مهارات الخريطة
دكتور إدريس سلطان صالح
كلية التربية ـ جامعة المنيا
ـ مقدمة :
تعد الخريطة مصدراً مهماً من مصادر الحصول على المعرفة ، ويزداد دورها أهمية فى المجالات العلمية والتطبيقية يوماً بعد يوم ، حيث لم يعد استخدامها وتوظيفها قاصراً على الدارسين والباحثين فى علم الجغرافيا بل اتسع ليشمل الباحثين فى مجالات الاجتماع ، والإعلام، والاقتصاد ، والسياسة ، والتخطيط ، والهندسة ، والجيولوجيا ، والاستراتيجيات الحربية .كما أن قراءة الخريطة وحسن استخدامها أصبحت من الأمور الضرورية التى تلزم المواطن العادى فى مجالات حياته اليومية المختلفة خاصة فى عصرنا الحاضر الذى يتميز بثورة المعلومات ، والذى أصبح فيه العالم بمثابة قرية صغيرة .
وتعد الخرائط مقوماً أساسياً من مقومات التدريس الجيد للدراسات الاجتماعية بصفة عامةـ والجغرافيا بصفة خاصة ـ إذ أنها تمثل ظاهرات السطح وما بينها من علاقات مكانية وزمانية باعتبارها المحور الرئيسى الذى تدور حوله عمليتا تعليم الدراسات الاجتماعية وتعلمها.
وتنبع المكانة المتميزة للخريطة من أنها تعبر عن الظواهر الطبيعية والبشرية التى لا يستطيع المتعلم مشاهدتها بصورة مباشرة ، فتجعل أى ظاهرة ممثلة على الخريطة كما لو كانت بين يديه . فعلى الرغم من أهمية الخبرات المباشرة فى التعلم وما تؤديه من فاعلية وتأثير ، إلا أن الاعتماد عليها من الأمور الصعبة غالباً لتعلق الدراسات الاجتماعية بالبعدين الزمانى والمكانى ، وارتباطهما بالتغير الاجتماعى والاقتصادى والسياسى وتعليله .
ولذلك يكاد يكون هناك اتفاق تام بين التربويين الاجتماعيين على أهمية تعليم مهارات الخريطة ، إذ يعتقدون أن هذه المهارات تيسر تعليم وتعلم المواد الاجتماعية ـ والجغرافيا أحد فروعها ـ .
ـ ماهية الخريطة :
يعرف جودت أحمد سعادة وغازى جمال خليفة الخريطة بأنها : " رسم تخطيطى يمثل سطح الأرض كله أو جزء منه ، بحيث يتم فيه توضيح الحجم النسبى والموقع لذلك الجزء ، بناء على استخدام مقياس رسم معين للتصغير ، واعتماد مسقط خريطة محدد من المساقط المعروفة ، مما يساعد على توضيح الظواهر الطبيعية أو الأنشطة البشرية المتعددة للمنطقة الجغرافية المرسومة .
وتعد الخريطة من وجهة نظر يسرى الجوهرى صورة توضيحية لظاهرات سطح الأرض، تبين على لوحة مستوية بمقياس رسم معين تصغر فيه الظاهرات الحقيقية الموجودة بها بمقياس يتناسب مع حجم اللوحة التى يراد إظهار الصورة عليها .
بناء على ذلك فإن الخريطة ما هى إلا تمثيل لظاهرات سطح الأرض ، أو جزء منه على سطح مستوٍ رسم بمقياس رسم معين ومسقط معين ورموز معينة متفق عليها ، وتعد أداة الجغرافى فى توزيع الظاهرات وربطها وتفسيرها ، وإدراك ما بينها من علاقات ، وهذا التعريف يقره غالبية الجغرافيين .
لذلك فإن الخريطة تعبر هنا عن مفاهيم وتطورات ، وتعتبر صورة من صور المعرفة الواضحة التى يمكن الاعتماد عليها كمصدر من مصادر المعرفة ؛ الأمر الذى جعل الجغرافيين يعتنون بدراستها ، واستخدامها فى كثير من العلوم وفى تدريس الجغرافيا بوجه خاص .
ويصبح دور معلم الجغرافيا هنا أن يلم بأنواع الخرائط ، وأن تكون لديه مهارة تحديد نوع الخريطة ، والتمييز بين مختلف أنواعها ، لكى يختار الخريطة التى تتناسب مع أهداف درسه ، والتى تحقق الهدف الذى اختار الخريطة من أجله.
ـ تصنيف الخرائط :
تنقسم الخرائط على أسس مختلفة : من أهمها مقياس الرسم الذى رسمت به ، والغرض الذى تحققه ، وسنعرض فيما يلى لهذين النوعين من تصنيف الخرائط :
أولاً: تصنيف الخرائط تبعاً لمقياس رسمها :
مقياس الرسم هو النسبة بين طول أى بعد على الخريطة وما يقابله فى الطبيعة 000وقد تكون هذه النسبة كبيرة أو متوسطة أو صغيرة ، وتختلف الطرق التى تستخدم لتمثيل الظاهرات الطبيعية والبشرية على الخرائط تبعاً لاختلاف تلك النسبة ، أى تبعاً لاختلاف مقياس رسم الخريطة ، وكذلك أيضاً يختلف ما تحتويه الخريطة من تفصيلات تبعاً لاختلاف هذا المقياس ، فالخريطة ذات المقياس الكبير تحتوى على تفصيلات أكثر وأدق من تلك التى ترسم بمقياس صغير.
