كتب - أحمد أبوحجر: حصلت"الوفد" علي معلومات جديدة تكشف
أبعاداً مثيرة تتعلق بالأحداث الدامية التي شهدتها مصر أمس الأول بميدان
التحرير،
كشفت مصادر سياسية أن قيادات الحزب الوطني شاركت بالمال والعمال لجمع
المتظاهرين لتأييد الرئيس مبارك ثم الاشتباك مع المعتصمين بالتحرير لإخلاء
الميدان.
بدأت الخطة بحشد متظاهرين يجوبون الشوارع
بمختلف مناطق القاهرة في مسيرات لتأييد مبارك تلتحم مع المجموعات المنتظرة
أمام مبني التليفزيون وأعلي كوبري قصر النيل ثم تتوجه مباشرة لميدان
التحرير.
قام رجال الحزب الوطني بتحديد التسعيرة
التي اختلفت حسب المنطقة، فأمام محافظة القاهرة بحي عابدين قال أحد
مشاركي مظاهرات تأييد »مبارك«: إن قيادات الحزب بالقاهرة وقيادات
بمجلس محلي المحافظة قامت بحشد عدد من الشباب والباعة الجائلين وعمال
البلدية في مقابل 20 جنيهاً، بالإضافة لوجبة غذائية ويتم نقلهم في
أتوبيس نقل عام لتوزيعهم علي المسيرات بشارع جامعة الدول العربية وأمام
مبني التليفزيون.
واتفقت قيادات الحزب مع الأكمنة الأمنية
واللجان الشعبية لحماية المواطنين في فترة حظر التجوال المفروضة من الساعة
٥ عصراً لتسهيل مرور المشاركين.
وفي عين شمس والمطرية قامت أتوبيسات
سياحية بنقل المتظاهرين لميدان التحرير، كما وفرت وزارات الإنتاج الحربي
والبترول أتوبيسات لنقل موظفيها وعمالها للمشاركة في المسيرات مقابل 20
جنيهاً ووجبة غذائية وزجاجة مياه معدنية، ثم توصيلهم لمنازلهم بعد
الانتهاء من المهمة، بالإضافة لحشد عمال شركات رجال الأعمال الموالين
للنظام الحاكم.
ولم تنس قيادات الحزب الوطني التنسيق مع
القنوات الفضائية الخاصة لإذاعة مشاهد منظمة لبث الخوف في نفوس
المواطنين، وتصوير المعتصمين الغاضبين بميدان التحرير علي أنهم قلة
مخربة لا تعبر عن جموع الشعب المصري، في حين قامت تلك القنوات بتضخيم
مسيرات التأييد وتصوير المئات المشاركين علي أنهم ملايين.
وبدأ الجزء الثاني من خطة اعتصام متظاهري
التحرير، الذي شمل ٣ محاور أولها أن يندس عدد من أعضاء الحزب الوطني
بين المعتصمين لمحاولة إثارة الفتنة بينهم أو علي الأقل تحريضهم علي
الاشتباك مع مسيرات التأييد التي تمركزت منذ الظهر بميدان عبدالمنعم
رياض.
وبالفعل بدأت الاشتباكات بين الجبهتين
ففتح المؤيدون الحرب علي المعتصمين من جميع مداخل الميدان فبدأت بحشود
منظمة كان الصف الأول يمثله المتظاهرون المدنيون ثم جاء أفراد الأمن
المركزي بالزي المدني في الصف الثاني وكانت المؤخرة من ضباط وأمناء
الشرطة، واقتحم رجال الأمن بزي مدني الميدان عن طريق الجمال والخيول.
واستطاع المعتصمون صد تلك الهجمات وإقامة
الحواجز الفاصلة بالشوارع لمنع المؤيدين من الوصول إليهم، فكانت البداية
من شارع طلعت حرب ثم الجامعة الأمريكية ثم محمود بسيوني ثم مدخل الميدان
من اتجاه كوبري قصر النيل.
وألقي المعتصمون القبض علي عدد من رجال
الشرطة والأمن المركزي وأمن الدولة تم احتجازهم بأحد محلات المترو المغلقة
بعدما تخاذل الجيش في صد الهجمات عليهم.
واستمر الصراع في المدخل الرئيسي لميدان
التحرير حتي العاشرة من صباح أمس الخميس، وقام المؤيدون باعتلاء
العمارات المطلة علي ميدان عبدالمنعم رياض وقذف قنابل المولوتوف وكرات
النار علي المؤيدين، في حين قام المؤيدون في الميدان بإشعال النار في
إحدي السيارات رفض الجيش إطفاءها إلا بعد ساعة كاملة من احتراقها.
وشهد الصراع قنابل صوتية ورصاصات حية أطلقها أفراد الأمن المركزي في الهواء لإرهاب المعتصمين وتجميع المؤيدين.
في الوقت الذي توافدت فيه أعداد من
سيارات الإسعاف للمؤيدين أمام كل مدخل، رفضت الإسعاف الدخول لميدان
التحرير لإنقاذ الجرحي والمصابين من المعتصمين حتي لجأوا لتكوين جبهة من
الأطباء المتواجدين معهم لإسعاف جرحاهم.