بسم الله الرحمن الرحيم
كان سيدنا أيوب عليه السلام نبيا من أنبياء الله تعالى، وكان كثير المال والأراضي وكان له أولاد كثر. فأصيب بفقد ماله وأولاده ثم ابتلاه الله بعد ذلك بمرض شديد في جسمه، ومع ذلك كان صابرا محتسبا ذاكرا لله عز وجل في ليله ونهاره. دام مرض أيوب عليه السلام ثماني عشرة سنة وهو صابر لم يعترض على الله ولم يتسخط، حتى ترك خدمته أغلب الناس ولم يصبر عليه أحد منهم إلا زوجته وقد بلغ بهما الفقر أنه في بعض الايام قصت امرأته شعرها وذهبت فباعته إلى زوجة رجل حاكم حتى جاءت بمال فاشترت به طعاما فقدمته إلى أيوب فقال لها عليه الصلاة والسلام "من أين هذا " قالت كل" قال:"من أين هذا من أين جئت به" فلما أخبرته غضب غضبا شديدا وحلف لإن عافاه الله ليضربها مئة. لأن المرأة حرام عليها في شرع الله ان تصل شعرها بشعر طبيعي لامرأة أخرى. ثم في بعض الايام خرج من بيته ليقضي حاجة فأخرج الله له ماء من الأرض فاغتسل ايوب بهذا الماء فذهب عنه المرض الذي كان أصابه. زوجته وجدت أنه تأخر فخرجت تبحث عنه فلما رأته لم تعرفه لاْن الله رد عليه شبابه فلما نظرت اليه قالت:"يا عبد الله هل رأيت نبي الله المبتلى أيوب وقد كان أشبه الناس بك" يعني في شبابه كأنه أنت. فقال لها:"أنا هو" فعرفته عند ذلك ثم الله تعالى جزاء لهذه الزوجة على صبرها رد عليها شبابها ايضا ورزقها الله بأولاد كثيرين نحو عشرين ولدا ورزقه الله مالا كثيرا طيبا حلالا. وفي قصة سيدنا أيوب عبرة لمن ابتلى بجسده أو ماله أو ولده، فله أسوة بنبي الله أيوب حيث ابتلاه الله فصبر واحتسب حتى فرج الله عنه.
وعَنْ أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "إذا أراد اللَّه بعبده خيراً عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد اللَّه بعبده الشر أمسك عَنْه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة" وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن اللَّه تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط"
رَوَاهُ الْتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
وعَنْ أبي سعيد وأبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما عَنْ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: "ما يصيب المسلم مِنْ نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر اللَّه بها مِنْ خطاياه" مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ
وعَنْ ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال دخلت عَلَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وهو يوعك فقلت: يا رَسُول اللَّهِ إنك توعك وعكا شديدا. قال: " أجل إني أوعك كما يوعك رجلان مِنْكم " قلت: ذلك أن لك أجرين. قال: " أجل ذلك كذلك، ما مِنْ مسلم يصيبه أذى: شوكة فما فوقها إلا كفر اللَّه بها سيئاته، وحطت عَنْه ذنوبه كما تحط الشجرة ورقها " مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ.
وعَنْ عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أنها سألت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عَنْ الطاعون؟ فأخبرها" أنه كان عذابا يبعثه اللَّه تعالى عَلَى من يشاء فجعله اللَّه تعالى رحمة للمؤمنين، فليس مِنْ عبد يقع في الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب اللَّه له إلا كان له مثل أجر الشهيد " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
وعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: " يقول اللَّه تعالى: ما لعبدي المؤمِنْ
عندي جزاء إذا قبضت صفيه مِنْ أهل الدنيا ثم احتسبه
إلا الجنة "رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
وعَنْ أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: " إن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته مِنْهما الجنة "يريد عينيه.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ( حبيبتيه اي عينيه )
و "الوعك": مغث الحمى. وقيل: الحمى.
وعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " من يرد اللَّه به خيرا يصب مِنْه "
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