وعلى هذا الأساس تصنف الخرائط إلى ثلاثة أنواع هى :
1 – الخرائط الكدسترالية :
أو خرائط الزمام أو الأملاك والعقارات ، وترسم هذه الخرائط بمقياس رسم كبير يتراوح بين 2500:1 و 10000:1 ، حيث يبين عليها حدود الأحواض والملكيات الزراعية وحدود المبانى والطرق .
وتنقسم الخرائط الكدسترالية إلى قسمين رئيسين وهما :
أ – الخرائط الكدسترالية الزراعية :
والتى يسمح مقياسها الكبير ببيان التفاصيل الدقيقة فى الجهات الزراعية أو الريفية .
ب- الخرائط الكدسترالية المدنية :
وتختص بالمدن وضواحيها وتعرف فى مصر بخرائط تفريد المدن ، وتحتوى هذه الخرائط على كل الملامح الحضارية للمراكز الحضرية كالمدارس والمبانى والشوارع والمرافق العامة 000إلخ .
2 – الخرائط الطبوغرافية :
تعنى كلمة طبوغرافيا الوصف التفصيلى للمكان ، بمعنى أنها تختص برسم رقعة صغيرة من سطح الأرض مستخدمة فى ذلك مقياس رسم كبير يمكن عن طريقه تصوير الظاهرات المختلفة بصورة أقرب إلى وضعها على الطبيعة .
وترسم بمقياس رسم لا يقل عن1 :000 ,250 ، ومن اشهرها لوحات الأطلس الطبوغرافى للجمهورية مقياس 100000:1 ، وكذلك لوحات الأطلس مقياس 25000:1 ، وتوضح هذه الخرائط الظواهر الطبيعية والصناعية ، وتمثل لوحاتها عادة مساحات من الأرض أكبر من المساحات التى تمثلها لوحات الخرائط الكدسترالية ، ولهذا فهى أقل تفصيلاً منها .
3 – الخرائط ذات المقياس الصغير :
وتشمل خرائط الأطلس والخرائط التعليمية الخاصة بالقارات والدول ، وخرائط الكتب والمجلات ، ويقل مقياس هذه الخرائط عن 1: مليون ، وتتميز بأنها عامة ، فهى لا تبين كثيراً من الظاهرات الطبوغرافية التى توضحها الخرائط الطبوغرافية ، ومن ثم ففائدتها محدودة بالنسبة للدراسات التفصيلية وإن كانت تستخدم كثيراً فى النواحى التعليمية.
ثانياً : تصنيف الخرائط تبعاً لموضوعها والغرض الذى توضحه :
تتنوع الخرائط تبعاً للهدف الأساسى الذى توضحه ، ومن ثم فأفضل الخرائط هى تلك التى تحقق الغرض من رسمها تحقيقاً كاملاً، كما تسهل قراءتها واستخلاص المعلومات منها . ويمكن تقسيم الخرائط على هذا الأساس إلى مجموعتين وهما :
1 – الخرائط الطبيعية :
وتشمل عشرة أنواع من الخرائط نجملها فيما يلى :
أ – خرائط البنية والتركيب الجيولوجى:
وهى توضح توزيع ظواهر البنية التابعة للعصور والأزمنة الجيولوجية المختلفة كتوزيع الجبال الالتوائية بأنواعها : الكاليدونية ، والفارسكية ، والألبية ، أو توزيع الكتل الصلبة القديمة أو نحوها من مظاهر البنية .
ب – الخرائط الجيولوجية :
والغرض من رسمها بيان التركيب الجيولوجى للقشرة الأرضية فى منطقة ما حيث توضح الصخور والتكوينات الجيولوجية المختلفة والعصور التى تنتمى إليها ، وقد تكون هذه الخرائط مختصرة أو مفصلة حسب الغرض الذى أنشئت من أجله وتبعاً لمقياس الرسم الذى رسمت به .
ج – خرائط التضاريس :
وترسم هذه الخرائط لغرض بيان توزيع المرتفعات والمنخفضات على سطح الأرض ، أى لبيان توزيع الجبال والهضاب والتلال من جهة والأودية والسهول والأحواض من جهة أخرى.
د – الخرائط الجيومورفولوجية :
وهى نوع من خرائط التضاريس غير أنها أكثر تفصيلاً ؛ إذ تبين ـ عن طريق استخدام رموز خاصة ـ الظاهرات الجيومورفولوجية فى المنطقة بأنواعها المختلفة كالأحواض والانحدارات والأودية المعلقة والتلال المنعزلة وغيرها.
هـ – الخرائط الهيدروجرافية أو البحرية :
ونعنى بها الخرائط التى ترسم لتبين المسطحات المائية كالبحار والمحيطات والظواهر الطبيعية المتصلة بها وخصائصها ومن أمثلة ذلك : توزيع التيارات البحرية ، ونسب الملوحة ، والأعماق ، وكثافة المياه وغيرها .
