الشيخ
محمد بدر حسين
))))(((())))(((())))))
ولادته : ولد القارىء الشيخ محمد بدر حسين
بمدينة (( السنطة )) مركز طنطا – محافظة الغربية في 3/1/1937م. في أسرة
دينية, حيث كان والده (( رحمه الله )) يحفظ القرآن إلى جانب اهتماماته
بأمور دينه ولقب بالشيخ لأنه كان تقياً مطيعاً لربه, ومصدر خير بين الناس
.. يسدي النصح لكل من يجالسه أو يتعامل معه .. لم يتطلع الشيخ بدر إلى
زخارف الدنيا بقدر ما تمنى أن يعمل للأخرة, ولم يطلب من الله أن يرزقه بولد
ليكون زينة في الحياة الدنيا وإنما كان يرجو الولد ليهبه للقرآن وحفظه ..
لم يتوقع الشيخ بدر أن يكون الوليد الذي أسماه (( محمداً )) قارئاً مشهوراً
في كل أنحاء الدنيا وأحد النجوم الساطعة في سماء تلاوة القرآن الكريم ..
ولما بلغ الرابعة من عمره ذهب به والده إلى الكتّاب الذي يعد صاحب الفضل
العظيم عليه في التمكن من القرآن حفظاً وتجويداً .. ولنبوغه وسرعة استيعابه
لكلمات الله أشير إليه بالبنان وشهد له شيخه بالإلتزام والإستجابة السريعة
لتوجيهاته ونصائحه له. يقول الشيخ محمد بدر حسين (( في الكتّاب كان مولدي
الحقيقي بين أحضان كلمات الله المباركات ووجدت اهتماماً كبيراً من كل
المحيطين بي مما شجعني على الإقبال بلهفة وشوق لحفظ القرآن الكريم فكنت
أتوجه إلى حيث يتلى كتاب الله, وكان جهاز الراديو قبلتي التي أجلس إليها في
هدوء لأستمتع بما يتلى من قرآن بأصوات نوابغ القرآن أمثال أساتذتنا الكبار
كالشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ أبوالعينين شعيشع والشيخ البنا والشيخ
البهتيمي والشيخ عبدالباسط وغيرهم من أصحاب الأسماء اللامعة والشهرة
الواسعة .. وكان والدي يحاول أن يوفر لي كل شيء من الممكن أن أصل من خلاله
إلى أن أنال شرف الإرتقاء إلى منازل هؤلاء العباقرة من قراء القرآن الكريم
.. جلس والدي أمامي كثيراً ليستمع إلى أدائي وطريقة التلاوة حتى يثقل
موهبتي ويوجهني منذ الصغر لإتقان التلاوة لأنها من وجهة نظره الصحيحة هي
ليست مهنة ولكنها رسالة وأمانة يجب أن تؤدى غير منقوصة .. ولأن والدي كان
قريباً من مجالسة العلماء والفقهاء ورجال الدين تمنى أن أكون عالماً
وقارئاً فألحقني بالأزهر الشريف فتلقيت علوم القرآن إلى جانب العلوم
الأزهرية وتفوقت بفضل الله ثم بفضل حفظي للقرآن ودرايتي بعلومه .. لم يكتف
الشيخ محمد بدر حسين بالتحاقه بالأزهر ولكنه عشق تلاوة القرآن فسرى حبه
للتلاوة سريان الدم في عروقه فاتقن تقليد الشيخ مصطفى إسماعيل وقبل الدعوات
البسيطة لإحياء المآتم والمناسبات والسهرات المتواضعة وهو ما بين الثانية
عشرة والخامسة عشرة من عمره, كما كان لمشايخه بالمعهد الديني الأثر الأكبر
في انتشاره كقارىء صغير حيث رشحوه لافتتاح كل احتفالاتهم الدينية بتلاوة
القرآن أمام كبار الشخصيات والضيوف وعلماء الأزهر الشريف .. ولأن المعهد
الديني بطنطا كان يستوعب الآلاف من الطلاب من أنحاء المحافظات .. استطاع
الشيخ محمد بدر حسين أن ينتشر عن طريق زملائه الذين حرصوا على توجيه
الدعوات إليه لزيارتهم ومشاركتهم إحياء بعض الحفلات في بلادههم.
