الحرية
أهميتها أنواعها ضوابطهابقلم قداسة البابا شنوده الثالث! الإنسان إذن مخير
لا مسير.. فهل هو مخير في كل شيء؟طبعاً لم يكن أي شخص مخيراً من جهة البلد
الذي ولد فيه، ولا من جهة الجنس الذي ينتمي إليه. ولم يكن مخيراً في نوع
شكله وملامحه، وفي فصيلة دمه، وفي كثير من المواهب التي أعطيت له، أو التي
حرم منها.. لم يكن مخيراً في نشأته، ولا في إختيار أسرته، ولا فيما ورثه عن
تلك الأسرة من دم ومن عقل، وأمور إجتماعية..ولكنه علي الرغم من كل هذا هو
مخير في تصرفاته، ومخير في أن يصلح بقدر الإمكان من مستوي نشأته، كما في
تغيير مستواه في أمور عديدة.هنا ونسأل: هل الإنسان حر في أحلامه؟وللإجابة
علي هذا السؤال، نقول إن هناك أنواعاً من الأحلام، فقد توجد أحلام عبارة عن
إعلان من الله، مثل الأحلام التي فسرها يوسف الصديق لفرعون. وهناك أحلام
أخري عبارة عن حروب من الشياطين. وهذان النوعان لا إرادة للإنسان فيهما ولا
حرية، وبالتالي لا مسئولية.غير أن هناك أحلاما ناتجة عما يخزنه كل شخص في
عقله الباطن من شهوات أو رغبات أو أفكار أو مخاوف.. وما تجمعه الحواس من
نظر وسمع.. وهذه قد تظهر له بصورة أحلام. ويبدو أنه لا حرية للإنسان فيها.
ولكنها ناتجة عن حرية سابقة، فيما خزنه لنفسه.. وهي لا تدخل في نطاق الأمور
الإرادية، إنما في شبه الإرادية أو نصف الإرادية. وعليه مسئولية تجاهها،
علي الأقل من جهة الأسباب التي أوصلتها إليه.ولهذا، فإن كان الإنسان أميناً
علي نفسه وروحياته أثناء الصحو، ستكون أحلامه أمينة له أثناء نومه