و – خرائط الطقس والمناخ :
تعتمد خرائط الطقس والمناخ فى رسمها على البيانات التى تجمع من مراكز الأرصاد والتنبؤات الجوية ، والتى تتصل بعناصر الطقس المختلفة ، وتختلف خرائط المناخ عن خرائط الطقس فى أنها تعتمد فى إنشائها على المتوسطات أو المعدلات المناخية لعدة سنوات ، كما أنها ترسم لبيان توزيع كل عنصر من عناصر المناخ على حده .
ز – خرائط توزيع النباتات :
وترسم لبيان أنواع النباتات الطبيعية فى منطقة قد تكون صغيرة المساحة أو كبيرة لتشمل قارة أو مجموع القارات فى العالم .
ح – خرائط توزيع الحيوانات الطبيعية فى العالم أو فى جزء منه مثل قارة :
ويمكن أن نطلق على هذه الخرائط وخرائط توزيع النباتات اسم خرائط الجغرافيا الحيوية.
ط – خرائط التربة :
وترسم لتبين توزيع الأنواع المختلفة من التربة .
ل- الخرائط الفلكية :
وتبين مواقع النجوم والكواكب فى مختلف أوقات السنة ، سواء ما يرى منها فى نصف الكرة الشمالى أو فى نصفها الجنوبى.
2 – الخرائط البشرية :
تختلف عن الخرائط الطبيعية فى كونها تسجيلاً لمعلومات تتصل بجغرافية الإنسان، وانتشاره ، وأسلوب حياته ، وأنماط تركزه ، وتشمل هذه الخرائط الأنواع الآتية :
أ – خرائط توزيع السلالات أو القبائل :
وتستخدم فى رسمها عادة طريقة المساحات المتشابهة والألوان ، حيث تلون كل مساحة حسب السلالة السائدة ، بها وتختلط الألوان المتجاورة فى المناطق التى تختلط فيها السلالات.
ب – خرائط توزيع السكان :
وهى خرائط عديدة بعضها يتصل بالتوزيع العددى للسكان والبعض ينصب على دراسة أنواع الكثافات ، إلى جانب خرائط توزيع السكان حسب النوع والسن واللغة والدين والحرفة …إلخ.
ج – الخرائط الاقتصادية :
تبين توزيع الإنتاج الاقتصادى بفروعه المختلفة : الغابى، والرعوى، والزراعى، والمعدنى، والصناعى ، وحركة نقل هذا الإنتاج وتبادله بين مختلف جهات العالم وحجم هذا التبادل .
د – خرائط النقل :
توضح هذه الخرائط طرق النقل المختلفة النهرى والبحرى والبرى والسكك الحديدية والنقل الجوى وامتداد كل منها ، وقد تبين هذه الخرائط حجم الحركة على كل طريق . كما يدخل ضمن خرائط النقل أيضاً الخرائط التى تبين خطوط الملاحة الجوية والبحرية ، وحركة الموانى ، وامتداد أنابيب البترول .
هـ- الخرائط السياسية والإدارية :
ترسم الأولى لتبين الحدود السياسية بين دول العالم والعواصم والمدن الهامة أما الخرائط الإدارية فترسم لتبين التقسيمات الإدارية . وجدير بالذكر أن هذا النوع من الخرائط يتغير تبعاً لتغير الأحداث السياسية فى العالم ، وكذلك يتغير أيضاً إذا ما طرأ على التقسيم الإدارى داخل الدولة نفسها أى تغيرات أو تعديلات .
و – خرائط استثمار الأرض :
توضح نواحى استغلال الإنسان للأرض فى شتى أجزاء المنطقة ، حيث تحدد فى الخريطة الأجزاء المستغلة فى كل من المبانى ، والحقول الزراعية ، والمراعى ، والغابات، والمصانع ، والطرق ، وغيرها من نواحى الاستثمار،وتفيد هذه الخرائط فى أعمال التخطيط .
ز – الخرائط التاريخية :
وهى توضح التقسيمات السياسية للعالم وما طرأ على حدود الدول من تغيرات فى فترات معينة من التاريخ .وقد ترسم أيضاً لتبين الفتوحات والغزوات وحدود الإمبراطوريات والممالك القديمة والحديثة وتطورها .
ح – الخرائط التى ترسم لأغراض السياحة :
وتشمل خرائط للمدن أو الطرق ، وتتضمن جميع المعالم السياحية والخدمات والمرافق وكل ما يهم السائح معرفته .
ثالثاً : تصنيف الخرائط على أساس أنها خرائط كمية وخرائط غير كمية :
ومثال الأولى الخرائط البيانية أو الخرائط التى ترسم على أساس إحصاءات وأرقام . أما النوع الثانى فيشمل جميع الخرائط التى يكون أساس التوزيع فيها مساحى مثل خرائط توزيع النباتات أو الصخور .
ـ مهارات الخريطة :
هناك اتفاق بين التربويين على تصنيف مهارات الخرائط إلى قسمين رئيسين : القسم الأول ويختص برسم الخرائط ، وهو ما يسند عادة إلى الكرتوجرافيين المتخصصين ، أما القسم الثانى يتعلق باستخدام تلك الخرائط سواء كان ذلك الاستخدام من خلال المواقف التدريسية أو من خلال الحياة اليومية .
