"اكثروا من ذكر هادم اللذات"

بسم الله الرحمن الرحيم


"الحمد لله الذي تواضع لعظمته كل شئ ، الحمد لله استسلم لقدرته كل شئ.
الحمد لله الذي ذل لعزته كل شئ ، الحمد لله الذي خضع لملكه كل شئ "

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:
"اكثروا من ذكر هادم اللذات"
فنحن
بهذه الدنيا كعابر سبيل يستظل بشجره ثم يغادرها ...والروح التي هي سبب
الحياة لايعلمها إلا الله وحده فمهما فقد الانسان من اعضائه فلن يكتب له
الموت إلا بخروج تلك الروح
والانسان يموت موتتان موته صغرى وهي عند
النوم فهنا تخرج الروح او بالاحرى تنسل الروح لترتفع فوق صاحبها مسافه
ليست بالبعيده ليرتاح منها الجسم ويتسنى له النوم فالجسد والروح كالفارس
والفرس فالفرس لاتستطيع الراحه ولا النوم مدام الفارس يمتطيها فإن نزل
عنها ارتاحت ونامت وهي بالمثل وبخروج روح النائم تتعطل اعضائه عطلآ مؤقتآ
فلاعينه ترا ولاانفه يشم ولكن كان اقرب هذه الاعضاء للروح هي الاذن فهي
كالحبل الذي تشد به تلك الروح عند سماع صوت عالي فتبادر تلك الروح بالرجوع
لصاحبها وإعادة تشغيل اعضائه.... لذلك كان واجب علينا إذا استيقضنا من
النوم ان نقول الحمد لله الذي احيانا بعد ما اماتنا واليه النشور إذا كان
فالصباح وفي المساء نستبدلها بقول اليه المصير
واما الموته الكبرى
فهي الموته التي ليس بعدها حياة وتخرج فيها الروح من الانسان بعسر متفاوت
فالمؤمن تستل روحه منه بحسب عمله فإن كان صاحب معاصي والمعاصي طبعآ
متفاوته هناك الكبائر وهناك الصغائر والاصرار على الصغيره كبيره عند الله
كان خروجها منه اشد ممن هون اقل ذنوب وهكذا ولكن لن ينجوا من سكراتها احد
فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول وهو يحتضر لابنته فاطمه وهي ترش وجهه
بالماء ( إن للموت لسكرات إن للموت لسكرات ) هذا وهو خيرة الخلق .. والبصر
يشخص اثناء الموت لانه يتبع الروح وهي خارجه لذلك كان علينا اغماض عين
الميت
واما الكافر شبه الرسول صلى الله عليه وسلم خروج روحه كأنك تخرج الشوكه المليئه بالرؤس من داخل قطن لصعوبة الامر عليهم
فيأخذ
الله اكثر الناس ترف و نعمه من اصحاب المعاصي او الشرك او الكفر فيغمسهم
الله غمسه واحده بالنار ثم يسألهم ارأيتم خير ونعمه قط في حياتكم فيقولون
لا مارأينا في حياتنا خيرآ قط لانهم نسوا كل حياتهم من غمسه واحده وبالعكس
تمامآ من المؤمن الفقير فيأتي الله بأفقر الناس حالآ يوم القيامه ويغمسه
غمسه واحده بالجنه ويقول له هل رأيت فقرآ قط في حياتك فيجيبه مارأيت في
حياتي فقرآ قط
و الموت لايعرف صغيرآ ولا كبيرآ ولا مريضآ ولا سليمآ
..فلا صاحب له.. ولا جواز للمرور .. ولا هويه .. انما هو ملك اسمه عزرائيل
يأتمر بأمر الله ..
فإن كتب الله للإنسان الموت ببلد غير بلده سبب له الله الاسباب ليذهب برجله الى حتفه دون ان يشعر فهو من علم الغيب
واعلم ان من قربت منيته قطع رزقه من الدنيا قبل مماته بأربعين يوم
ومن
اراد الله له الجنه حتى وإن كان عاصي لانه ربما يكون عمل عمل ارضى الله
عليه إلى يوم القيامه فأوجب له الله الجنه فإن الله يجعل له سبب لهدايته
وبعدها يموت فتجده ضال وقبل مماته بفتره وجيزه يهتدي والعكس صحيح ممن
يظهرون التدين وهم منافقون
ولله سنه في خلقه ان امرنا بغسل الميت
وتكفينه والصلاة عليه فغسله ليقابل الله طاهر كما يحب وتكفينه لستر عورته
لان المؤمن محترم حتى في مماته وكان الكفن موحد لانهم عند الله سواسيه وان
اقربهم له اتقاهم ليس اغناهم والصلاة عليه لانها من احب العبادات لله وهي
العهد الذي بيننا وبين الكفار.....إلا في حالة المجاهد فأمره وموته عظيم
فلا يحس بخروج الروح ولا يغسل ولا يكفن لان الملائكه هي التي تتكفل بذلك
كرامه له من الله فيدفن تلقائيآ ليقابل الله على هيئة المجاهد كما مات
وبالنسبه
لسؤال الميت عن الموت فالميت يجاوب علينا دون ان نسأله ودون ان يتكلم
فأحضر مغاسل الموتى وترى بعينك عجب العجاب فالتقي المرضي لله تفوح منه
رائحة المسك وتجده مبتسم وإن كان شيخآ تذهب تجاعيد وجهه بلحظه وهذا رأيته
بعيني
وإن كان فاسق ينقلب لونه اغمق مما هو عليه ويصل احيانآ للسواد
ومتجهم الوجه وربما صب الصديد من اذنه إن كان ممن يسمع الاغاني اسأل الله
العافيه

اللهم انا نسألك حسن الخاتمة في الدين والدنيا والآخره

نسأل الله لنا ولكم الجنه