وصلت الاحتجاجات المناهضة للحكومة الليبية المطالبة
باسقاط الزعيم الليبي معمر القذافي إلي العاصمة طرابلس, بعد أن تركزت
خلال الأيام الماضية في شمال شرق ليبيا.
يأتي ذلك في وقت قدرت منظمة هيومان رايتس ووتش عدد القتلي في الاحتجاجات
منذ يوم الأربعاء الماضي بـ84 قتيلا علي الأقل في غضون3 أيام.,
بينما قالت صحيفة أويا الليبية المقربة من سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم
الليبي ان المظاهرات أدت إلي مقتل عشرين علي الأقل في بنغازي وسبعة في
مدينة درنة بشرق ليبيا.
وفي هذه الأثناء قطعت السلطات الليبية اتصالات الإنترنت أمس في ليبيا في
محاولة لمنع معارضيها من تنظيم أنفسهم والاتصال فيما بينهم. وذكرت شركة
أربور نيتووركس الشركة المتخصصة بمراقبة حركة الإنترنت ومقرها الولايات
المتحدة: أن ليبيا قطعت فجأة اتصالات الإنترنت فجر أمس مشيرة إلي أن
اتصالات الإنترنت كانت مضطربة أصلا خلال نهار أمس الأول.
ونقلت قناة الجزيرة الفضائية القطرية عن شهود عيان أن مدينة بنغازي سقطت
بايدي المتظاهرين. بينما ذكرت صحيفة لييا اليوم الليبية أمس أن الساعدي
القذافي نجل الرئيس الليبي محاصر من جموع المتظاهرين في مدينة بنغازي بعد
ان فر من فندق أوزو الذي كان يقيم فيه وأن هناك محاولات من المتظاهرين
للقبض عليه.
وأضافت الصحيفة ان قوة عسكرية خاصة يفوق عددها1500 فرد يقودها عبدالله
السنوسي صهر القذافي وأمر حرسه الخاص بالتوجه إلي بنغازي لتخليص الساعدي
والعودة به إلي طرابلس.
كما ذكرت مصادر أمنية ليبية أن حوالي ألف سجين تمكنوا من الفرار من سجن
بمدينة بني غازي التي تقع علي بعد حوالي ألف كيلو متر إلي الشرق من
طرابلس, وأضافت: أن السلطات تمكنت من اعتقال150 سجينا منهم في وقت
لاحق.
وكانت الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا المعارضة قد أعلنت في وقت سابق أمس
الأول أنه تم حرق سجن الجديدة في منطقة تاجوراء علي الساحل الشمالي واطلاق
سراح المحتجزين به, وأن اثنين من المحتجين قتلا في مدينة القبة شمالي
ليبيا.
ونقلت صحيفة قورينا عن مصادر لم تذكر اسمها قولها: ان مؤتمر الشعب العام
أو البرلمان سيقر تغييرا كبيرا في سياسة الحكومة, بما في ذلك تعيين
أشخاص جدد في مناصب رفيعة.
وأضافت الصحيفة أن أمس الأول شهد عمليات حرق لمقرات أمنية وإدارية وقضائية
في بنغازي ضمت مكتب المحامي العام والمصرف التجاري بوسط المدينة,
بالإضافة لاحراق مقر جهاز الأمن الداخلي ومقر اللجان الثورية ومركزي شرطة
البركة والفويهات.
وقالت الصحيفة ان قوات الأمن اضطرت لاستخدام الرصاص الحي لثني المتظاهرين بعد أن اتسمت احتجاجاتهم بالعنف.
وقالت هيومان رايتس ووتش: إنها تستند في بياناتها علي مقابلات هاتفية مع
مستشفيات محلية وشهود عيان في ليبيا, وطالبت المنظمة الحكومة الليبية
بوقف فوري للهجمات علي المتظاهرين السلميين وحمايتهم من الاعتداءات
الوحشية, التي تشنها عناصر مسلحة من أنصار الحكومة.
وقال نائب مدير المنظمة لشئون الشرق الأوسط وشمال افريقيا جو ستورك: ان
قوات الأمن الليبية تطلق النار علي المواطنين, وتقتل العديد منهم لأنهم
يطالبون فقط بتحول سياسي.
ومن جانبها نقلت منظمة العفو الدولية عن مصادر في مستشفي الجلاء ببنغازي
قولها ان معظم الضحايا مصابون بطلقات في الرأس والصدر والرقبة, ولم يذكر
المسئولون عدد القتلي, ولم يعلقوا بشكل مباشر علي الاضطرابات.
وقالت المنظمة: إن هذه الزيادة المثيرة للقلق في عدد القتلي, وما ذكر
عن طبيعة إصابات الضحايا يشير بقوة إلي أنه يتم السماح لقوات الأمن
باستخدام القوة القاتلة ضد المحتجين العزل المطالبين بالتغيير السياسي.