كرة القدم - كاس العالم 2010بطولة جنوب أفريقيا تتحول إلى ساحة للكوارث
التحكيمية متسببة في إبعاد منتخبات وإبقاء أخرى. القاهرة– خاص (يوروسبورت عربية)
لن تفكّر كثيراً إذا حاولت البحث عن اسم مناسب لكأس العالم 2010
بجنوب أفريقيا، لأنك لن تجد اسمًا أنسب من "مونديال الأخطاء التحكيمية
الفادحة"، وليس الحديث هنا عن رمية تماس في غير محلها، أو ركلة ركنية
احتسبت لفريق رغم أنها ركلة مرمى، لكن المقصود الخطايا التحكيمية التي أدت
إلى احتساب أهداف غير صحيحة أو إلغاء أهداف لا غبار عليها، وتسببت بالتالي
في تغيير نتائج مباريات ومصائر منتخبات.
وما زال الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مُصرًّا على رأيه في حظر
استخدام التكنولوجيا أو الإعادات التليفزيونية كوسيلة مساعدة للحكام قد
تقلل من فرص وقوع الأخطاء، مكتفيًا بتقديم اعتذاراته لـ"بعض" المنتخبات
التي تضررت من خطايا الحكام، متجاهلاً البعض الآخر الذي تضرر بنسبة لا تقل
عمن اعتذر لهم الاتحاد الدولي.
ويبدو أن التطور الرهيب الذي يشهده كأس العالم 2010 على مستوى
الإخراج التليفزيوني، جاء وبالاً على حكام المونديال وعلى الفيفا، إذ أصبحت
كل اللعبات واضحة للجميع، وكل الأخطاء مكشوفة عن طريق الإعادات التي لا
تترك لخيال المشاهد شيئًا، بل تنقله إلى عالم الواقع بعد ثوانٍ من لعب
الكرة عن طريق إعادة من زاوية معينة تكشف وقائع اللعبة بالتفصيل.
وبالنظر إلى الـ 60 مباراة التي لُعبت حتى الآن في مونديال 2010،
نجد أن الأخطاء التحكيمية الفادحة السبعة التي غيّرت نتائج مباريات ومصائر
منتخبات هي:
1 –
كومان كوليبالي
–
الولايات المتحدة وسلوفينيا: نجحت الولايات المتحدة في هذه المباراة في تعويض تأخرها بهدفين
نظيفين إلى تعادل إيجابي 2-2، وتقدمت بالفعل بالهدف الثالث على سلوفينيا،
لكن أحلام الأميركان المشروعة في الفوز وخطف نقاط المباراة الثلاث اصطدمت
بخطأ من الحكم المالي كومان كوليبالي، الذي ألغى هدفًا صحيحًا سجله موريس
إيدو لاعب الولايات المتحدة في الدقيقة 85، بداعي أنه أتى من تسلل، رغم أن
اللاعب كان في موقف شرعي تمامًا للتسجيل.
وانتهت المباراة بنتيجة التعادل 2-2، لتخسر أميركا نقطتين مستحقتين
بسبب خطأ تحكيمي، ويتأزم موقفها في المجموعة الثالثة، ولم ينتشلها من
الحرج سوى الفوز على الجزائر في المباراة الثالثة والأخيرة بنتيجة 1-صفر.
2 –
ستيفان لانوي
–
البرازيل وساحل العاج: انحاز الحكم الفرنسي ستيفان لانوي للمنتخب البرازيلي بطل العالم 5
مرات على حساب المنتخب ساحل العاج، عندما احتسب هدفًا سجله مهاجم
الـ"سيليساو" لويس فابيانو في الدقيقة 50، رغم أن لاعب إشبيلية الإسباني
استخدم ذراعه مرتين بطريقة فجّة لتهيئة الكرة قبل أن يسددها في مرمى أبوبكر
باري محرزًا الهدف الثاني للبرازيل في المباراة.
3 –
روبرتو روزيتي
–
الأرجنتين والمكسيك: الحكم الإيطالي الشهير روبرتو روزيتي صاحب الخبرة الكبيرة والصولات
والجولات في ملاعب كرة القدم، ارتكب خطأً ساذجًا للغاية في المباراة التي
جمعت الأرجنتين بالمكسيك في دور الـ 16، عندما احتسب هدفًا سجله مهاجم
"راقصي التانغو" كارلوس تيفيز في الدقيقة 26 من تسلل واضح، إذ كانت المساحة
بين تيفيز وبين خط مرمى المكسيك خالية تمامًا من أي لاعب منافس.
