ذكرى مجزرة الحرم الابراهيمي لكي لا ننسى
مكان وقوع الجريمة : مدينة الخليل – داخل الحرم الإبراهيمي الشريف .
الزمان : يوم الجمعة(25-02-1994) اثناء السجود الاسبوعي في صلاة في صلاة الفجر .
هوية المجرم : المستوطن باروخ غولدشتاين (42 عاماً) القادم من الولايات المتحدة الأمريكية من سكان مستوطنة كريات أربع .
بالنسبة للشعب اليهودي كونه يصادف عيد المساخر ((البوريم)) )) فأقدم على فعلته الحمقاء ليؤكد مقولة دوف سوليمون(( قائد حرس الحرم الابراهيمي الشريف حيث قال :
מחר אני ארכם מה הוא אסלאם שלכם!
" غدا سوف نريكم ما هو إسلامكم"
عدد الشهداء : (50) شهيداً سقطوا فجر ذلك اليوم وهم ركع الى الله سجود.
عدد الجرحى : (349) جريح نزفت دماءهم في ذلك اليوم المشؤوم .
تفاصيل المجزرة
×?°قبل الخوض بالتفاصيل لا بد من نبذة عن حياة المجرم :×?°
نشا غولدشتاين في( الشارع رقم 81 ) في بروكلين بنيويورك كان اسمه بنيامين ويقول صديقه أنتوني بيترسون أنه غير اسمه خلال دراسته الجامعية الى اسم يهودي (باروخ) وهو من عائلة ارثوذكسية متطرفة ، تلقى تعليمه في مدارس يشيف الارثوذو كسية في بروكلين ، حرمه والداه من اللعب مع الاطفال الكاثوليك ، وخلال دراسته في المرحلة الثانوية بدات عليه ملامح التعصب ضد العرب ، التحق بكلية أينشتاين لدراسة الطب تخرج فيها طبيبا وعمل في مستشفى بدوكريل في بروكلين سنة 1982م. كان دائم الترديد لعبارة من التلمود " اذا كان عدوك يريد قتلك ابدا انت بذبحه"
وفي( عام 1982)وبعد تخرجه التقى بالحاخام الصهيوني مئير كهانا واصبح ضمن جماعته وعلى يديه تشرب الافكار العنصرية ضد العرب وكان الاب الروحي له.
في (عام 1983)قدم الى هنا مهاجرا امريكيا وعمل طبيبا في الجيش اليهودي لاعتقاده ان ذلك واجب ديني. ،ثم سكن مستوطنة كريات اربع في الخليل( سنة 1990 م) .
تفاصيل الجريمة:
في( يوم الجمعة 2-02-1994) وأثناء تأدية المصلين لصلاة الفجر في الحرم الإبراهيمي وعند السجود وقبل إستكمالهم لصلاة الفجر دخل على المصلين يهودي أمريكي يدعى باروخ غولدشتاين وهو يحمل كل ظلام الحقد التوراتي في صدره وفي يديه بندقيته الرشاشة وقنابل يدوية وكانت المجزرة التي علت فيها الى السماء ارواح( 50 مصلياً) ونزفت فيها دماء( 349 مصاب) بعد أن أفرغ كل ما لديه من رصاص وقنابل على الساجدين .
ولقد ثبت لاحقاً أن غولدشتاين لم يرتكب المجزرة وحده بل شاركه فيها جنود العصابات الصهيونية الذين أغلقوا باب الحرم حتي لا يتمكن المصلون من مغادرته ومنعوا كذلك سيارات الإسعاف من الإقتراب من المنطقة ، وحين حاول المواطنون نجدة المصلين قابلهم جنود يهود بإطلاق الرصاص الكثيف مما اوقع على الفور
(29 شهيداً) وعشرات الجرحى .
لقد لاقت مذبحة الحرم تأييداً من الغالبية العظمى في الكيان الصهيوني ، وعندما سؤل الحاخام اليهودي موشي ليفنغر عما إذا كان يشعر بالأسف على من قتلهم غولدشتاين رد قائلاً إن مقتل العربي يؤسفني بالقدر الذي يؤسفني مقتل ذبابة [يسرائيل شاحاك ـ الشريعة اليهودية] هذا ويعتبر اليهود غولدشتاين بمثابة قديس كما وجعلوا من قبره مزاراً وقد خصص الكيان الصهيوني عدداً من جنود حرس الشرف الذين يؤدون له التحية العسكرية كل صباح والى يومنا هذا .
ويقول الكاتب اليهودي شاحاك في كتابه المذكور أن الشريعة اليهودية(هالاخا) تطالب في الحقيقة كل يهودي القيام بنفس ما قام به غولدشتاين ولدعم ما يقول فقد ساق في كتابه كلمات الحاخام دوف ليور الذي وصف فيها غولدشتاين بالمؤمن التقي وأن ما فعله كان من أجل الرب وبإسمه .
باروخ غولدشتاين الذي كان يبلغ من العمر( 42 عاماً) وهو احد مؤسسي حركة كاخ الدينية كان قد قدم من الولايات المتحدة الأمريكية الى الكيان الصهيوني (عام 1980)حيث سكن في مستوطنة كريات اربع المقامة على أراضي مدينة الخليل .
