للعسل فوائد كثيرة عرفها الإنسان منذٌ القدم حيث كان طعاماً مفضلاً لدى كل الناس وفي كل العصور ومن فوائد العسل:
1) أنه مادة غذائية عالية القيمة يستخدم غذاءٍ للأطفال والكبار على السواء فهو لا يمكث في المعدة طويلاً إذ أنه سريع الهضم كما يمتص بسرعة داخل الجهاز اللمفاوي ليصل إلى الدم.
2) يقوم العسل بتعويض السكريات المستهلكة بسبب المجهود الجسماني أو الذهني الذي يبذله الشخص.
3) ثبت أن العسل يعمل على تقوية القلب حيث إن للجلوكوز تأثيره الواضح على عضلات القلب فهو يعوض ما تفقده بسبب عملها الدائم فيزيدها قوةً واستمراراً.
4)للعسل دور فعَّال في تنظيم ضغط الدم وزيادة نسبة الهيموجلوبين في الدم.
6) العسل غذاء مثالي لزيادة القوة والطاقة عند ممارسة الألعاب الرياضية والاستحمام، لذلك ينصح بتناول العسل للرياضيين لفوائده العديدة.
7) العسل من أفضل أنواع التحلية عند الأطفال وهو فضلاً عن حلاوته يحتوي على كمية قليلة من البروتين كما يحتوي على أنواع كثيرة من المعادن وهو في نفس الوقت مطهر للأمعاء وملَّين وملَّطف.
يلعب العسل دوراً أساسياً في نمو الأسنان وحمايتها.
9) يلعب العسل دوراً مهماً في الوقاية من كثير من الأمراض المختلفة وأخيراً اكتشفت مادة (البروستاجلاندين) في العسل وهي مادة مهمة تلعب دوراً حيوياً في الوقاية من كثير من الأمراض، و نقصها قد يؤدي إلى ظهور الأمراض المختلفة.
الأمراض التي ثبت علاجها بالعسل:
استخدم الإنسان العسل منذٌ القدم في علاج الكثير من الأمراض وقد أثبت الطب الحديث أن للعسل درواً مهماً في علاج:
1) اضطرابات الجهاز الهضمي حيث يعمل العسل على إلغاء الحموضة الزائدة في المعدة والتي تؤدي غالباً إلى القرحة وقد استعمل كثيراً من الأطباء العسل في علاج قرحة المعدة والاثنى عشر.
2) ثبت أن للعسل تأثير قوياً لمرض الكبد لاحتوائه على الجلوكوز حيث يزيد مخزون الكبد من السكر وينشط عملية التمثيل في الأنسجة.
3) استعمل العسل في علاج أمراض الجهاز العصبي وقد اظهر نتائج طبية منذٌ القدم كان العسل يستخدم في علاج الأرق.
4) يفيد العسل في علاج التهاب الجفون والقرنية وتقرحها.
5) ثبت من التجارب العديدة أن مرضى السكر تنخفض نسبة السكر في دمائهم فتصبح كما في الأصحاء إذا تناولوا العسل، والسبب في ذلك وجود مادة مؤكسدة تجعل تمثيل سكرة أكثر سهولة في الجسم فلا يظهر نسبة مرتفعة في الدم.
ولقد ثبت فائدة العسل تماماً إذا كان مرض البول السكري لا يرجع إلى انعدام الإنسولين تماماً وإنما يرجع إلى صعوبة تنبيه الخلايا التي تفرزه في الدم.
6) اكتشف الباحثون أحد الأحماض الدهنية في العسل توقف انقسام الخلايا النشطة وبهذا تكون هذه المادة مضادة للسرطان حيث توقف نشاط خلايا السرطان العديدة الانقسام.
7) العسل يشبه المضادات الحيوية إذ له القدرة على إبادة الكثير من الميكروبات والفيروسات والفطريات.
استعمل العسل في علاج كثير من الأمراض الجلدية المختلفة.
9) يفيد العسل في علاج كثير من حالات الأطفال مثل:
ىء زيادة وزن الأطفال الضعفاء.
ىىء الوقاية من كثير من الأمراض التي تصيب الأطفال عادةً.
ج ء علاج مهم لعدد من أمراض الأطفال كالإسهال المعدي والدسنتاريا.
دء تحسين نسبة الهيموجلوبين في الدم.
هـء يفيد في الوقاية من حدوث التبول اللا إرادي في الفراش.
يقول الله عز وجل في كتابه الكريم عن النحل وعسله ..