حصل الشيخ محمد بدر حسين على الشهادة الثانوية الأزهرية
عام 1959م-1960م والتحق بكلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف بالقاهرة
التي التقى فيها بكثير من العلماء وكوكبة من القراء المشاهير , فسعد
بانتقاله إلى بلد الأزهر الشريف واقترابه من الأضواء وعوامل الشهرة التي
تطلع إليها منذ الصغر ليوظف موهبته توظيفاً مفيداً يستحق المزيد من الجهد
والكفاح بصبر ومثابرة.
بعد إلتحاقه بكلية أصول الدين بالقاهرة فكر في
كيفية الالتحاق بالإذاعة التي كانت أملاً صعب المنال في ذلك الحين .. يقول
الشيخ محمد بدر حسين : (( .. بعد انتقالي إلى القاهرة لم يستهويني شيء من
بريقها بقدر ما تعلقت بمعالمها الدينية وخاصة الأزهر الشريف وجامعه الذي
سيكون هو والمسجد الحسيني والمسجد الزيني أهم المنابر القرآنية التي فيها
يتعرف عليّ المسئولون بعد ما أوفق في تلاوة القرآن امامهم وفي مجالسهم .
كنت أقتنص أي فرصة تسنح لي لأتلو القرآن بأحد تلك المساجد ولو لمدة خمس
دقائق .. كانت الرهبة في البداية تتملكني لهيبة المكان الذي يتردد عليه
أساطين قراء القرآن الذي لا مجال فيه لقارىء غير متمكن وحتى الرواد بتلك
المساجد ما هم إلا مجموعات من أجود المستمعين المتعصبين لنجومهم المفضلة من
المقرئين الموهوبين السالف ذكرهم .. كان صعباً على هاو أو شبه قارىء
التعرض لوضع نفسه في موقف لا يحسد عليه فيطلب السماح له بالتلاوة في مثل
هذه المحاريب .. ولكنني بتوفيق من الله استطعت أن أصنع لي اسماً وشخصية
قرآنية جعلت كثير من كبار المهتمين بتلاوة القرآن يشجعونني على التقدم
للإلتحاق بالإذاعة كقارىء بها.
الالتحاق بالإذاعة : تقدم للإذاعة بطلب للإختبار
أمام اللجنة .. صادف ذلك تقدم أكثر من مائة وستين قارئاً دفعة واحدة
للإذاعة. ولأن التقدم للإذاعة من حق الجميع كان لا بد أن نرى مثل هذا العدد
الذي تم تصفيته إلى أربعة قراء توافرت لديهم الشروط الواجب توافرها فيمن
يتطلع إلى الشهرة والمجد عن طريق الإذاعة. يقول الشيخ محمد بدر حسين : ((..
تقدمت للإذاعة عام 1961م وكان عمري وقتذاك لا يتعدى أربعة وعشرين عاماً ..
وتمت التصفية إلى أن أعتمد أعضاء اللجنة أربعة فقط من المئات التي تقدمت
للإختبار أمام اللجنة التي لم تجز إلا هؤلاء : راغب مصطفى غلوش, عبدالعزيز
علي فرج, محمد ساعي نصر الحرزاوي, محمد بدر حسين .. وكان القارىء الذي يمر
على تلك اللجنة وينجح كان يعتبر فلتة من فلتات الزمان لأن اللجنة كانت تضم
كوكبة من العلماء وكبار الإذاعيين والموسيقيين في مصر, حيث كانت اللجنة
تتكون من المرحوم الإمام الأكبر الدكتور عبدالحليم محمود رئيساً ومن بين
الأعضاء الشيخ أحمد السنوسي والمؤرخ الموسيقي الأستاذ محمد حسن الشجاعي
والشاعر الأستاذ هارون الحلو والإذاعيين الأستاذ عبدالحميد الحديدي
والأستاذ أمين عبدالحميد .. ودخلت اللجنة فانهالت عليّ الأسئلة من كل اتجاه
في الحفظ والأحكام وعلوم القرآن .. وبعد أكثر من ساعة هنأني أعضاء اللجنة
وقدموا لي بعض النصائح حتى أستطيع أن أحافظ على صوتي وأدائي للقرآن )).
