عباءة الأزهر والتيارات الدينية

من أهم ثمار الثورة المباركة التي قادها الشباب وشارك فيها كل فئات
المجتمع. هو إحياء التيارات الإسلامية المختلفة التي كانت لا تستطيع أن
تتفوه ولو بالقليل أثناء حكم النظام البائد.
.. وأهم هذه التيارات جماعة
الإخوان المسلمين التي كانت تسمي بالمحظورة التي كان لها نصيب الأسد في
قيادة الثورة والوصول بها إلي بر الأمان. وكذلك جماعة السلفيين والتي كانت
تعمل بحساب المد والجزر لدي أجهزة النظام وأيضاً خروج قيادات الجماعات
الإسلامية المختلفة من المعتقلات والسجون والتحدث لوسائل الإعلام عما يجيش
في صدورهم وما يأملونه في الفترة القادمة. وأيضاً الجمعية الشرعية وأنصار
السنة والصوفية وغيرهم.
وواقع الأمر أن هذه التيارات الإسلامية منذ
ظهورها أحدثت "فزاعة" من نوع جديد في الشارع المصري. فالبعض يري أنه إذا تم
تمكينها فسوف تقضي علي الأخضر واليابس. وتحدث من الفتن والمشكلات ما لا
يحمد عقباه من قتل وتدمير وتطبيق عشوائي للحدود بداية من قطع الأذن وصولاً
إلي الرقبة كلها. وأن المسيحيين في مصر لا مكان لهم في هذا العالم الجديد.
والحقيقة
أن هذه النظرة المغلوطة إلي التيار الإسلامي ترجع إلي السياسة الإعلامية
الفاسدة التي كانت تدير البلاد في العهد القريب مما كان له أكبر الأثر علي
فكر ورأي الجماهير وهذا مخالف للواقع ومغاير للحقيقة. فغالبية هذه التيارات
تلتزم بمبادئ الإسلام السمحة التي تدعو لاحترام الآخر وإلي العدل والسماحة
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والدعوة إلي الله بالحكمة والموعظة
الحسنة.
.. ومما ساعد علي انتشار هذه "الفزاعة" هو ما رأيناه من خلافات
حادة بين أنصار هؤلاء وتلك. وغياب التنسيق بين القيادات فيها.. لذلك أري
أنه يجب أن تتعاون هذه الجماعات علي وأد هذه الأفكار التي حيكت في حقها
وركزت في أذهان الناس وهم منها براء. وذلك لن يتأتي إلا بالتوحد والعمل تحت
راية واحدة وهي عباءة الأزهر الشريف.. فهل تجلس هذه الجماعات مجتمعة
برعاية شيخ الأزهر تختلف وتناقش للوصول إلي طريق واحد بالتعاون مع الأزهر
بالسفينة إلي بر الأمان؟!
* * *
* وختاماً .. قال الشاعر:
ومَن تَكُن العَلياء هِمَّة نفسه