رفاعة الطهطاوي من
أجل تطوير الأزهر كمؤسسة تعليمية ودعوية، والاستفادة مما تحقق مؤخرا باستقلال الأزهر ليكون هو المسئول الوحيد عن كل شئون الهيئات والإدارات التابعة له، وبانتخاب هيئة لكبارالعلماء تتولى انتخاب شيخ الأزهر.
أكد زقزوق أن النقد الذاتي للوضع الحالي للمؤسسات التعليمية والتعرف على
السلبيات بها هما السبيل لإصلاح منظومة التعليم الأزهري وكذلك تطوير دور
مجمع البحوث الاسلامية وقطاع المعاهد الازهرية بما يتفق والتطورات الراهنة
في المجتمع.
بدوره طالب المستشار محمد أمين المهدي، عضو المحكمة الدولية العليا والفقيه القانوني بأن يتضمن الدستور الجديد التأكيد على استقلال الأزهر وعلى دوره لإصلاح الأمة وتحقيق التوافق الوطني بين أبنائها كمؤسسة مستقلة بعلمائها.
بينما أشار الدكتور حسين الشافعي، رئيس مجمع اللغة العربية والأستاذ بجامعة الأزهر
إلى الدور الوطني للأزهر تاريخيًا في مقاومة الاحتلال والدفاع عن قضايا
مصر والأمة، مؤكدًا ضرورة الاهتمام بالتعليم الأزهري وتطوير الدعوة
الإسلامية ليستمر الأزهر حاميًا للأمة الإسلامية.
ويناقش المؤتمر الذي يستمر يومين استقلال الأزهر
وتشريعاته وتطوير التعليم الجامعي، وما قبل الجامعي والنظام المالي
والإداري بالأزهر ومجمع البحوث الإسلامية ودعم الطلاب الوافدين وتطوير
الخطاب الديني، ويشارك فيه علماء الأزهر وأساتذة الجامعات ورجال القانون والبحث العلمي.