هذا وقت الإجابات المسئولة التى تشفى الغليل، وتستوفى حقوق الشعب المصرى
فى الاطمئنان إلى أن عهدا جديدا قد بدأ حقا، وأن إسقاط مبارك ونظامه قد
تحقق بدماء شهداء ثورة 25 يناير.. فالأسئلة كثيرة ومفتوحة يطلقها الشعب
بأكمله فترتد إليه، كما لو كان يطلقها فى الفراغ دون مجيب، وأولها: أين
الرئيس السابق حسنى مبارك؟ هناك مصادر تقول إنه فى السعودية ومصادر تقول
إنه مازال فى شرم الشيخ، بينما تعلن أخرى أنه قيد العلاج، فيما يقول بعض
المقربين إنه منع من السفر تنفيذا للقرار الصادر من المستشار عبد المجيد
محمود النائب العام بمنعه وأسرته من السفر.
ما حجم ثروات مبارك وعائلته، و أين هى بالضبط؟ وما حجم الموجود منها فى
الداخل وماذا تم بشأن الجزء الأكبر منها الذى تم تهريبه إلى دول العالم؟
مصادر تقول إن هناك أرصدة بالبنوك المصرية بالجنيه والدولار، قد تم الكشف
عنها مؤخرا، ومصادر أخرى تقول إن ما تم كشفه لا يتعدى قمة جبل الجليد
العائم، أو بتعبير آخر " الفكة"، بينما القسم الأكبر من ثروات مصر التى
نهبها الرئيس السابق وعائلته، يوجد فى صورة مساهمات فى صناديق استثمار
خارجية وممتلكات عقارية وأموال وذهب محفوظ فى خزائن سرية!
هل ستتم محاكمة مبارك على مسئوليته عن جرائم التربح واستغلال النفوذ
والفساد الذى باتت رائحته تزكم الأنوف أم لا؟ سؤال آخر مفتوح على الغيب،
بينما الشعب المصرى الذى خرج منتفضا وضحى بخمسمائة من شهدائه لإسقاط نظام
النهب العام، لا يعلم شيئا عن أهم مطالبه وهى محاكمة كل المفسدين
المسئولين عن نهب مصر وتقزيمها وتحويلها إلى عزبة مقفلة على عائلة الرئيس
وشلة المنتفعين المتوحشين، الذين لم يكتفوا بالسرقة بل عملوا على إفقار
الشعب وتجويعه وتركيعه حتى وصلت الروح إلى الحلقوم.
الشعب يريد إجابات عن الأسئلة السابقة وغيرها من الأسئلة التى تخص الحفاظ
على الثورة ومكتسباتها، يريد أن يحاط علما يوميا بتطور الموقف فى بيانات
شفافة واضحة، حتى لا يؤدى الغموض أو تضارب المعلومات إلى مزيد من الشحن
والغضب، أو الشعور بأن مطالب الشعب قد جرى الالتفات عنها وتجاهلها.
الشعب يريد إجابات أولا بأول من المصادر المسئولة التى تدير البلد، حتى
نستند إلى مرجعية رسمية واحدة، وحتى يطمئن الناس إلى أن أحلامهم وطموحاتهم
التى ضحوا من أجلها بدمائهم، على مسار التحقيق والتنفيذ، وأنه لا أحد من
المفسدين النهابين بمعزل عن المساءلة أو القصاص العادل.