عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمر بن كعببن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي رضي الله عنهوهو وأبوه وأمه صحابة رضي الله عنهم قال نظرت إلى أقدام المشركين ونحن فيالغار وهم على رءوسنا فقلت يا رسول الله لو أن أحدهم نظر تحت قدميهلأبصرنا فقال ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما متفق عليه
الشرح
قوله: ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما أي : ما ظنك هل أحد يقدر عليهماأو ينالهما بسوء ؟ وهذه القصة كانت حينما هاجر النبي صلى الله عليه وسلممن مكة إلى المدينة وذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جهربالدعوة ودعا الناس وتبعوه وقام المشركين وقاموا ضد دعوته وضايقوه وآذوهبالقول وبالفعل فأذن الله له بالهجرة من مكة إلى المدينة فهاجر عليهالصلاة والسلام على رأس ثلاث عشرة سنة من مبعثه فهاجر من مكة إلى المدينةولم يصحبه إلا أبو بكر رضي الله عنه والدليل والخادم ولما سمع المشركونبخروجه من مكة جعلوا لمن جاء به مائتي # بعير ولمن جاء بأبي بكر مائة بعيروصار الناس يطلبون الرجلين في الجبال وفي الأودية وفي المغارات وفي كلمكان حتى وقفوا على الغار الذي فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وهوغار ثور الذي اختفيا فيه ثلاث ليال حتى يبرد عنهما الطلب فقال أبو بكر :يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى قدميه لأبصرنا لأننا في الغار تحته فقال ماظنك باثنين الله ثالثهما وفي كتاب الله لا تحزن إن الله معنا فيكون قالالأمرين كلاهما فقوله ما ظنك باثنين الله ثالثهما هل أحد يقدر عليهما أوغير ذلك جـ : والجواب لا أحد يقدر لأنه لا مانع لما أعطى الله ولا معطىلما منع ولا مذل لمن أعز ولا معز لمن أذل قل اللهم مالك الملك تؤتي الملكلمن تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنكعلى كل شيء قدير وفي هذه القصة : دليل على كمال توكل النبي صلى الله عليهوسلم على ربه وأنه معتمد عليه ومفوض إليه أمره وهذا هو الشاهد من وضع هذاالحديث في باب اليقين والتوكل وفيه : دليل على أن قصة نسج العنكبوت غيرصحيحة فما يوجد في بعض التواريخ أن العنكبوت نسجت على باب الغار وأنه نبتفيه شجرة وأنه كان على غصنها حمامة وأن المشركين لما جاءوا إلى الغارقالوا : هذا ليس فيه أحد فهذه الحمامة على غصن شجرة على بابه وهذهالعنكبوت قد عششت على بابه كل هذا لا صحة له لأن الذي منع المشركين منرؤية النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر ليست أمورا حسية تكون لهماولغيرهما بل هي أمور معنوية وآية من آيات الله عز وجل حجب الله أبصارالمشركين عن رؤية الرسول عليه الصلاة والسلام وصاحبه أبي بكر والله الموفق