وتتكون مهارات استخدام الخريطة فى تدريس الجغرافيا من ست مهارات رئيسة هى:
1ـ مهارة اختيار الخريطة :
وتعنى اختيار المعلم للخريطة المناسبة للدرس ـ من حيث الصلة بالموضوع ، والأسلوب الكارتوجرافى ، ومستوى التلاميذ ، وحداثة المعلومات ودقتها ، والوضوح ـ من بين النوعيات المختلفة والمتعددة من الخرائط
2ـ مهارة عرض الخريطة :
لا يكفى أن يختار المعلم الخريطة المناسبة وإنما يجب أن يرتبط بذلك الأسلوب الجيد لعرضها ، من خلال الإعداد لعرض الخريطة ، واختيار التوقيت المناسب لعرضها ، وتقديمها إلى التلاميذ ، واختيار الأسلوب المناسب لملء بيانات الخريطة الصماء .
3ـ مهارة فهم الخريطة :
ويقصد بها القدرة على قراءة الخريطة وتحليل ما تحتويه من ظاهرات وتفسيرها واستنتاج المعلومات منها .
4ـ مهارة استخدام الخريطة فى التقويم :
وتعنى استخدام الخريطة فى توجيه أسئلة حول عناصر الدرس والخريطة ، أو حول العلاقات الموجودة بين الظاهرات التى تمثلها الخريطة ، أو حول الاستنتاجات التى قد تكون مفاهيم أو تعميمات أساسية ، وتوجيه أسئلة للحكم على دور الخريطة فى تحقيق أهداف الدرس ومدى استفادة التلاميذ منها فى توضيح الدرس .
5ـ مهارة صيانة الخريطة :
ويقصد بها تناول الخريطة واستخدامها بحرص بحيث لا تشوه معالمها ، وبحيث يمكن الاستفادة منها فى التدريس لأطول فترة ممكنة .
6ـ مهارة توجيه الخريطة :
ويقصد بها وضع الخريطة بحيث تنطبق اتجاهات الظاهرات الموضحة عليها مع نظائرها على الطبيعة ، أى يصبح اتجاه الشمال على الخريطة مطابقاً لاتجاه الشمال على الطبيعة .
ويلاحظ أن كل مهارة من هذه المهارات الرئيسة يندرج تحتها عدد من المهارات الفرعية فى أكثر من مستوى ، وبعض هذه المهارات يمارسها المعلم داخل الفصل فى أثناء التدريس ، والبعض الآخر يمارسها خارج الفصل حينما يستعد للدرس أو حينما يقوم بنشاط مدرسى مصاحب لمناهج الجغرافيا بالاشتراك مع التلاميذ أو بعد الانتهاء من الدرس ، وهذه المهارات الست الأساسية ليست منفصلة عن بعضها ، بل هى مهارات متصلة ومتداخلة فيما بينها ، بل هناك مهارات عديدة تعتمد على بعضها البعض .
وفيما يلى عرض تحليلى لمهارة فهم الخريطة نظراً لاقتصار الدراسة الحالية على الكشف عن مستوى أداء معلمى الجغرافيا قبل الخدمة لمهارتى تدريس المفاهيم الجغرافية وفهم الخريطة.
ـ مهارة فهم الخريطة :
القدرة على قراءة وتحليل ما تحتويه من ظاهرات وتفسيرها، واستنتاج المعلومات منها فى أقل ما يمكن من الوقت وبأقل جهد ، وتتطلب تنمية هذه المهارة المرور بخبرات مربية تتوافر فيها عناصر التوجيه والإرشاد والتدريب والممارسة والاستمرارية."
وتتكون مهارة فهم الخريطة من المهارات الرئيسة التالية :
أولاً : قراءة الخريطة . ثانياً : تحليل الخريطة .
ثالثاً : تفسير الخريطة . رابعاً : الاستنتاج من الخريطة .
وكل مهارة من هذه المهارات الرئيسة يندرج تحتها عدد من المهارات الفرعية ، وفيما يلى معالجة تفصيلية لهذه المهارات .
أولاً ـ قراءة الخريطة :
تعرفها فارعة حسن بأنها " تحديد موضوع الخريطة وتحديد الاتجاه والموقع على الخريطة، واستخدام دليل الخريطة فى ترجمة رموزها ، واستخدام مقياس الرسم ، وتحديد إمكانية الرؤية .
وتتكون هذه المهارة من المهارات الفرعية الآتية :
1 – قراءة عنوان الخريطة : تبدأ قراءة الخريطة بملاحظة عنوانها أو اسمها ، فالعنوان يخبر القارئ بمحتوى الخريطة ، ومثال ذلك الوحدات السياسية فى أفريقيا أو المتوسط السنوى للأمطار ، والعنوان جزء مهم وبالتالى فالتمهيد للتدريس يقضى تعرف مضمون الخريطة الأمر الذى يوضح للتلاميذ علاقة الخريطة بالدرس .
2 – تحديد الاتجاهات الأصلية والفرعية : هناك أربعة اتجاهات رئيسية : الشمال والجنوب والشرق والغرب .وعندما تسير فى اتجاه الشمال فإنك تسير فى اتجاه القطب الشمالى ، ويكون الشرق على يمينك والغرب على يسارك ، وعندما تسير فى اتجاه الجنوب فإنك تسير فى اتجاه القطب الجنوبى ، وعادة يكون الشمال تجاه الحافة العليا من الخريطة ، ولكن هذا الحال ليس هو الحال دائماً . فالشمال قد يكون لأعلى ، أو لأسفل ، أو فى أى من جانبى الخريطة اعتماداً على الطريقة التى رسمت بها الخريطة .
