الجودة الفاشلة!!

شعارات كثيرة تلقي بظلالها علي العملية التعليمية دون أن نلمس منها أي شئ
علي أرض الواقع واتطرق هنا إلي قضية هامة هي شهادة الجودة والاعتماد
التربوي والتي حصلت عليها بعض المدارس علي مستوي الجمهورية من خلال تطبيق
المعايير المطلوبة من الالتزام بالكثافات المقررة في الفصول واستخدام
التكنولوجيات الحديثة في التعلم وحصول طلاب المدرسة علي نتائج متميزة وهذا
ما دفع بعض المدارس إلي رفع نتائج الطلب بل تحول هذا إلي التسابق والتنافس
بين المدارس للحصول علي الاعتماد من خلال الاهتمام بالمظهر فقط لتصبح
مدارسنا كما يقول المثل من "بره الله الله ومن جوه يعلم الله" فالحال ظل
كما هو عليه بحيث لم تعد هذه الجودة علي الطالب بأي فائدة.
وكثير من
المعوقات التي تعيق تطبيق الجودة في مدارسنا اهمها عدم وجود كوادر تدريبية
علي وعي بأهمية الجودة وعدم وجود بيئة تعليمية مناسبة وعدم الاهتمام
بالمناهج الدراسية وتطويرها بشكل يتواكب مع تطورات عصر التكنولوجيات والتي
تمثل عبئا علي المدارس الذي يسعي بكل طاقته لانجازها في الوقت المحدد
بالخريطة الزمنية للمنهج الأمر الذي يعود بالسلب علي الطالب وعدم اعطاء
المدرس التدريب والتأهيل الملائم والتفاعل مع الطلبة من خلال طرق التدريس
الحديثة واعتمادهم علي الطرق التقليدية التي تقيس الحفظ والتلقين وافتقاد
الطلاب لمهارات مثل الحوار وحل المشكلات وشيوع ثقافة الدروس الخصوصية التي
جعلت المدارس غير جاذبة للطلاب لانهم يحصلون علي ما يريدونه واهمال الشرح
في المدارس وعدم التزام بعض مديري المدارس في ضبط العمل وعدم مساهمة أولياء
الأمور والمجتمع المحلي في التطوير أو التواصل مع المدرسين والمدرسة ولعل
هذا ما نلمسه بشكل كبير في الاهمال الكبير الذي تعاني منه مدارسنا.
التحايل
الذي تقوم به بعض المدارس من تستيف الأوراق من أجل الحصول علي الاعتماد
وارضاء المجتمع فقط يؤدي إلي ضياع الهدف الذي نسعي إلي تحقيقه من تطبيق
الجودة في النهوض بمؤسساتنا التعليمية ووجود طلاب متميزين قادرين علي
المنافسة في سوق العمل.
معظم مدارسنا تعاني من نقص التجهيزات والصيانة
وامكانياتها محدودة لذلك فليس من العدل ان يتم تجاهل هذه المدارس خاصة في
الريف وعدم الاهتمام بها وإعدادها بالشكل الملائم قبل ان نطرح المنافسة علي
الجودة لانها بكل الاحوال لن ترقي إلي مستوي المدارس الافضل في التجهيزات
والتي تحصل عليها بسهولة.