تصيب الأمراض، عادة، الرجال والنساء، على حد سواء.
ومع ذلك هناك أمراض تصيب أحد منهما، دون الآخر، نظراً لطبيعة جسميهما.
وهناك كثير من الدلائل والعلامات التي تظهر على الرجال ويرونها، ولكنهم لا يكترثون بها، مع انها قد تكون اشارات تستوجب الاهتمام بها وتشخيصها قبل أن يستفحل خطرها.
وهنا أهم العلامات والنصائح التي يقدمها الأطباء وتساعد الرجل على الاحتفاظ بصحته كما يجب.
فقدان الشعر
غالبا ما يعتقد الرجال انه لا يمكنهم عمل شيء ازاء فقدان الشعر، ولكن الحقيقة ليست كذلك، كما يقول الدكتور سونيل شوبرا، مدير مركز الأمراض الجلدية في لندن.
ويضيف: "هناك الكثير من المنتجات التي تباع في الصيدليات ومحال مواد التجميل من دون وصفة طبية، والتي تعمل بشكل جيد للوقاية من تساقط الشعر".
ويقول: "إن الرجال يميلون للتفكير بأنه طالما يمكن شراء هذه المنتجات من دون الحاجة الى وصفة طبية، فإنه لا فائدة منها، ولكن هناك فائدة منها".
ويوضح قائلا: إن عقار "مينوكسيديل"، الذي يتوفر بالاسم التجاري "ريجين" (Regaine) في منتجات "الشامبو" أو الكريمات السائل (lotion)، يعمل جيدا من خلال تحسين تدفق الدم الى بصيلات الشعر.
واضاف: "كلما لاحظت تساقط الشعر في وقت مبكر كان ذلك افضل، فهذا العقار يحقق فائدة لنحو 70% من الرجال الذين يمكنهم رؤية التحسن بنسبة 40% في نمو الشعر.
ولكن معظم الرجال، يستعملون هذا العقار لفترة قصيرة ثم يتوقفون عن ذلك، ولكن ينبغي استعماله لمدة 18 شهرا حتى يمكن رؤية النتائج فعلا. وعند التوقف عن استعماله فإن الشعر يعود للتساقط مرة أخرى".
ولأن السبب الرئيسي لتساقط الشعر هو جيني ووراثي، فإن كل العلاجات بالأدوية أو الدهانات (الكريمات) أو التدليك (المسّاج) أو الليزر قد تطيل عمر الشعرة (ربما لسنوات) ولكنها لن تمنعها من السقوط بالنتيجة.
ويقول الاختصاصيون إن التقنيات الحديثة قد تصل الى غدٍ يمكن فيه تغيير الجينات المسببة لسقوط الشعر قبل حدوثه، مما يحل المشكلة جذرياً.
أما الجراحة فتحل المشكلة بطريقة ملتوية سنأتي على شرحها.
ويروا أن العلاج بالأدوية والكريمات والبخاخات والإبر يؤخر سقوط الشعر ولكن لا يمنعه.
وتنطلق هذه العلاجات من أن تأمين بعض المواد الضرورية لنمو الشعر وصحته، يؤدي الى الحفاظ عليه لأطول فترة ممكنة.
كذلك لاحظ الأطباء انه عند استعمالهم لأدوية الضغط المرتفع مثلاً، تحسنت حالة تساقط الشعر، فحولوا هذه الأدوية عن غاياتها واستعملوها للشعر.
اما العلاج بالليزر، فإنه ينطلق من مبدأ تحفيز الجلد وأوعيته الدموية للاتساع وتأمين الغذاء الضروري للشعر، للتخفيف من تساقطه.
ولكن الليزر لن يكون بمقدوره تغيير الجينات.
واضافة لذلك هناك العلاج الجراحي، وهو على ثلاثة أنواع:
استئصال وزرع الشعر، شعرة شعرة.
استئصال جزء من فروة الرأس مع ابقاء اتصالها بشرايينها، وتحوير مكانها لتغطية منطقة حليقة.
استعمال البالونات لتكبير فروة الرأس.
الضعف الجنسي
معظم الرجال يحدث معهم ضعفا جنسيا في احدى المراحل، ولكن إن لم تكن هذه المشكلة عرضية، فإنها قد تكون علامة على شيء أكثر شؤما، كما يقول البروفيسور انتوني بارنت، مدير مركز القلب في هيئة الصحة البريطانية.
ويضيف: عند الرجال في منتصف العمر، وكبار السن منهم، فإن ضعف الانتصاب يمكن أن يكون أحد أعراض التصلب العضدي (atherosclerosis)، أي تكسية وتضيق الأوعية الدموية.
وتأثيرات ذلك لا تكون فقط في الأوعية الدموية في القلب والدماغ (زيادة مخاطر الاصابة بالجلطات القلبية والدماغية)، ولكن التأثيرات تشمل ايضا تضييق شرايين الحوض، وهو ما يسبب الضعف (او ربما العجز) الجنسي.
ويقول البروفيسور بارنت:
"إن من المهم أن ترى طبيبك بشأن ضعف الانتصاب، أو تتأكد من انه تم فحصك عن عوامل خطر أخرى ترتبط بأمراض القلب، مثل فحص الكوليسترول وضغط الدم".
وتثبت الدراسات الجديدة أن معظم الرجال الذين يعانون اضطراب النشاط الجنسي، وخصوصا صعوبة الانتصاب، لا يفاتحون أطباءهم إلا بعد مضي ثلاث سنوات كمعدل.
ورغم نسبة الضعف الجنسي المتصاعدة بين رجال الدول الصناعية المتقدمة، إلا أن الرجال ما زالوا يفضلون الصمت خجلا على العلاج.
وتشير دراسة أجراها البروفيسور هارتموت بروست من جامعة هامبورغ، إلى أن نسبة 10 إلى 15 في المائة فقط من المعانين من ضعف الانتصاب يخضعون أنفسهم للعلاج.
وهذا دليل، حسب بروست، على مدى حرص رجال اليوم المتعلمين على طمس الحالة شعورا منهم بالعار.
ورغم أمراض السكري والقلب وآلام الظهر، التي تحولت إلى أمراض شائعة في أوروبا خلال العقدين الأخيرين، إلا أن الدراسات تثبت أن ضعف الانتصاب هو المرض الأكثر شيوعا بين الرجال في عمر 40 إلى 80 سنة في أوروبا