قال ابن الخياط:
نَبيتُ عَلَى وَعْدٍ مِنَ الْمَوْتِ صَادِقٍ ***** فَمِنْ حَائِنٍ يُقْضى وَآخَرَ يُمْطَلُ
وَكُلٌّ وَإِنْ طَالَ الثَّوآءُ مَصِيرُهُ ***** إِلى مَوْرِدٍ مَا عَنْهُ لِلْخَلْقِ مَعْدٍلُ
فَوَا عَجَبا مِنْ حَازِمٍ مُتَيَقِّنٍ ***** بِأَنْ سَوْفَ يَرْدى كَيْفَ يَلْهُو وَ يَغْفُلُ
وقال ابن الرومي
غدا الموت والسُّلْوان حتماً على الورى ***** كِلا ذا وهذا للفريقين راصدُ
فلا تجعلنَّ الموت نُكراً فإنما ***** حياةُ الفتى سَيْرٌ إلى الموت قاصدُ
ولا تحسبنَّ الحزن يبقى فإنه ***** شهاب حريقٍ واقدٌ ثم خامدُ
ستألفُ فقدان الذي قد فقدته ***** كإلْفكَ وجْدان الذي أنت واجدُ
قال أبو العتاهية:
وما الموت إلا رحلة غير أنها ***** من المنزل الفاني إلى المنزل الباقي
وقال أيضا:
المَوتُ بابٌ وَكُلُّ الناسِ داخِلُهُ ***** فَلَيتَ شِعرِيَ بَعدَ البابِ ما الدارُ
الدارُ جَنَّةُ خُلدٍ إِن عَمِلتَ بِما ***** يُرضي الإِلَهَ وَإِن قَصَّرتَ فَالنارُ
وقال المتنبي:
وما الموت إلا سارق دق شخصه ***** يصول بلا كف ويسعى بلا رجل.
وقال ابن المقرّب العيوني
يُخَوِّفُني ذُو النُصحِ عَجزاً وَذِلَّةً ***** رُكُوبَ الفَيافي وَالبِحارَ الطَواميا
فَقُلتُ أَلَيسَ المَوتُ إِن لَم أُلاقِهِ ***** أَمامي أَتَتني خَيلُهُ مِن وَرائِيا
وقال لبيد:
وما المال والأهلون إلا وديعة ***** ولا بد يوماً أن ترد الودائع.
وقال زهير:
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب ***** تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم.
وقال ابن الوردي
كتبَ الموتَ على الخلقِ فكمْ ***** فلَّ مِنْ جَمْعٍ وأفنى منْ دُولْ
أينَ نمرودُ وكنعانُ ومَنْ ***** ملكَ الأمرَ وولّى وعزَلْ
وقال الامام ابي الحسن التهامي:
حُم المنية في البرية جارٍ***** ماهذه الدنيا بدار قراري
العيش نوم والمنية يقضه***** والمرٌ بينهما خيال ساري
وقال أبي ذؤيب الهذلي:
أمِن المَنون وَريبِهِ تَتَوجَّعُ *****والدَهرُ لَيسَ بِمُعتِبٍ مَن يَجزعُ
وإذا المنِيَّةُ أنشبت أظفارَها ***** ألفيتَ كلَّ تَميمةٍ لا تنفَع
قال الحطئِة:
لِكُلِّ جَديدٍ لذَّةٌ غَيْرَ أَننيِ ***** رَأَيْتُ جَدِيدَ المَوْتِ غَيْرَ لَذِيذِ
قال الإمام علي :
النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت ***** أن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرءِ بعد الموت يسكُنها*****إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها
وقال إبراهيم الرياحي:
الموت ليس بِطَالِبٍ مُتَوانِ ***** يا نائماً في هيئة اليَقْظان
فاذْكُرْ مصيرَك للثّرى مُتفَرِّداً **** ذا منظرٌ يَعِظُ الورى ببيان
وقال ايضا:
الموتُ كَمْ فَجَع الورى وثباتُه ***** إن لم يَثِبْ فَبِمَرْصَدٍ سطواتُه
كيف اغترارُك بالحياةِ وحَبْلُهَا **** بيد المنون مدى الدّهور بَتاتُه
وقال إبراهيم طوقان:
وَما قَهَرَ المَوتَ القَويَّ سِوى امرئٍ ***** يَخلِّفُ بَينَ الناس ذكراً مخلّدا
يخلّف طيبَ الذكر لا كَالَّذي قَضى ***** وَخلّف وَعداً في فَلسطين أَنكَدا
وقال ابن زيدون:
حَياةُ الوَرى نَهجٌ إِلى المَوتِ مَهيَعٌ ***** لَهُم فيهِ إيضاعٌ كَما يوضِعُ السَفرُ
وقال ابن شرف القيرواني:
وَالناسُ أَقواتُ هَذا المَوتِ يَأكُلُهُم ***** جيلاً فَجيلاً إِلى أَن لا تَرى جيلا
وَمَن يَطُل عُمرُهُ يَفقِد أَحِبَّتَهُ ***** حَتّى الجَوارِحَ وَالصَبرَ الَّذي عيلا
وقال ابن أبي حديد:
عَذَرتُكما إنَّ الحِمامَ لمبغَضٌ ***** وإِنَّ بَقاءَ النَّفسِ للنَّفسِ محبُوبُ
ليكرهُ طَعمُ الموتِ والموتُ طالبٌ ***** فَكيفَ يَلذُّ الموتُ والموتُ مطلوبُ
وقال ابن الأبار:
وإنّ الموتَ للأتقى شفاءٌ ***** كما أنّ الحياة له سقامُ
وقال ابن شكيل:
فَنَفسي الَّتي أَبكي وَإِن كُنتُ باكِياً ***** عَلَيها فَدَمعي قَد تَقَسَّمَ أَدمُعا
دَعَتها المَنايا فَاِستَجابَت دُعاءَها ***** سَريعاً وَداعي المَوتِ أَسرَعُ مَن دَعا
وقال ابن شهيد الأندلسي:
هو المَوْتُ لم يُعْرَفْ بأَجْراِس خاطِبٍ ***** بَلِيغٍ ولم يُعطَفْ بأَنْفاسِ شاعِرِ
ولم يَجْتَنِبْ للبَطْشِ مُهْجةَ قادِرٍ ***** قوىٍّ ولا للضَّعْفِ مُهْجةَ صافِرِ
وقال ابن عبد ربه الأندلسي:
ألا إنَّما الدنيا كأحلامِ نائمِ ***** وما خيرُ عيشٍ لا يكون بدائمِ
تأمَّلْ إذا ما نلتَ بالأمسِ لذَّةً ***** فأَفَنَيتَها هل أنتَ إلا كحالمِ
وما الموتُ إلا شاهدٌ مثل غائبٍ ***** وما الناسُ إلا جاهلٌ مثلُ عالمِ
وقال ابن علوي الحداد:
واشهد أن الموت حق وكل ما ***** أني بعده من بعث من في المقابر
وحشر وميزان ونار وجنة ***** وجسر وحوض طيب الماء عاطر
وقال ابن كمونة:
أرى الموت عند الناس مراً مذاقه ***** وعندك أحلى من عناق الكواعب
وقال أبو الصوفي:
فيا نفسُ إن الموتَ أعظمُ واعظاً ***** وَقَدْ نَشِبت يَا نفس فيك مَخالبه
إذَا مَا دَجا ليلٌ رجَوْنا صباحَه ***** وَلَمْ نعلمِ الإصباحَ مَاذَا عواقبه