وجاء الهدف غير الصحيح في توقيت مثالي للأرجنتين، التي كانت تتعرض
لضغط هجومي من المكسيك في بداية اللقاء، خففه روزيتي باحتساب الهدف الأول
للأرجنتين الذي فتح الطريق لفوز سهل بنتيجة 3-1، وخرجت المكسيك من
المونديال بمنتهى الظلم.
4 –
خورخي لاريوندا
–
ألمانيا وإنكلترا: في مباراة مثيرة بدور الـ 16 أيضًا بين ألمانيا وإنكلترا، فاجأ
الـ"مانشافت" الجميع بهدفين في الدقيقتين 20 و32 من بداية المباراة، لكن
الإنكليز نجحوا في تسجيل هدف تقليل الفارق في الدقيقة 37، حتى جاءت الدقيقة
38 عندما سدد فرانك لامبارد لاعب وسط إنكلترا من على حدود منطقة الـ 18،
كرة ارتطمت بباطن العارضة وسقطت على الأرض متجاوزة خط المرمى بما يقرب من
نصف المتر، لكن كان للحكم الأوروغواياني خورخي لاريوندا رأي آخر لأنه لم
يحتسب الهدف.
بقيت النتيجة على حالها بتقدم ألماني 2-1، قبل أن يضاعف لاعبو
المدير الفني يواكيم لوف حصيلتهم التهديفية لتصبح النتيجة 4-1 بدلاً من 2-2
(في حال احتساب هدف لامبارد)، بسبب خطأ تحكيمي فادح أطاح بالإنكليز خارج
المونديال، ووضع سمعتهم الكروية في الوحل.
5 –
هيكتور بالداسي
–
إسبانيا والبرتغال
: –
هيكتور بالداسي
–
إسبانيا والبرتغال
: وصلت إسبانيا إلى دور الثمانية بمونديال 2010 عبر بوابة البرتغال،
بعد هدية من الحكم الأرجنتيني هيكتور بالداسي، الذي احتسب هدفًا سجله مهاجم
إسبانيا دافيد فيا، من تمريرة بكعب القدم من زميله تشافي هيرنانديز، لكن
الإعادة التليفزيونية الدقيقة أثبتت عدم صحة الهدف.
وإن كان الحكم لا يُلام كثيرًا في هذا الهدف، لأن خبراء التحكيم
احتاجوا أن يشاهدوا الكرة أكثر من مرة لرصد حالة التسلل التي كان عليها
فيا، إلا أن الخطأ كان مؤثرًا للغاية في نتيجة المباراة التي انتهت بفوز
إسبانيا بهدف وحيد مشكوك في صحته، وصعودها لربع النهائي، تاركة الخروج من
المونديال للبرتغال
6 –
كارلوس باتريس
–
إسبانيا وباراغواي: لم يكن الحكم الغواتيمالي كارلوس باتريس موفقًا في إدارته لآخر
مباراة بدور الثمانية لكأس العالم 2010 بين إسبانيا والباراغواي، وكانت
خطيئته الأولى في الدقيقة 41 عندما ألغى هدفًا سجله مهاجم الباراغواياني
نيلسون فالديز.
اعتقد الكثيرون أن اللاعب كان متسللاً، لكن ثبت العكس بالإعادة
التليفزيونية، واعتقد آخرون أن فالديز هيّأ الكرة بيده قبل أن يسدد، لكن
اتضح أن الكرة لم تلمس يده مطلقًا، وهكذا حرم باتريس لاعبي الباراغواي من
هدف صحيح، كان كفيلاً بخروجهم من الشوط الأول متقدمين.
7 – (
من جديد
)
كارلوس باتريس –
إسبانيا وباراغواي: في الدقيقة 62 احتسب حكم اللقاء ذاته ركلة جزاء لصالح إسبانيا،
سددها لاعب الوسط تشابي ألونسو وهز بها شباك جوستو فيار حارس مرمى
الباراغواي، لكن الحكم أمر بإعادة الكرة بحجة أن لاعبي إسبانيا دخلوا منطقة
الجزاء قبل أن يسدد زميلهم.
وتصدى ألونسو للركلة المعادة، فأنقذها فيار قبل أن ترتد من يده
لتعود إلى سيسك فابريغاس، الذي مر من الحارس لكنه تعرض لعرقلة عنيفة رآها
كل من بالملعب ما عدا حكم اللقاء كارلوس باتريس، فلم يحتسب ركلة جزاء جديدة
مستحقة لإسبانيا