بعد التحاقه بالإذاعة ذاع صيته واصبح في مقدمة
المشاهير, مكنه من ذلك مواصلته الدراسة بجامعة الأزهر الشريف وتخرجه في
كلية أصول الدين عام 1968م .. مما أتاح له الفرصة لأن ينهل من علوم القرآن
ما يؤهله لأن يتلوه عن علم ودراية بتمكن وجعله يجيد التحدث مع كل طبقات
المجتمع ليخطو خطوات سريعة نحو الشهرة والعالمية لمكانته العلمية والثقافية
إلى جانب موهبته في تلاوة القرآن بصوت عذب شجي جعل المسئولين يوجهون إليه
الدعوات لإحياء المناسبات الكبرى داخل مصر وخارجها وأطلق عليه بعضهم كروان
الإذاعة والقارىء المغرد والقارىء العالم والقيثارة .
التدرج في الوظيفة : تدرج الشيخ محمد بدر حسين
في السلك الوظيفي حيث عمل مدرساً بالمعاهد الأزهرية بمنطقة البحيرة ثم
مدرساً أول بمعهد دمنهور الثانوي الأزهري إلى أن تم ترقيته عام 1980م للعمل
بالتفتيش العام على المعاهد الأزهرية بالبحيرة والآن هو أحد الموجهين
العموم بالمنطقة الأزهرية بمحافظة البحيرة .. لم يتقصر دور الشيخ محمد بدر
حسين عند هذا العطاء العلمي والقرآني ولكنه شارك في المؤتمرات الكبرى بصفته
عضواً بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية .. وكانت آراؤه واقتراحاته دائماً
في صالح حفظة القرآن الكريم .. ولذلك وجدناه كثيراً ممثلاً لمصر في
المسابقات العالمية والدولية كمحكم في كثير من دول العالم وقد ظهرت صوره
كثيراً بالمحافل الدولية والعالمية بين الملوك والزعماء وكبار الشخصيات
وكان نجماً ساطعاً يرفع راية مصر عالياً لاعتزازه بالعلم والقرآن وبأنه
مصري يحب وطنه كثيراً .. وللشيخ محمد شخصية تميزه في أدائه وتلاوته بصوت
شجي يستطيع السامع أن يميزه من أول لحظة مما يدل على أنه صاحب مدرسة فريدة
لا ينافسه فيها أحد.
خلال رحلته التي تقترب من نصف قرن من الزمان
قضاها في تلاوة القرآن وخدمته .. استطاع الشيخ محمد بدر حسين أن يلتقي
بأجلاء العلماء .. فتتلمذ على أيديهم ونهل من علمهم واستمع إلى نصحهم ولم
يخل له حديث من ذكر مناقبهم وفضائلهم عليه وأنهم سبب قوي في تكوين شخصيته
القرآنية وشهرته العالمية .
وأول هؤلاء الكواكب التي أضاءت الطريق ومهدته أمام
الشيخ محمد بدر حسين .. المرحوم العالم الجليل الشيخ المتين
عبدالفتاح القاضي الذي كان يقول للشيخ محمد بدر حسين أنت (( ابني يا شيخ
محمد )) .. وكانت هذه العبارة تعطي الشيخ محمد بدر دفعة نحو تحصيل العلوم
القرآنية وتساعده على الإبداع في التلاوة لأن شهادة الشيخ القاضي كانت
بمثابة وسام على صدر كل من يعترف به الشيخ القاضي .