وبالطبع ليست الأماكن كلها شمالاً أو جنوباً أو شرقاً أو غرباً ، فقد تقع أماكن بين هذه الاتجاهات الأصلية ، وتعرف بالاتجاهات الفرعية " الوسيطة ". فالشمال الشرقى هو منتصف المسافة تقريباً بين الشمال والشرق ، والجنوب الشرقى فى منتصف المسافة بين الجنوب والشرق، والشمال الغربى فى منتصف المسافة بين الشمال والغرب ، والجنوب الغربى فى منتصف المسافة بين الجنوب والغرب .
3 – استخدام خطوط الطول ودوائر العرض :خطوط الطول هى أنصاف دوائر تمتد شمالاً وجنوباً على الكرة الأرضية ، وعن طريقها يتحدد بُعـد المكان شرقاً أو غرباً من خـط الطـول الرئيسى" جرينتش " . أما دوائر العرض فهى دوائر موازية لخط الاستواء . ولابد للمعلم أن يعرف هذه الخطوط والدوائر ، ويستخدمها فى تحديد المواقع سواء إلى الشرق أو الغرب من خط جرينتش ،أو إلى الشمال أو الجنوب من خط الاستواء . وتستخدم خطوط الطول فى حساب الفرق الزمنى بين مكان وآخر ، حيث إن الزمن يزداد بمعدل أربع دقائق بين كل خط طول وآخر بالاتجاه شرقاً .ويستخدم دوائر العرض فى الاستلال على النطاقات المناخية ، حيث تستخدم دوائر العرض فى تقسيم العالم إلى ثلاثة نطاقات مناخية كبرى وهى: نطاق العروض الدنيا الذى يقع بين خط الاستواء ودائرة عرض,23.5 شمالاً وجنوباً ، ونطاق العروض الوسطى أو المعتدلة الذى يقع بين دائرتى عرض 23.5 ، 66.5 شمالاً وجنوباً ، ونطاق العروض العليا الذى يقع بين دائرتى عرض 66.5 والقطبين.
4 – استخدام مقياس الرسم : مقياس الرسم هو النسبة أو العلاقة الثابتة بين الأبعاد الخطية بين نقطتين على الخريطة ، وما تمثله هذه الأبعاد بين نفس النقطتين على الطبيعة . ويستخدم مقياس الرسم فى قياس المسافة بين نقطتين على الخريطة لمعرفة المسافة الحقيقية على الطبيعة ، كما يستخدم فى حساب المساحات على الخريطة لمعرفة المساحة الحقيقية التى تمثلها الخريطة .
5 - استخدام دليل الرموز( مفتاح الخريطة ) : الخريطة تمثيل رمزى لسطح الأرض أو جزء منه ؛ لذا فهى تحتاج فى قراءتها إلى ترجمة ما تحتويه من رموز عن طريق دليل الخريطة ، وبعض هذه الرموز يمثل أشياء موجودة على الطبيعة كالأنهار والجبال ، وبعضها لا يوجد له ما يمثله على الطبيعة كالحدود السياسية وخطوط التساوى ، والدليل أمر لازم فى الخرائط لأنه يشرح ما تعنيه الرموز المختلفة والمستخدمة فى الخريطة .
ثانياً ـ تحليل الخريطة :
يعرفها تشارلز جالواى Charles Galloway بأنها القدرة على تجزئة المعلومات الجغرافية الممثلة على الخريطة إلى أجزائها المكونة ؛ لتحديد العلاقة بين هذه المعلومات ، ثم تنظيم هذه المعلومات فى كليات جديدة ، ويتطلب ذلك قدرة على التنظيم والترتيب المنسق الذى يكفل تماسك المعلومات واتصالها ، وعقد المقارنات سواء بين الظاهرات والمعلومات الممثلة على خريطة واحدة أو عقد هذه المقارنات بين خريطتين . وتتطلب هذه المهارة التمكن من مهارة قراءة الخريطة ، حيث يصعب تحليل الخريطة دون الإلمام بلغتها إلماماً تاماً .
وتتكون مهارة تحليل الخريطة من المهارات الفرعية الآتية :
1 – تحليل عناصر الدرس من خلال الخريطة : وهذا يعنى تحديد محتوى الدرس من حقائق ومفاهيم ومهارات وغيرها ، وتحديد العناصر التى يتركب منها محتوى الدرس واختيار أى منها للبدء به .
2 – تحيد مواقع الظاهرات الجغرافية ، سواء باستخدام خطوط الطول أو دوائر العرض أو هما معاً ، أو باستخدام شبكة الإحداثيات ، وهى صورة بديلة لخطوط الطول ودوائر العرض ، أى تحل محلها على المستوى الإقليمى ، وهى ضرورية فى الخرائط التفصيلية والمحلية التى لا يظهر الفرق بين أماكنها واضحاً إذا اعتمدنا على خطوط الطول ودوائر العرض .
