ياسمينا عضو فعال
عدد المساهمات : 753 تاريخ التسجيل : 11/10/2010
| موضوع: لمدا خلق الله السماوات و الارض في ستة ايام و لم يخلقها في لمح البصر(اد_خ_ل لتعرف) الأربعاء 15 ديسمبر - 11:38 | |
| الحكمة من أن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام يقولالقرآن: إن الله سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض في ستة أيام هلبإمكانكم توضيح ذلك لنا في ضوء معرفتنا بأنه يكفي أن يقول الله: كُن فَيَكُونُ[1]؟
خلقالله سبحانه السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، كما أخبر وهو الصادقجل وعلا أنه خلقها في ستة أيام، وهو قادر على أن يخلقها في لمحة بصر. كماقال عز وجل:إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ[2]،ولكن ذكر العلماء رحمهم الله أنه خلقها في ستة أيام ليعلم عباده عدمالعجلة وأن يتدبروا الأمور ويتعقلوها، فربهم الذي يعلم كل شيء وهو القادرعلى كل شيء لم يعجل في خلق السماوات ولا في خلق الأرض بل جعلها في ستةأيام، ولم يعجل في خلق آدم ولم يعجل في خلق الأشياء الأخرى، بل نظمهاودبرها أحسن تنظيم وأحسن تدبير، ليُعلِّم عباده التريث في الأمور وعدمالعجلة في الأمور، وأن يعملوا أمورهم منظمةً موضحةً تامة على بصيرة وعلىعلم من دون عجلة وإخلال بما ينبغي فيها، وهو سبحانه مع كونه قادراً على كلشيء وعالماً بكل شيء مع ذلك لم يعجل بل خلقها في ستة أيام وهو قادر علىخلقها في لمحة أو دقيقة إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ سبحانهوتعالى، فجعلها منظمة مدبرة في أيام معدودات، ليُعلِّم عباده كيف يعملون،وكيف ينظمون أمورهم، وكيف يتريثون في الأمور، ولا يعجلون حتى تنتظممصالحهم، وحتى تستقيم أمورهم على طريقة واضحة وطريقة يطمئنون إليها، فيهامصالحهم، وفيها ما ينفعهم ويدفع الضرر عنهم. وقد أشار الله سبحانه إلى هذا المعنى في آيات قال عز وجل: وَهُوَالَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً[3]،فأخبر أنه خلقها هكذا؛ ليبلونا وليختبرنا أينا أحسن عملاً، وأتقن عملاً،وأكمل عملاً. فالعَجِل الذي لا يتدبر الأمور قد يُخِل بالعمل، فالله خلقهافي ستة أيام ليبتلي العباد، بإتقان أعمالهم، وإحسان أعمالهم، وعدم العجلةفيها، حتى لا تختل شؤونهم ومصالحهم وَهُوَالَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً[4]، قال سبحانه: إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا[5]،وجعل ما على الأرض من جبال وأشجار ونبات وحيوانات ومعادن وغير ذلك؛ ليبلواالعباد (ليختبرهم) أيهم أحسن عملاً في استخراج ما في هذه الأرض والاستفادةمن ذلك والانتفاع بذلك، وقال سبحانه: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا[6]. ففيهذه الآيات وما جاء في معناها الدلالة على أنه سبحانه خلق هذه الأشياءبهذا التنظيم وبهذه المدة المعينة ليبلوا عباده ويختبرهم أحسن عملاً، ماقال أكثر عملاً قال أحسن، فالاعتبار بالإتقان والإكمال والإحسان لابالكثرة.
| |
|