ذكريات لا ينساها : ومن الذكريات التي لن ينساها
الشيخ محمد بدر حسين .. عام 1962م دعي لإحياء احتفال بمدينة دمنهور في
حضور كبار المسئولين يتقدمهم السيد / المحافظ وجيه أباظة.. وكان الشيخ
مصطفى إسماعيل هو قارىء الحفل الأول فاستقبله السيد المحافظ استقبالاً
رسمياً واحتفى به أيما احتفاء. وكان الحفل محشوداً بالشخصيات الدينية وكبار
المسئولين .. ولكن السيد المحافظ فوجيء بالشيخ مصطفى إسماعيل يسلم على أحد
الشيوخ الحاضرين ويقبل يده فسأل السيد المحافظ عن هذا الرجل الذي قبل
الشيخ مصطفى إسماعيل يده .. فقيل له إنه الشيخ عبدالفتاح القاضي أكبر عالم
قراءات في مصر وفي العالم كله .. وهو أستاذ المشايخ كلهم. فقال المحافظ:
وهل لهذه القراءات معهد تدرّس فيه فقيل لسيادته لا يوجد إلا بالقاهرة .
فأمر المحافظ بإنشاء معهد للقراءات بدمنهور تكريماً للشيخ القاضي ليكون
ثاني معهد للقراءات بمصر بعد معهد قراءات القاهرة في ذلك الوقت .. ومن
العلماء الأجلاء الذين تتلمذ الشيخ محمد بدر حسين على أيديهم الإمام الراحل
الأستاذ الدكتور عبدالحليم محمود الذي تتلمذ الشيخ محمد بدر على يديه
بكلية أصول الدين .. والذي عندما تولى مسئولية الإمام الأكبر وشيخ الأزهر
.. والتقى الإمام بتلميذه في احتفال رسمي كانت سعادته كبيرة بتلميذه محمد
بدر حسين وهو يتلو القرآن عبر موجات الإذاعة والتليفزيون والعالم كله يستمع
إليه .. ومن العلماء الذي الذي أثروا في شخصية الشيخ محمد على حد قوله
فضيلة الشيخ رزق خليل حبه شيخ عموم المقارىء المصرية والذي يعد أستاذاً
للشيخ محمد بدر في علوم القرآن.
السفر إلى معظم دول العالم : بدأت رحلته مع كتاب
الله عز وجل خارج مصر منذ عام 1963 وكان سنه 26 سنة كان مبعوثاً إلى الهند
وباكستان .. وسافر إلى الجزائر عام 1964م وقرأ بأشهر مساجدها .. وفي عام
1966م سافر إلى اليمن وعام 1967 سافر إلى تونس وقرأ بأكبر مساجدها وفي عام
1970م سافر إلى السودان . وتم اختياره عام 1970م ليكون عضواً بلجنةالتحكيم
بماليزيا في المسابقة الدولية التي أقيمت هناك لاختيار الأول على العالم في
حفظ القرآن وتجويده , وكان سنه 33 سنة فكان اصغر محكم ولكنه كان كبيراً
بعلمه .. ومن عام 1972م إلى عام 1974م وجهت إليه الدعوات من الحكومة
البحرينية لإحياء شهر رمضان لتعلق أهلها بحسن تلاوته .. بعدها سافر عام
1975م إلى الولايات المتحدة الأمريكية وقرأ بأكثر من عشر ولايات بدعوات
وجهت إليه من الجاليات المسلمة هناك . سافر إلى الكويت عام 1977م بدعوة من
حكومتها لإحياء ليالي شهر رمضان .
وبعد 12 سنة قضاها الشيخ
محمد متنقلاً بين أكبر المساجد والمراكز الإسلامية في معظم قارات الدنيا .. عاوده الشوق والحنين إلى
مساجد آل بيت النبي (ص) وإلى جمال أيام وليالي شهر رمضان وحلاوتها ومتعتها
بمصر والتي لا تعادلها متعة في الوجود, فاعتذر عن عدم قبول عشرات الدعوات
التي جاءته من مختلف دول العالم .. ولأن الحب والتكريم يجب أن يقابل بمثله,
سافر إلى دولة الإمارات عام 1990م لإحياء شهر رمضان وإلى البرازيل عام
1991م و 1994م ثم عاد لإحياء شهر رمضان عام 1996م بدولة الإمارات العربية .