( وأوحى ربك إلى النحل أن أتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر بيوتا ومما يعرشون (68) ثم كلى من كل الثمرات فأسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس).سورة النحل
أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأمرنا بالتداوي بالقرآن والعسل حيث يقول :
" تداووا بالقرآن والعسل " .. وقال عليه الصلاة والسلام أيضا .. " جعل الله شفاء أمتي في ثلاث : شربة عسل أو شرطة محجم أو كية نار وما أحب ان أكتوي " .. ومما جاء في الخبر أن أعرابيا جاء إلى الرسول الكريم يشكو إليه إسطلاق (اسهال) .. بطن أخيه فقال له الرسول اذهب واسقه عسلا ففعل الإعرابي لكنه جاء ثانية قائلا لقد سقيته عسلا ولم يزده إلا اسطلاقا فقال له الرسول اذهب واسقه عسلا وكرر ذلك للمرة الثانية حتى قال له في الثالثة .. صدق الله وكذبت بطن أخيك .. اذهب واسقه عسلا فشرب منه وبرئ أي شفي .. ولعلنا نضيف السبب في تكرار سقيه العسل ـ كما يقول ابن القيم ـ ان السبب في التكرار له مدلول طبي بديع ،وهو أن الدواء يجب ان يكون له مقدار وكمية بحسب حال الداء ان قصر عنه لم يزله بالكلية وإن جاوزه أوهن القوى فأحدث ضررا فلما أمره الرسول ان يسقيه العسل مقدارا لا يفي بمقاومة الداء ولا يبلغ الغرض فلما تكررت الشربات بحسب مادة الداء برئ بإذن الله..
أما ما جاء بتذكرة داود عن عسل النحل ،فمما جاء به نقرأ .. أجوده الربيعي والصيفي وهو يقطع البلغم وأنواع الرطوبات ويزيل الاسترخاء واللزوجات والسدد وضعف الشهية شربا و يقلع البياض والدمعة والحكة والجرب وبرد العين (وكلها من أمراض العيون ) بماء البصل الأبيض وهو بالنوشادر يجلو نحو البرص والبهق وهو بدهن حبة البركة أزال وجع الظهر والمفاصل وهيج القوة الجنسية وان لطخ بالخل والملح نقي الكلف وحلل الأورام وإن اذيب في الماء وشرب سكن المغص وقطع العطش وإن دهنت به النفساء أزال ضرر النفاس .."..
ويقول ابن البيطار عن عسل النحل .." اذا طبخ عسل النحل مع الشبت الرطب الحديث وطليت به القوابى (داء الثعلبة).. شفاها.. وإذا خلط بالملح وقطر في الأذن سكن ما فيها من الم ويصلح مضمضة وغرغرة لا ورام والتهابات الحلق واللثة واللوزتين وهو مدر للبول .. وإذا شرب ساخنا مع دهن الورد نفع من السعال والذي يشرب بغير أن تنزع رغوته ينفع في تحريك السعال ـ أي أنه منفث .. والمقصود أنه طارد للبلغم وإذا عجن بالدقيق ووضع على الأورام المتقيحة فتحها وامتص ما فيها من قيح ..".
إذن ..
فهذه مقدمة كان لابد منها ولعلنا لاحظنا الفوائد العديدة التي ذكرها قدامى الأطباء عن عسل النحل .. بل ماذا نقول عن عسل النحل وهو الذي قال فيه الحكيم الخبير في كتابة الكريم .."فيه شفاء للناس" .. لكننا الآن سنمضي في رحلة أخرى في صحبة ذلك الساحر .. عسل النحل .. لكن رحلتنا هذه المرة سوف تكون داخل أروقة المعامل وقاعات البحث العلمي وسوف تندهش ونحن نطالع أي قيمة وراء هذه المادة التي وفرتها لنا الطبيعة بقدرة الخالق العظيم ..
ماذا يقول الطب عن عسل النحل ؟..
روى عن سليمان الحكيم أنه قال .." اذهبوا وفتشوا عن العسل واستعملوه"..
وكأنها كانت النصيحة للكثير من العلماء والأطباء .. وكان البحث عن تركيب عسل النحل هو شاغل العلماء في البداية .. فالنحلة التي تصنع العسل من الزهر والشمس والهواء هي في الحقيقة تصنع سرا من أسرار الحياة ..
والنحلة التي تبحث عن الأزهار فتنتقي منها النافع وتبتعد عن السام والضار فإذا ماجمعت الرحيق كرت راجعة إلى الخلية وهي في عودتها تعرض لسانها للهواء والشمس كي يتبخر الماء مما حصلت عليه من رحيق فإذا ما حطت بالخلية افرزت بعض الخمائر من فمها من هذا الشهد فيتبدل تركيبة من سكر قصب السكر "سكروز" .. وهو سكر مركب إلى سكريات بسيطة هي سكر الفواكه "فركتوز"و"دكستروز" .. ثم تحقنه بعد ذلك بالفيتامينات والمواد الحيوية التي تحمل في طواياه سر فوائده التي لا تحصى ..
والنحلة تفرز يوميا ما يقرب من عشرة جرامات عسل يقتضيها ذلك إفراغ حمولة ستين مرة ذهابا وإيابا .. والآن ماذا عن تركيب عسل النحل ؟..
يحتوي عسل النحل على خمس وزنة تقريبا ماء كما يحتوى على البروتين وحوالي أربعة أخماسه كربوهيدرات ،كما يحتوي على مقادير من فيتامين "ب" المركب وفيتامين "ج" ومقادير من الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم والمنجنيز والحديد والنحاس والفسفور والكبريت..
وتبلغ نسبة السكريات في العسل من 75% إلى 80%، وهذه النسبة العلية هي التي تعطي العسل مذاقه الحلو ، وهناك عدة أنواع من السكر توجد في عسل النحل تبلغ نحو خمسة عشر نوعا..