انها تلك الفتاة التي طالما
عرفتها مشاغبه كثيرة الحركة كثيرة المزاح..
تتشاجر مع بعض من ينصحها ..
مضت بنا سنوات
وأنا أراها تنتقل من مجموعه فتيات إلى اخرى تلعب هنا وهناك
لا تحب الاختلاط بالملتزمات..
وبعد مرور تلك السنوات رأيت تغيرا في أسلوبها
رأيتها تتبع المحاظرات والجلسات الدينيه كنت انظر لها بتعجب
فعلا سبحان الله..
رأيت تغيرا واضحا في التزامها..
لم تعد تهتم بتلك الفئه من الطالبات اللاتي كانت تهتم بهن سابقا..
رأيت تغير حالها وكم وددت إن أسألها عن السبب ..
لكن لم اعرف كيف أبدأ بسؤالها
ولم أنتظر طويلا حتى أتت هي إلي لتخبرني دون أن أسألها..
قالت لي كلام أخذ يطرق أبواب أذني لا بل اخترقها ودخلها بدون أن أأذن له..
قالت أتعلمين سبب ما انا فيه وماكنت عليه؟؟
والله لقد كرهــــــــــت الدين بسبب فتاه ..وأحببته بسبب فتاه..
تعجبت منها وبدا ذلك لها ..
فقالت: لا تتعجبي صديقتي نعم كرهته بسبب فتاه وأحببته بسبب أخرى..
قلت: أو الدين هين عندك حتى تكرهيه وتحبيه من أجل فتيات ..قالت لا ولكن اسمعيني..
أنت تعلمين ما حدث معي من أشهر قليله عندما تشاجرت مع ..(أخت نصحتها )
قالت كنت امشي في الشارع ولم اكن ألتزم بحجابي الشرعي الكامل وأطلق العنان لضحكاتي الرنانة والقي بتعليقاتي الساخره..
فنصحتني بإسلوب ليس بالجميل أمام زميلاتي..وقالت لي كلام لم يعجبني..
قلت لها ليس مبررا لما فعلتي لقد قلبتي المكان رأسا على عقب. وليس مسوغا أن تحاولي ضربها أمام الجميع وتسبيها بهذا الأسلوب....
قالت لم تكلمني بالأسلوب المناسب وسببت لي الحرج علانيه
فتربصت لها وكرهت ما هي عليه من التزام وكرهت الدين الذي جعلها متشددة هكذا وأخذت أضايقها..
وتكمل فابتعدت عن فئة الملتزمات ولم يعجبني أسلوبهن .
.
حتى
أراد الله فأرسل إلي فتاة ونصحتني بأساليب جميله فأحببتها وأحببت كلامها
الرقيق وعرفت منها الدين وأخلاقه التي لم يحرص أهلي على غرسها في شخصيتي..
فأحببتها وأحببت ماهي عليه..حتى حببتني في ديني وبينتلي سماحته ورفقه..
فعدت فأحببت ديني من جديد..والتزمت بأمر ربي ، وتركت سماع الغناء وجعلت كل أهلي يتركونه
وها أنا احاول اصلاح أهلي وأنا أرى بعض علامات القبول منهم ..
نعم يا صديقتي كما كرهته من أجل فتاه أحببته من أجل فتاه أخرى..
كرهته ثم أحببته..
وفقك الله يا صديقتي..وفقك الله
ويسر أمرك وثبتك على الحق..
فيا زهرتي الغالية وداعية المستقبل..
ترفقي بدعوتك وتلطفي بها .. واحذري كل الحذر أن تكوني مغلاقا للخير مفتاحا للشر بدون أن تعلمي
انتبهي أخيه من الغلظة في غير موضعها..
وألزمي الرفق في نصحك وموعظتك حتى تلقى قلوبا لتدخلها وعقولا تعيها وأذناً تسمعها..
زهرتي الغاليه..
كوني داعيـــه.. لا تهاب الصعاب.. ولا تتعثر بالعقبات فتسقط فلا تحاول النهوض ..
لـــــــكن بحكمه وتروي وصبر..
قال تعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه وجادلهم بالتي هي أحسن)
حتى المجادلة تكون بالحسنى..
فانتبهي أخيه..
أنت الأن داعيه يسلط عليك الضوء وعلى تصرفاتك فاحذري..
اجعلي الرفق واللين رفيق لك في دعوتك..
والزمي الشده في وقتها تحلي بالحكمه ووزن الأمور بميزانها الصحيح..
وأعلمي أن الرفق ولين الاسلوب وطلاقة الوجه وبشاشته من أسباب محبة الناس للشخص
فالناس يحبون من يرفق بهم ومتى أحبوك قبلوا نصحك ووعظك بقلوبهم قبل أذانهم..
إلا يكفيك قوله تعالى:" فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك "
و قول سيد البشر صلى الله عليه و سلم:"مهلا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه ولانزع من شيء قط إلا شانه".
وأختم بقول لأصمعي:
ولم أر مثل الرفق في لـينه**** أخرج العذراء من خدرها
من يستعين بالرفق في أمره**** يستخرج الحية من جحرها..