وللشيخ بدر حسين مع هذه الأسفار المتعددة ذكريات لا
تنسى .. في الهند عام 1963م كان بصحبة الشيخ الحصري لإحياء ليالي
شهر رمضان بالعاصمة (( نيودهلي )) وكان بها مسجد يسع لأكثر من 25 ألف مصلٍ
.. وكانوا يستمعون إلى القرآن وهم يقفون على أقدامهم لأكثر من ساعتين
ويبكون بصوت مسموع من شدة تأثرهم بتلاوة القرآن مع أن معظمهم لا يفهم اللغة
العربية ولكن هذا سر إعجاز القرآن الكريم, الذي ينفذ إلى القلوب بجلاله
وجماله وموسيقاه الطبيعية المرسلة التي ليست من صنع البشر.
والمنظر الذي أثر في كيان الشيخ بدر هناك عندما
رأى ((المحرقة)) وألسنة النار تلتهم أجساد الموتى من البشر. وفي تونس عام
1967م قضى الشيخ محمد بدر حسين أمتع أيام حياته من شدة اهتمام التوانسة
بسماع القرآن والإحتفاء بالقارىء والأعداد التي تقدر بالآلاف ولكن لم تكتمل
البهجة بعد 16 يوماً من الرحلة. ففي المسجد الكبير بالعاصمة أقيم احتفال
رسمي كبير حضره الرئيس الراحل ((الحبيب بورقيبة)) بمناسبة ذكرى ليلة بدر
يوم 16 رمضان وكان الإحتفال مذاعاً عبر موجات الإذاعة وشاشات التليفزيون
وطلب الحاضرون من الشيخ بدر الإستمرار في التلاوة بناء على رغبة الرئيس
بورقيبة وبذل الشيخ بدر جهداً مضاعفاً لدرجة أن الدم نزف من أنفه في نهاية
القراءة..
انشغل الشيخ بدر بسبب ما حدث وقال في نفسه لابد
أن حدث شيء لعزيز لديّ بمصر وانشغل على والده كثيراً فاتصل بأهل زوجته
بالمحلة الكبرى فلم يجدهم فاتصل بالجيران فأخفوا عنه خبر وفاة أبيه فقال
لهم يبدو أن والدي (( مات )) وعاود الإتصال فلم يعلمه أحد بخبر وفاة أبيه
إلا بعد عودته .. ليجد أن القدر حال بينه وبين رؤية أبيه الذي كان بدراً
فارق الحياة ليلة بدر ليتعانق البدران, الذكرى والإنسان فأصبح احتفال الشيخ
محمد بدر بليلة السابع عشر احتفالاً قرآنياً يقرأ فيه القرآن على روح
والده الطاهرة وعلى أرواح شهداء بدر الأبرار.
وفي عام 1970م سافر الشيخ محمد بدر حسين إلى دولة
ماليزيا لإحياء ليالي شهر رمضان وتم اختياره ضمن لجنة التحكيم
بالمسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم بين أوائل الحفظة على مستوى دول
العالم وأقيمت المسابقة باستاد ماليزيا الرياضي الذي أعد وجهز بأعلى
الإمكانات لانعقاد المسابقة وفي المدرجات يجلس آلاف المسلمين للإستمتاع بما
يتلى من قرآن في المسابقة والتي تقدم للحاضرين فيها ملك ماليزيا. وفي عام
1989م وجهت إليه الدعوة لافتتاح مسجد (( الملك عبدالله )) جد الملك حسين
وفي نفس العام سافر إلى العراق كعضو بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية
ممثلاً للجنة القرآن وعلومه في مؤتمر ( السلام في الإسلام ) الذي انعقد في
بغداد وبدأت أولى جلسات المؤتمر بتلاوة آي الذكر الحكيم للقارىء الشيخ محمد
بدر حسين. وفي عام 1994م سافر الشيخ محمد بدر حسين إلى دولة الإمارات
لإحياء ليالي شهر رمضان في (( أبوظبي )) حيث سعد بصحبة الشيخ أحمد الرزيقي
والشيخ محمد صديق المنشاوي .