3 – وصف الظاهرات الجغرافية : ويقصد بها القـدرة على التعبير الذاتى عن الظاهرات الممثلة ، أى تحويل المعلومات الممثلة على الخريطة من صورتها الرمزية إلى صورة لفظية شفوياً أو تحريرياً .
4 – توضيح العلاقات بين الظاهرات الجغرافية : ويقصد بها القدرة على تفهم طبيعة كل ظاهرة ممثلة على الخريطة ، ومعرفة أبعادها حتى يمكن معرفة العلاقات بين الظاهرات، ومدى التأثير والتأثر بينها . مثل إدراك العلاقة بين المناخ والنبات الطبيعى ، أو بين توزيع السكان والسطح فى منطقة ما وعلاقات التأثير والتأثر بينهما .
5 – عقد المقارنات بين الظاهرات الجغرافية : ويقصد بها القدرة على معرفة ما إذا كان هناك تطابقاً أو تشابهاً أو اختلافاً أو لا علاقة بين الظاهرات موضع المقارنة ، سواء أكان ذلك على خريطة واحدة أو على خريطتين ، أو مقارنة الظاهرات الممثلة على الخريطة مع المعلومات السابقة . ومن خلال ذلك يمكن الخروج بتعميم ما ثم تطبيقه على ظاهرات مختلفة على الخريطة.
6 – استقراء مفاهيم وتعميمات عن الظاهرة الجغرافية :توضح الخريطة الكثير من المفاهيم الجغرافية مثل الموقع ، والمكان ، والعلاقات المكانية ، والتفاعل البشرى ، والإقليم .
ثالثاً ـ مهارة تفسير الخريطة :
ويقصد بها القدرة على تفسير توزيع الظاهرات الممثلة على الخريطة كأن يقدم السبب أو الأسباب المسئولة عن توزيع ظاهرة ما بالصورة التى هى عليها ، كذلك تفسير العلاقات الموجودة بين الظاهرات ـ أى إدراك العلاقة بين الظاهرة والعوامل المسئولة عنها . ويتطلب ذلك التعامل مع المحتوى كوحدة كلية من المعانى والأفكار ، كما يتطلب القدرة على التلخيص والتعميم . ففى مهارة التحليل يتم تحليل المعلومات إلى عناصرها الرئيسة ، أما التفسير فيتطلب قدرة على فهم المعنى العام للمعلومات التى تتضمنها الظاهرات الممثلة على الخريطة؛ لذا تعتمد هذه المهارة على مهارتى قراءة الخريطة وتحليلها .
وتتكون مهارة تفسير الخريطة من المهارتين الآتيتين :
1 – تفسير توزيع الظاهرات الجغرافية : وهنا يبين المعلم السبب فى توزيع مختلف الظاهرات التى تحتويها الخريطة ، بمعنى أنه يركز على توضيح العوامل المسئولة عن وجود الظاهرة أو مدى تركزها وانتشارها فى مكان واختفائها فى مكان آخر رغم توافر الظروف التى تهيئ وجودها.
2 – تفسير العلاقات بين الظاهرات الجغرافية : وهنا يأتى المعلم بالأسباب التى تعد مسئولة عن وجود ترابط أو عدم ترابط بين ظاهرتين أو أكثر ، كأن تكون علاقة سبب أو علاقة نتيجة مستخدماً فى ذلك الخريطة .
رابعاً ـ مهارة الاستنتاج من الخريطة :
ويقصد بها قدرة المعلم على ترجمة المعلومات الممثلة على الخريطة وتفسيرها، بالإضافة إلى القدرة على الخروج ببعض النتائج الخاصة بالمنطقة التى تمثلها الخريطة ، سواء كانت هذه النتائج قائمة فعلاً ، أى استنتاجات قائمة أو استنتاجات حدثت فى الماضى أو استنتاجات مستقبلية يتنبأ المعلم بإمكانية تواجدها .ومثال ذلك أن يستنتج المعلم أوجه النشاط البشرى للسكان من دراسة الخرائط الطبيعية ؛ لذا تعتمد هذه المهارة على القدرة على قراءة الخريطة وتحليلها وتفسيرها وعلى المعلومات الجغرافية السابقة ، حتى يمكن رسم النتائج المترتبة على الظاهرات الممثلة على الخريطة .
ـ الخريطة ومناهج الجغرافيا :
تعد الخريطة وثيقة الصلة بمختلف عناصر المنهج من أهـداف ومحتوى وطرق تدريـس، وأنشطة تعليمية ، وأساليب تقويم ، ولذلك فعلاقتها بالمنهج أكيدة ووثيقة ؛ حيث يوجه من يتصدون لبناء المنهج اهتمامهم أساساً إلى الأهداف باعتبارها أساس عملية التعلم ، ويصنفون هذه الأهداف إلى أهداف معرفية ووجدانية ، وأهداف مهارية ، وفى سعيهم لتحقيق هذه المجالات الثلاثة للأهداف فى مناهجهم إنما يسعون إلى تنمية النمو الشامل والمتكامل للتلميذ ، من خلال دراسة التلميذ لهذا المنهج ، وهذا الأمر يتطلب بالضرورة استخدام الخرائط كوسيلة تعليمية فى مجال تدريس الجغرافيا ، وهم فى ذلك يسعون إلى تنمية مهارات عديدة لدى التلاميذ مثل : قراءة الخريطة وتحليلها وتفسيرها ؛ بغية الخروج من هذه القراءة والتحليل بمفاهيم وتعميمات جغرافية ؛ مما يؤدى إلى تمكن التلاميذ والطلاب من التنبؤ بالأنشطة البشرية لسكان المنطقة ، التى توضحها الخريطة ، ويصبح دور المعلم هنا هو استعمال الخرائط التى تساعده على تحقيق أهداف درسه .
