السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حبيب بهلول
ولد في قلورية- اللاذقية 1942.
لسانس في اللغة العربية وآدابها + ماجستير علاقات دولية + ليسانس في العلوم العسكرية.
يعمل مدرساً للغة العربية في مدارس اللاذقية.
ملحق ثقافي في السفارة السورية بلندن
تكليف بالملحقية العسكرية في فرنسا وانكلترا
موظف رئيسي في إحدى وزارات الدولة
مديراً لعدد من الثانويات العامة في سوريا.
عضو جمعية الشعر.
مؤلفاته:
1- الاتجاهات الأدبية الحديثة- 1965
2- أبابيل من الأحلام - شعر- دار الجمهورية بدمشق- 1993
3- صهوات وميادين - شعر- دار الجمهورية بدمشق- 1993
4- بتاريخ- شعر- 1997
المجد المحترق
هذا الحصانُ على جنون رغابه
يطأُ الثرى والجوعُ ملءُ إهابهِ
ها نَتْ به العزمات ما تَركتْ له
إلاَّ اشتياقَ طعامه وشرابه
ورؤىً لأَرجُلِ فارسٍ متنكبٍ
عَلِقَتْ مطامحهُ بفضلِ ركابهِ
وبقيةٌ للنصر تُرجَى صورةً
موسومةً نبتتْ على أَهدابهِ
وسحابةُ الزهو التي تحيا به
وتطلُّ مطرقةً على أَعتابهِ
هذا الحصانُ صحبتُ فيه شمائلي
فأنا وعقد الغار من أَترابهِ
رافقتهُ لمَّا عدوتُ إلى غدي
وبحثتُ عن صبحي بلمحِ سرابهِ
واليومَ يحترقُ الحصان بقيدهِ
ويلفُّ حاضرَه بجرح غيابهِ
ويغيبُ في ألقِ الفتوحِ وَقَارُه
والركبُ معتكفٌ على أسلابهِ
وبقيتُ أَقرأُ فيه كلَّ قصائدي
وطويتُ أَخباري بذيل كتابه
أَنجبتُ فيه فتَّوتي مزهوةً
ورويتُ ظامئَها بعطر خضابهِ
لم يبقَ لي متناً أخوض به العلا
فجميعُ مابي يُستهَانُ لما بهِ
وأروحُ أسألُ هل تعثَّر بالرؤى
مثلي وراحَ ضحيةً لِطِلابهِ
أم أنَّه أرخى جماح عنانه
ومضى بفارسهِ إلى آرابهِ
أتراهُ مَلَّ من الوثوبِ وراعهُ
أَنْ لم يجدْ خيلاً على أعقابهِ
فهوى يحمحم وَالصهيلُ مكبلٌ
هيَ كبوةٌ والصوتُ رجعُ عتابهِ
يا أيها الكفنُ الملِّحُ أما ترى
كلٌّ يباركُ موتَه بشبابهِ
كلٌ تَنَاهَبهُ الرياح وتزدري
بالطيلسانِ على حريرِ جنابهِ
تَركَ الهوى ذكراه أيُّ مهانةٍ
أَودتْ بهذا القلب مِنْ أَحبابهِ
هدأَ الحصانُ على مرابضِ حزنه
هذي سنابكُه ووقعُ مآبهِ
هيَ عودةٌ للروحِ من آفاقِها
ماتتْ لتحيا حرةً برحابهِ
ما همَّها نشرتْ ذوائب موتها
شَرَقاً بكأسِ خداعِهِ وكذابهِ
يا صهوةً هانتْ على عُشَّاقها
فالسيفُ أَغمدَ همَّهُ بقرابهِ