وذكر عنه انه وعندما كان يعمل طبيباً في الجيش الصهيوني فإنه كان يرفض لأسباب دينية معالجة غير اليهود بما فيهم المتطوعين الأوروبيين والدروز العرب ممن حاربوا الى جانبه في جيش الكيان الصهيوني وكان مثاله الأعلى الحخام كاهانا والذي كان بدوره لا يعتبر غير اليهود إلا (جوييم) او غير بشر ويحرم مساعدتهم
ومن نجا من تلك المجزرة التي كان فيها الموت محقق، فإن فصولها المروعة مازالت ماثلة أمامه، خاصة الجرحى الذين مازالوا يعانون جراء إصابتهم فيها، ولازال شهود العيان يتذكرون ذلك الفجر الرهيب في مدينة الخليل.
يقول شريف بركات (37 عاما) شقيق الشهيد سفيان بركات "كنت أصلي في الصف الأخير في الحرم، وبعد أن أنهى الإمام قراءة سورة الفاتحة في الركعة الأولى، سمعت صوتاً بالعبرية معناه "هذه آخرتهم"، وعندما هممنا بالسجود سمعت صوت إطلاق النار من جميع الجهات، كما سمعت صوت انفجارات وكأن الحرم بدأ يتهدم علينا.. فلم أتمكن من رفع رأسي حينها وطلبت الشهادة".
وأضاف بركات "رأيت رأس أحد المصلين قد انفجر وتطايرت دماغه ودماؤه على وجهي، بعد ذلك بدأ الناس بالتكبير، وبدأ الذين لم يصابوا بنقل الجرحى، وحملت طفلاً لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، فوجدت الباب مغلقا ولم يسمح لي الجندي بإخراجه، وبعد ذلك اكتشفت أني مصاب في صدري فتوجهت إلى سيارة الإسعاف التي حملتني إلى المستشفى.
أما عبد المنعم زاهده وهو شقيق اثنين من الشهداء هما (نادر ومحمد) فيروي قصة المجزرة قائلاً: مجزرة الحرم الإبراهيمي واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، ولن أنسى ذلك اليوم الذي روت فيه دماء الشهداء الحرم الإبراهيمي الشريف ثم ساحات المستشفى الأهلي، حيث سقط خمسة شهداء في مجزرة أخرى بعد ساعات من تبرعهم بدمائهم للجرحى.
وإذا كانت ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي تمثل نكئا لجراح الفلسطينيين، خاصة أهالي الشهداء والجرحى الذين سقطوا خلالها؛ فإن هذه الذكرى تشكل للمستوطنين اليهود المتطرفين يوما احتفاليا بمقتل منفذ المجزرة.
ففي "مستوطنة كريات أربع" يعقد العشرات من نشطاء اليمين الإسرائيلي المتطرف -كل عام- وعلى رأسهم أعضاء "حركة كاخ" العنصرية المتطرفة احتفالا بذكرى مقتل "باروخ غولدشتاين" منفذ المجزرة.
وفي سياق هذه الاحتفالات دعا عدد من الشبان مؤخرا إلى قتل رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون، بل إن الشبان تخفوا في زي الجنود وقدموا مسرحية قاموا خلالها "بقتل" شارون بالسكاكين والمسدسات، وقد كتب على سترات الشبان: "دورية الثأر لقمع الخونة"، وفي نفس الوقت ردد عدد من الرجال في الخلفية هتافات: "يا شارون، سيأتي يومك".
هذا وينعقد في كل عام اجتماع لعشرات من أعضاء "حركة كاخ" وغيرهم من نشطاء اليمين في ساحة قبر "باروخ غولدشتاين" للاحتفال هناك بتلاوة ما يسمى "وثيقة البوريم".
وقد تحول مكان دفنه إلى مزار لعتاة وقادة اليمين الإسرائيلي المتطرف ومجرمي المستوطنين وأصبح في نظرهم قديساً يتبركون بقبره.
ولم يدفن غولدشتاين في الخليل، بل في حديقة سياحية مجاورة للمركز التجاري في "مستوطنة كريات أربع" شمال الخليل، ومنعا لعربدة نشطاء اليمين قرب القبر نفسه، أعلنت الساحة المجاورة له منطقة عسكرية مغلقة
وكان المشارك الأبرز في احتفال المستوطنين المتطرفين في ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي لهذا العام نشيط اليمين المتطرف ميخائيل بن حورين، الذي يعرف على لسان رجال "كاخ" "برئيس دولة يهودا".
وحسب بن حورين فإن "د. غولدشتاين أنقذ الناس وقام بعمل هام وعظيم. وكل شخص يدعو إلى ذبح اليهود يجب أن يعرف أن دمه محلل. أنا لا أخاف أن أقول ذلك، فالقديس غولدشتاين دفع بحياته ولم يعد لنا ما نأبه به للدفع بحريتنا" على حد قوله.