بالإضافة إلى الأهداف هذه.. لابد أن تكون هناك علاقة بين منهج الجغرافيا ، الذى يترجم فى الكتاب المدرسى للجغرافيا ، والخرائط الموجودة فى هذا الكتاب ، التى يستخدمها المعلم والتلاميذ فى عمليتى التعليم والتعلم ؛ لأن الخرائط الموجودة فى الكتاب المدرسى تساهم مساهمة فعالة فى توضيح وتفسير المادة الجغرافية الموجودة بالكتاب .
كما أن اختيار المعلم للخريطة أثناء تدريسه إنما يعنى أن المعلم باستخدام هذه الخريطة بالذات إنما يحاول تحقيق هدف درسه ونقل المحتوى ، الذى يريد توصيله إلى تلاميذه لاستخدام هذه الخريطة بالذات ، سواء استخدم المعلم طريقة تدريس إلقائية ، أو مناقشة ، أو من خلال زيارة ميدانية …إلخ ؛ فالمعلم هنا يحتاج إلى خريطة تيسر له تدريسه وتحقق أهداف درسه.
ويمكن للمعلم أن يوجه تلاميذه للقيام بأنشطة تتعلق بدراسة مادة الجغرافيا ، وتدريبها على رسم الخرائط مبتدئين برسوم تخطيطية أو رسم خريطة للبيئة المحلية أو رسم خرائط متصلة بالمنهج ، وتوزيع الظاهرات الطبيعية والبشرية عليها وبما يتفق والمقرر الدراسى الذى يدرسونه.
كما أن المعلم يستخدم الخريطة فى عملية التقويم ، حيث يستخدم المعلم مجموعة من الخرائط الصماء ، ويطلب من التلاميذ توزيع ظاهرات معينة عليها ؛ ليتأكد من فهمهم وتمكنهم من دروسهم وإتقانهم لها .
ـ أهمية الخريطة فى تدريس الجغرافيا :
تكاد تنحصر أهمية الخريطة فى تدريس الجغرافيا فيما يلى :
1 – يبدأ تعليم الجغرافيا للتلاميذ من البيئة المحلية التى يعيشون فيها ، ثم يتدرجون فى دراستهم إلى البيئات الأخرى ، ثم إلى البيئة العالمية . ومن هنا يأتى دور الخريطة ؛ إذ يستطيع التلميذ أن يتعرف على بيئته عن طريق الخريطة ، التى يساهم رسمها بإشراف المعلم ، الذى يقوم بمناقشة التلاميذ فى محتويات كل خريطة رسمت ، وما بها من رموز وأفكار ، والتعليق على ما بها من معلومات ، وهذا يساعد التلاميذ على دراسة بيئتهم والبيئات الأخرى باستعمال الخرائط .
2 – تساهم الخريطة فى تنمية قدرة التلميذ على التفكير بمستوياته المختلفة من الملاحظة والتعليل والاستدلال والاستنباط ، حيث يمكن للمعلم أن يقدم للتلاميذ خريطة للضغط والرياح، ويناقشهم فيها ؛ مما يجعلهم يدركون العلاقة بينهما ، ويستنتجون أماكن سقوط المطر وكمياته، وبالتالى النشاط البشرى المترتب على ذلك فى مكان ما .
3– تساهم الخريطة فى إثارة انتباه التلاميذ واهتمامهم ، وجذبهم للدراسة ، وحث التلاميذ على المشاركة الفعالة فى الدرس ، من خلال ما يثار من مناقشات حول موضوع الدرس ، وحول البيانات التى توضحها الخريطة .
4 – تساعد الخريطة على تعلم المفاهيم الجغرافية بسهولة ، ويستعين المعلم بها لتفسير وشرح هذه المفاهيم للتلاميذ ؛ حتى يتمكنوا من تعلمها . ومن أهم المفاهيم التى تساهم الخريطة فى توضيحها : الموقع المطلق والموقع النسبى ، والمكان وخصائصه الطبيعية والبشرية ، والعلاقات المكانية وتوزيع الظاهرات الجغرافية ، والحركة والتفاعل البشرى على سطح الأرض ، والأقاليم وكيفية تكونها وتغيرها .
5 – تساعد الخريطة على توضيح كثير من الحقائق والمعلومات الجغرافية الخاصة بالإنسان وعلاقته بالبيئة والمنطقة التى تمثلها الخريطة كالموقع ، والاتجاه ، والمساحات ، والمسافات، والحقائق الخاصة بالظاهرات الطبيعية والبشرية ، وما يصاحبها من تغيرات جغرافية واقتصادية واجتماعية وغيرها .