تكريم الشيخ محمد بدر حسين خلال أسفاره المتعددة
: أعز ما حصل عليه من تكريم خلال هذه الرحلات المتعددة هو جسور الصداقات
التي أقيمت بينه وبين الآلاف من المسلمين وأعضاء الجاليات الإسلامية
بالخارج , بالإضافة إلى بعض الهدايا التذكارية التي قدمت إليه من بعض
الملوك والرؤساء والمسئولين أقربها إلى قلبه قطعة من كسوة الكعبة أهداها له
الملك فهد بن عبدالعزيز الذي وجه إليه الدعوة لحضور غسل الكعبة وتبديل
كسوتها . وكذلك أعطاه خادم الحرمين تسجيلاً كاملاً للقرآن بصوت الشيخ
الحذيفي .. قدم له ملك ماليزيا ( الزي الرسمي الماليزي ) وهو زي الملك
إهداءً وتقديراً لدوره كعضو بلجنة التحكيم بمسابقة القرآن العالمية
بالإضافة إلى طبق من الفضة مكتوب عليه تاريخ المسابقة .. وقدم له الرئيس
بورقيبه عام 1967م ساعة يد من الذهب الخالص كهدية تقديراً لجهوده في مجال
خدمة القرآن وتلاوته .. وأهداه الملك حسين ملك الأردن ساعة يد قيمة جداً
أثناء حضوره الإحتفال بافتتاح مسجد الملك (( عبدالله )) وأعظم منحة قدمت
إليه عندما طلب منه المسئولون بالمركز الإسلامي بواشنطن أن يكون شاهداً على
اعتناق خمسة أشخاص للدين الإسلامي ونطقوا أمامه شهادة .. (( أن لا إله إلا
الله وأن محمداً رسول الله )).
أسرة الشيخ محمد بدر حسين : إن البدر لا ينتج
إلا النور وخاصة عند اكتماله ليضيء الدنيا وليس غريباً أن يكون هذا البدر
المحمدي الحسيني مصدر نور في مملكة تغذى طاقمها بزاد القرآن ورحيقه وعذب
كلامه شاركه في صياغة كواكب هذه المملكة وتلك النجوم الزاهرة سماء حملت
النجوم الأربعة وقدمت لهم الرعاية الكاملة المستمدة من البدر القرآني
والتوصيات المحمدية ليخيم جو رطب على هذه الأسرة التي تشع أخلاقاً كريمة
وقيماً نبيلة. فالأبن الأكبر ضابط الشرطة صاحب الخلق الرفيع الرائد أحمد
محمد بدر حسين رئيس حرس جامعة الأزهر فرع البحيرة. لا يفارق والده عند
الإحتفالات الرسمية والدينية وخاصة أثناء تلاوته سورة الجمعة وهو جامع تراث
والده ويهتم بكل صغيرة وكبيرة يسلجها كتاريخ قرآني علمي لوالده. وأما
الإبن الثاني ضابط الشرطة النقيب محمود محمد بدر حسين فهو يسر على درب أخيه
وشقيقه الأكبر أحمد يقتدي به وكلهم اقتدى بالقرآن الذي تلي في بيتهم ليل
نهار .. بكرة وأصيلا.
ولدى الشيخ محمد بدر حسين/ بنتان متزوجتان
الأولى أمل والثانية إيمان
محمد بدر حسين وكم تغمره السعادة عندما يجلس بين أحفاده وخاصة المسمى
باسمه الطفل محمد أحمد بدر حسين نجل الضابط أحمد
والدكتوره سحر حلمي .. وكذلك الحفيدة دينا ابنة المهندس المعماري سامي أحمد زوج السيدة أمل
محمد بدر حسين.
يقول الشيخ محمد بدر حسين بعد هذه الرحلة العظيمة
: إن حملة القرآن وحفظته هم أهل الله وخاصته .. إذا عملوا بما استأمنهم
عليه رب العزة وما منحهم من خير في الدنيا والآخرة .. ويقول : إن الفضل كله
لله ثم لوالدي ورضائهما عليّ ثم لأصحاب الفضيلة من العلماء الذين تركوا
بصمات واضحة في حياتي كانت سبباً في هذا الفضل الرباني والنعمة الإلهية
والخير القرآني .. اللهم اجزهم عما قدموا لي خير الجزاء اللهم آمين.