يشهد ملعب جرين بوينت بمدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا الثلاثاء المقبل على جزء جديد من سلسلة مباريات إسبانيا والبرتغال، التي خلقت بين الطرفين ما هو أشبه بـ"عداوة كروية" بين شقيقتي شبه الجزيرة الإيبيرية.
وتعود العلاقة الكروية والتنافس الكبير بين إسبانيا والبرتغال إلى حقبة العشرينيات من القرن الماضي حينما كانت كرة القدم لا تزال بعيدة عن المفهوم الاحترافي.
وكان المنتخب البرتغالي في تلك الفترة قلما يخرج من شبه الجزيرة الإيبيرية وكان الماتادور دائم الزيارة لجارته التي واجهها لأول مرة بمدريد في 18 نوفمبر 1921 في مباراة انتهت بنتيجة 3-1 لصالح الإسبان.
وتواجه المنتخبان خلال عقد العشرينيات سبع مرات، كان النصر حليفا لإسبانيا في ست منها في حين انتهي اللقاء المتبقي بالتعادل.
وفازت البرتغال أول مرة على إسبانيا في 27 نوفمبر 1937 تحت قيادة كانديدو أوليفيرا بنتيجة 2-1 ، حيث كان هذا اللقاء رقم 12 بين الفريقين.
وواجهت إسبانيا البرتغال في 35 مباراة حققت الفوز في 16 وانهزمت في سبع، بينما هيمن التعادل على 12 مباراة بينهما، أغلبها كانت ودية.
وتعد المباراة التي ستجرى بين الفريقين الثلاثاء الأولى لهما في المونديال.
ولن تنسى البرتغال كيف حرمتها إسبانيا من التأهل لمونديال إيطاليا 1934 بعدما نجحت في الفوز عليها مرتين الأولى بنتيجة مدوية 9-0 والأخرى أكثر رحمة 2-1.
كما تواجه "الإخوة الأعداء" بشبه جزيرة إيبيريا في تصفيات مونديال 1950 حيث واصلت إسبانيا تفوقها بهزيمة "البحارة" بنتيجة 5-1 قبل تعادلهما بنتيجة 2-2.
ولم يلعب الفريقان قط في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية، وإن كانا تواجها في البطولة عام 1984 حينما تشاركا المجموعة وصعدا معا إلى الدور التالي كأول وثاني.
ونجحت فرنسا خلال هذه البطولة في إقصاء البرتغال من دور قبل النهائي لتصعد للنهائي وتفوز باللقب على حساب إسبانيا.
وبعد 20 عاما أقيمت آخر مباراة بين الفريقين في ملعب خوسيه ألفالادي بالعاصمة لشبونة، وهي المباراة التي كانت ستحدد هوية المتأهلين للدور الثاني في يورو 2004 التي استضافتها البرتغال.
وكان يكفي التعادل إسبانيا في تلك المباراة لضمان الصعود إلا أن نونو جوميش سجل هدفا (ق57) ليصعد بالبرتغال لدور الثمانية وسط حالة فرح جنونية بين جماهيرها.
وكان هذا الفوز حينها الأول للبرتغال على إسبانيا منذ 23 عاما، بعد المباراة الودية التي أجريت بين الفريقين في 1981 وانتهت بإغراق البحارة للماتادور بهدفين دون رد.