6 – تعد الخريطة مصدراً للخبرات البديلة ، فالخريطة بالنسبة للتلميذ هى دعوة للتنقل والرؤية وللتعلم والفهم ، حيث تمكنه من تخطى حدود الزمان والمكان ، فعندما يتحدث المعلم عن ظاهرات السطح فى دولة ما فإن التلميذ لا يستطيع أن يكون تصوراً عقلياً عن مواقع هذه الظاهرات وأشكالها من خلال العبارات التى يقدمها المعلم له ، أما إذا استخدم المعلم خريطة طبيعية لهذه الدولة ، فإن ذلك يساعد التلميذ على تكوين تصوراً عقلياً واضحاً لكل منها مما يؤدى إلى الفهم الجيد والقدرة على التعبير الذاتى عن تلك الظاهرات .
7 – تساعد الخريطة على تلخيص المعلومات ، حيث تسجل المعلومات وتجمعها فى مكان واحد أمام التلاميذ، ثم أنها برموزها وألوانها تجمع فى المكان الواحد أمام التلاميذ عدة ظاهرات طبيعية وبشرية ، يستطيع التلاميذ بسهولة أن يقوموا بدراسة علاقة هذه الظاهرات بعضها ببعض . فالخرائط تحول الكثير من المعلومات إلى معلومات مركزة أكثر وضوحاً وأقرب إلى الفهم .
8 – تعد الدراسة الميدانية إحدى وسائل اكتساب المعلومات الجغرافية ، وذلك عن طريق الملاحظة الدقيقة المسجلة للظاهرات الجغرافية ، فعند التخطيط لزيارة منطقة ما أو عمل دراسات مسحية لها يحتاج الدارس إلى خريطة تفصيلية لها ليتعرف من خلالها على المنطقة وطبيعتها ، ووسيلة الوصول إليها ، كما يستخدمها فى تحديد خطوات السير فيها .
9 – يمكن استخدام الخريطة فى تقويم تعلم التلاميذ للجغرافيا ، فعند دراسة المناخ على الخريطة يستطيع المعلم أن يتعرف على مدى فهم التلاميذ للعلاقة بين الحرارة والضغط والرياح .
10 – تساعد الخريطة كما يقول ليونارد كين ورثى Leonard Kenworthy على تفسير الأحـداث الجـارية وربطها بمواقعها عالمياً ومحلياً.
ـ معلم الجغرافيا ودوره فى تنمية مهارات الخريطة :
تؤدى مهارات الخريطة دوراً هاماً فى برامج المواد الاجتماعية بصفة عامة والجغرافيا بصفة خاصة ، ولذلك فإن إتقان معلم الجغرافيا لمهارات قراءة الخريطة وتفسيرها واستخدامها يعد من الكفايات الأساسية فى برامج إعداد المعلم قبل الخدمة .
إذ تقع على عاتق المعلمين مسئولية تعليم مهارات الخريطة ، مثلما يتوقع منهم تعليم المهارات والمعارف فى مجالات المنهج الأخرى ؛ فمهارات الخريطة تكون حيوية بقدر حيوية وأهمية المهارات فى مجالات التعلم الأخرى ، واكتساب التلاميذ لهذه المهارات يتوقف على كم الفرص التى يتيحها المعلم لتلاميذه لتنمية المعارف المطلوبة .
ويؤدى عدم تمكن المعلمين من الكفايات التدريسية المتعلقة بمهارات الخرائط إلى وجود صعوبات كثيرة فى تعلم الطلاب لهذه المهارات ، سواء من خلال طرق التدريس التى يتبعونها أو الوسائل التعليمية التى يستخدمونها.
من خلال ذلك يتضح مدى أهمية تمكن المعلم من مهارات قراءة الخريطة ، وتأثيره على تعليم الطلاب تلك المهارات ، ولذلك أوصت العديد من الدراسات بتوجيه المزيد من الاهتمام بمهارات الخريطة وقراءتها واستخدامها أثناء تدريس المقررات الأكاديمية ، ومقررات طرق التدريس للطلبة المعلمين ؛ نظراً لما للممارسة التطبيقية من أثر على تعلم الطلاب للمفاهيم والمهارات الأساسية المرتبطة بالخرائط ، فضلاً عن أن تعلم هذه المهارات أصبح الآن ضرورة لكل فرد فى المجتمع ، وكذلك إتاحة الفرصة للمعلمين فى أثناء الخدمة للتدريب على مهارات الخريطة وكيفية تدريسها .
المراجع
1 ـ أحمد إبراهيم شلبي: تدريس الجغرافيا فى مراحل التعليم العام ، القاهرة ، الدار العربية للكتاب ، يناير، 1997.
2 ـ ـــــــــ وآخرون : تدريس الدراسات الاجتماعية بين النظرية والتطبيق ، القاهرة ، المركز المصرى للكتاب ، 1998.
3 ـ أحمد حسين اللقانى، وبرنس أحمد رضوان: تدريس المواد الاجتماعية، ط ،1 القاهرة ، عالم الكتب، 1974.
4 - ـــــــــ ، وآخرون : تدريس المواد الاجتماعية ، الجزء الأول ، القاهرة ، عالم الكتب ، 1990.
5 - ـــــــــ ، وعلي أحمد الجمل : معجم المصطلحات التربوية المعرفة في المناهج وطرق التدريس، ط2 ، القاهرة ، عالم الكتب، 1999.
[font:eae5=Simplified Arab