مصالح الصوم
ان الصوم يذكر باحوال الدنيا لمن كان غافلا عنها , وما
اكثر الغافلين فان الدنيا صعود ونزول واحوال متقلبه وصفات مختلفه , لا
تستقر بحال ولا تدوم فيها الاحوال , فالفرد تراه يجوع وتاره يشبع , وهو مره
يصح وتارة يمرض وهو مره يشب واخرى يشيب وتارة يثرى واخرى يفقر الى غير ذلك
كثير ,, وايام الصوم كذلك فان الفرد خلال صومه يعاني الجوع والعطش غالبا
بينما تراه في الليل شابعا راويا يسعد بالراحه واللذه النسبيه فقد راى تحول
الاحوال في يوم واحد فكيف بتحولها في الايام المتعدده والسنين المتماديه
..كما ان الصوم بما فيه من كف النفس عن الطعام والشراب ,وغيرها من المفطرات
يمكن ان يعود الفرد على درجه مهمه من قوة الاراده والتحمل والصبر في
المعاناة الامر الذي يسهل عليه تحمل معاناة اخرى واخرى مما تتطلبه الحياة
الدنيا .فان في الدنيا بلاء ومصاعب شخصيه ومصاعب اسريه ومصاعب اجتماعيه
ومصاعب دينيه وغير ذلك فانها لا تصفو لاحد ولا يستقر حالها لاي زمان ومكان .
ان
الصوم موجب لغفران الذنوب السابقه مع اجتماع الشرائط فيه وهذا احد المعاني
الاساسيه للحديث الشريف القائل ( الصوم جنه من النار ) اي مانع عنها فان
الذنوب توجب العقوبه بالنار والصوم يوجب غفران الذنوب والمنع من العقاب .
ان
الصوم يوجب تطهير القلب وصفاء النفس على عدة مستويات :
1- ان الطعام
والشراب قد يحتوي على شبهات ومحرمات الامر الذي يوجب قسوة القلب وظلمانية
النفس , فاذا جاء الصوم وامسك الفرد عن مثل هذا الطعام والشراب اوجب ذلك
قلة في القسوه وانكشاف في الظلمانيه .
2-ان ثقل المعده بالطعام والشراب
موجب للثقل في السير المعنوي في طريق الايمان واليقين , وكلما كانت المعده
اخف كانت الروح اكثر شفافيه والنفس اسرع طيرانا في عالم النور , وهذا من
اهم التفسيرات الحديث القدسي ( من جاع بطنه وكف لسانه اتيته الحكمه ) وكذلك
من اهم التفسيرات الحديث الشريف ( الصوم جنه من النار ) ان قصدنا النار :
نار الشهوات والجحود .