عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال مر رجل على النبي صلىالله عليه وسلم فقال لرجل عنده جالس ما رأيك في هذا فقال رجل من أشرافالناس هذا والله حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع فسكت رسول الله صلىالله عليه وسلم ثم مر رجل آخر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم مارأيك في هذا فقال يا رسول الله هذا رجل من فقراء المسلمين هذا حري إن خطبأن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع وإن قال أن لا يسمع لقوله فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم هذا خير من ملء الأرض مثل هذا متفق عليه قوله حري هوبفتح الحاء وكسر الراء وتشديد الياء أي حقيق وقوله شفع بفتح الفاء .
الشرح
ذكرالمؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قالمر رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل ما تقول في هذا قالرجل من أشراف الناس حرى إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع ثم مر رجل آخرفسأل عنه قال هذا رجل من ضعفاء المسلمين حرى إن خطب ألا ينكح وإن شفع ألايشفع وإن قال ألا يسمع لقوله . فهذان رجلان أحدهما من أشراف القوم وممن لهكلمة فيهم وممن يجاب إذا خطب ويسمع إذا قال والثاني بالعكس رجل من ضعفاءالناس ليس له قيمة إن خطب فلا يجاب وإن شفع فلا يشفع وإن قال فلا يسمعفقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا خير من ملء الأرض مثل هذا أي خير عندالله عز وجل من ملء الأرض من مثل هذا الرجل الذي له شرف وجاه في قومه لأنالله سبحانه وتعالى ليس ينظر إلى الشرف والجاه والنسب والمال والصورةواللباس والمركوب والمسكون وإنما ينظر إلى القلب والعمل فإذا صلح القلبفيما بينه وبين الله عز وجل وأناب إلى الله وصار ذاكرا لله تعالى خائفامنه مخبتا إليه عاملا بما يرضى الله عز وجل فهذا هو الكريم عند الله وهذاهو الوجيه عنده وهذا هو الذي لو أقسم على الله لأبره فيؤخذ من هذا فائدةعظيمة وهي أن الرجل قد يكون ذا منزلة عالية في الدنيا ولكنه ليس له قدرعند الله وقد يكون في الدنيا ذا مرتبة منحطة وليس له قيمة عند الناس وهوعند الله خير من كثير ممن سواه نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم منالوجهاء عنده وأن يجعل لنا ولكم عنده منزلة عالية مع النبيين والصديقينوالشهداء والصالح