"الاقتصاد هام ولكن كرة القدم في المقام الأول" هذا ما بدا واضحا اليوم في مدينة تورونتو الكندية بعد أن وضع بعض قادة الدول الأعضاء بالاقتصاديات المتقدمة والصاعدة حدا لمناقشاتهم عن الأزمة المالية وقضايا الاقتصاد التي لا تنتهي من أجل مشاهدة مباراة ألمانيا وانجلترا.
وبينما كانت مناقشات الجلسة العامة لقمة مجموعة العشرين تتناول القضايا الراهنة مثل تخفيض العجز في الموزانات، وسياسات التحفيز الاقتصادي، هرعت كل من المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لمشاهدة مباراة المانشافت" و"الأسود الثلاثة".
وكان كاميرون وميركل "ملتصقان بالشاشة" مع مستشاريهم، بحسب ما اوضحه متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني خلال الشوط الثاني من المباراة التي انتهت بفوز المنتخب الألماني 4-1 في دور الـ16 بالبطولة.
ولم تتمكن المستشارة الألمانية المعروفة بعدم حماسها لكرة القدم، في كبح جماح فرحتها بعد الفوز، ورفعت ذراعيها في الهواء مهللة مع إحراز منتخب بلادها للهدف الثالث، الذي أجهز على آمال الإنجليزيين في المباراة.
بينما كان كاميرون أكثر حذرا منذ بداية الشوط الأول، ورغم عدم احتساب حكم المباراة لهدف صحيح للاعب فرانك لامبارد الذي سدد صاروخية ارتطمت بالقائم وتخطت خط المرمى، كان بإمكانة تغيير دفة اللقاء حيث كانت المانيا تتقدم بهدف وحيد آنذاك.
ولم يكن كاميرون وميركل وحدهما المتابعين للمباراة، فقد اجتمع العديد من الموظفين والمسئولين أمام شاشة التلفاز، ولم يتمكن كثير منهم في كبح صيحات فرحهم بتسجيل الاهداف أو استهجانهم لضياع الفرص أو لحكم المباراة واللاعبين.
وفي تلك الأثناء، انتهز الصحفيون في المركز الإعلامي المخصص لتغطية القمة، فراغ الأحداث خلال الاجتماع المنعقد خلف الأبواب المغلقة، لاحتساء المشروبات مع متابعة اللقاء مع السائحين.
وبدت كرة القدم كأحد الموضوعات الأساسية في اجتماعات القادة خلال قمتي الثماني والعشرين بكندا خلال هذه الايام.
وتمكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما من رؤية جزء من مباراة الولايات المتحدة وغانا يوم السبت بمركز مؤتمرات تورونتو، والتي فاز فيها منتخب "النجوم السوداء" على فريق "أبناء العم سام" بهدفين لهدف في الوقت الإضافي.
وكان أوباما قد اتفق قبل المباراة مع الرئيس الغاني، اتا ميلز على تبادل قمصان منتخباتهما في اجتماعهم المقبل.
وكان كاميرون و أوباما قد اتفقا قبل مباراة منتخب بلديهما في دور المجموعات بالمونديال على ان يهدي من سيخسر منتخبه زجاجه من النبيذ للآخر.
ولكن يبدو أن يوم السبت لم يكن يحمل فألا حسنا للرئيس الامريكي، خاصة بعد ظهوره الى جانب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني، في الجلسة العامة لمجموعة الثماني قبل المباراة، التي ودع من خلالها الامريكيون المونديال، خاصة ان بطل ووصيف بطولة كأس العالم الاخيرة.