سميرة موسى (3 مارس 1917 - 15 أغسطس 1952 م) هي أول عالمة ذرة مصرية ولقبت
باسم ميس كوري الشرق، وكذلك أول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول ،
جامعة القاهرة حاليا.
مصرعهااستجابت
الدكتورة سميرة إلى دعوة للسفر إلى أمريكا في عام 1952، أتيحت لها فرصة
إجراء بحوث في معامل جامعة سان لويس بولاية ميسوري الأمريكية، تلقت عروضاً
لكي تبقى في أمريكا لكنها رفضت وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة
معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا في 15 أغسطس، و في طريق كاليفورنيا الوعر
المرتفع ظهرت سيارة نقل فجأة؛ لتصطدم بسيارتها بقوة و تلقي بها في وادي
عميق، قفز سائق السيارة و اختفى إلى الأبد. توفيت سميرة موسى في 5 أغسطس
1952 وكان عمرها 35 عاماً.
بداية الشك في حقيقة مصرعها
أوضحت
التحريات أن السائق كان يحمل اسمًا مستعارا و أن إدارة المفاعل لم تبعث
بأحد لاصطحابها كانت تقول لوالدها في رسائلها: «لو كان في مصر معمل مثل
المعامل الموجودة هنا كنت أستطيع أن أعمل حاجات كثيرة». و لقد علق محمد
الزيات مستشار مصر الثقافي في واشنطن وقتها أن كلمة (حاجات كثيرة) كانت
تعني بها أن في قدرتها اختراع جهاز لتفتيت المعادن الرخيصة إلى ذرات عن
طريق التوصيل الحراري للغازات و من ثم تصنيع قنبلة ذرية رخيصة التكاليف. و
في أخر رسالة لها كانت تقول: «لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية في أمريكا
و عندما أعود إلى مصر سأقدم لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان و سأستطيع
أن أخدم قضية السلام»، حيث كانت تنوي إنشاء معمل خاص لها في منطقة الهرم
بمحافظة الجيزة و لا زالت الصحف تتناول قصتها و ملفها الذي لم يغلق ، و أن
كانت الدلائل تشير - طبقا للمراقبين - أن الموساد، المخابرات الإسرائيلية
هي التي اغتالتها ، جزاء لمحاولتها نقل العلم النووي إلى مصر والعالم
العربي في تلك الفترة المبكرة.
نبذة عن حياتها
ولدت سميرة موسى في قرية سنبو الكبرى – مركز زفتى بمحافظة الغربية في مصر.
1- اهتماماتها النووية
حصلت
على شهادة الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات سافرت في بعثة إلى
بريطانيا درست فيها الإشعاع النووي، و حصلت على الدكتوراة في الأشعة
السينية و تأثيرها على المواد المختلفة.
2- معادلة هامة توصلت اليها
أنجزت
الرسالة في سنتين وقضت السنة الثالثة في أبحاث متصلة وصلت من خلالها إلى
معادلة هامة (لم تلق قبولاً في العالم الغربي آنذاك) تمكن من تفتيت المعادن
الرخيصة مثل النحاس ومن ثم صناعة القنبلة الذرية من مواد قد تكون في
متناول الجميع ، و لكن لم تدون الكتب العلمية العربية الأبحاث التي توصلت
إليها د. سميرة موسى.
3- اهتماماتها السياسية
و
كانت تأمل أن يكون لمصر والوطن العربي مكان وسط هذا التقدم العلمي الكبير،
حيث كانت تؤمن بأن زيادة ملكية السلاح النووي يسهم في تحقيق السلام، فإن
أي دولة تتبنى فكرة السلام لا بد و أن تتحدث من موقف قوة فقد عاصرت ويلات
الحرب و تجارب القنبلة الذرية التي دكت هيروشيما و ناجازاكي في عام 1945
ولفت انتباهها الاهتمام المبكر من إسرائيل بامتلاك أسلحة الدمار الشامل
وسعيها للانفراد بالتسلح النووي في المنطقة. كما قامت بتأسيس هيئة الطاقة
الذرية بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان الدولة الإسرائيلية عام 1948 حرصت على
إيفاد البعثات للتخصص في علوم الذرة فكانت دعواتها المتكررة إلى أهمية
التسلح النووي، ومجاراة هذا المد العلمي المتنامي نظمت مؤتمر الذرة من أجل
السلام الذي استضافته كلية العلوم و شارك فيه عدد كبير من علماء العالم و
قد توصلت في إطار بحثها إلى معادلة لم تكن تلقى قبولاً عند العالم الغربي.
وأخيراً .. ويبقى السؤال : لماذا قيدت القضية ضد مجهول وهل ماتت د.سميرة ميتة عادية أم أنه حادث اغتيال؟
كانت أخر ما خطته من كلمات: "ثم غربت الشمس" عثر عليها بشكل نوتة سوداء صغيرة كانت تسجل فيها خواطرها حيث سلمت إلى والدها.