لا أحد ينكر أن النظام الحاكم من ضمن
أخطائه التاريخية وجود وزير كذاب ومستمر في كذبه حتي بعد أن فضحه الإعلام
العالمي،
ان ما فعله »أنس الفقي« حتي الآن يعد في حد ذاته جريمة إعلامية
يجب محاسبته عليها لأنه ترك قنوات أخري اتفقنا أو اختلفنا حول ما تقدمه
تلك القنوات، ولكن ما حدث كان مأساة بكل ما فيها، فللأسف أن
التليفزيون المتواطئ مع أجهزة الشرطة لم يكتف بما قدمه من وجهة نظر
واحدة وحتي وجهة النظر هذه لم تكن حتي محترمة بالنسبة للنظام الحاكم
نفسه، الذي تحول بين ليلة وضحاها يتكلم فقط عن انجازاته وكأن النظام
كانت أياديه بيضاء علي هذا الشعب الحاقد الذي خرج رافضاً للفساد
والمحسوبية وتزوير الانتخابات والتوريث وتحول هؤلاء الشباب المثقفون
الواعون لمجرد شرذمة متظاهرة واستمرت تلك اللغة المتخلفة إعلامياً تبث
يومياً علي التليفزيون المصري وقنواته الفضائية حتي مساء جمعة الغضب،
ليضاف الي هؤلاء الشباب تهمة السلب والنهب واحراق الممتلكات أيضاً
وأصبح الحزب الحاكم والسلطة هي المعتدي عليهما بقدرة قادر، وبدأ
التليفزيون الذي كان يذيع صباح الجمعة وطوال اليوم برامج عادية
متجاهلاً ما يحدث في الشارع المصري يتحول الي بث الرعب بين
المواطنين مؤكداً ان ثورة الشباب في التحرير سوف تؤدي الي خراب مصر
بأكملها، وبدأ في التأكيد علي أن عمليات السلب والنهب يقوم بها هؤلاء
الشباب، وبدأت البيانات المغلوطة التي تطالب الناس بعدم الخروج في
المظاهرة المليونية وظهر السادة الفنانون المناضلون مطالبين الشباب بعدم
الخروج حتي لا تحدث مجزرة، بالاضافة الي اظهار أنهم قلة مندسة ومخربة،
وظل الإعلام المصري غير المسئول يؤكد أن الموجودين في التحرير
لايزيدون علي »5« آلاف شخص، بالاضافة الي إذاعة مظاهرة ملفقة أمام
التليفزيون لتأييد مبارك.
هذا بالطبع كانت مكافأته أن يظل هذا
الوزير الفاشل حاملاً حقيبة هامة مثل الإعلام يستكمل مسيرة الكذب
المصري علي القنوات المصرية، إنها أبسط مكافأة لإنسان تآمر علي مصلحة
المواطن في إظهار الحقيقة للناس وحول الإعلام المصري إلي أضحوكة إن ما
حصلت عليه لا يوازي ماقدمته من خدمات للنظام، لتسقط أنت أيها الوزير
غير المستحق لشرف الإعلام والحمد لله اننا جميعاً نعلم كيف جائت ولماذا
استمرت حتي الآن في السلطة.