انوار المستقبل التعليمي
مرحباً بك فى منتدي انوار المستقبل التعليمي
لتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه بالضغط علي قائمة التسجيل

بالتوفيق ان شاء الله لكم جميعاً
المدير العام للمنتدي
انوار المستقبل التعليمي
مرحباً بك فى منتدي انوار المستقبل التعليمي
لتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه بالضغط علي قائمة التسجيل

بالتوفيق ان شاء الله لكم جميعاً
المدير العام للمنتدي
انوار المستقبل التعليمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
انوار المستقبل التعليمي


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 اربع اشقاء أطباء ثلاثة منهم اساتذة و انظر كيف التفوق الدينى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ريحانة
عضو فعال
عضو فعال
ريحانة


انثى
الدولة : مصر
عدد المساهمات : 742
تاريخ التسجيل : 08/05/2010
العمر : 30
تاريخ الميلاد : 13/01/1994

اربع اشقاء أطباء ثلاثة منهم اساتذة و انظر كيف التفوق الدينى Empty
مُساهمةموضوع: اربع اشقاء أطباء ثلاثة منهم اساتذة و انظر كيف التفوق الدينى   اربع اشقاء أطباء ثلاثة منهم اساتذة و انظر كيف التفوق الدينى Emptyالإثنين 29 نوفمبر - 5:35

تدين و هم ثلاثة اساتذة فى كلية اطب
والرابع طبيب نشر الدين فى الملايين
أ .د جمال برهامى حاصل على عشرة دكتوراه
يأتيه اطباء المان و أمريكان ليتعلموا منه
لو رايته فى عيادته فى المنطقة الراقية
ربما تظن أنه يعمل بواب من الزهد و التواضع
95 بالمائة من عمله جراحه و كشف بالمجان
اليكم قصة هذه الاسرة
حاوره وقدم له دكتور ناجح ابراهيم
1_ نشأة الشيخ فى بيت متدين ورحلته العلمية.
2_الابتلاء بالسجن فى الثمانينات ورفقة اخيه الحبيب د احمد فريد فى السجن ومواقف زنزنانية
3_ رحلته للشيخ بن باز و الشيخ بن عثيمين ومحبة الشيخين له
4_ لقاءه بالشيخ د. المقدم فى السبعينات و التنسيق الدعوى
5_فصل عن رفيق عمره و حبيب قلبه د .احمد حطيبة و شقيقه أ.د جمال برهامى
5_ الكلام على مبادرة الجماعة الاسلامية بترك الصدام المسلح مع الشرطة وامن الدولة.
6_ قضايا اخرى هامة جدا.
حوار موقع الجماعة الإسلامية مع الشيخ ياسر برهامي
وقفات إنسانية في حياتي، ج1 من حوارنا مع د. ياسر برهامي
حاوره وقدم له د. ناجح إبراهيم
الدكتور/ ياسر برهامي من أعلام الدعوة إلى الله عامة والسلفية خاصة. وهو من القلائل الذين أكرمهم الله بالجمع بين أمور كثيرة من الخير، وعلى رأسها الدعوة إلى الله، وتربية الناس في زمن عز فيه المربون الصالحون، وتخفيف آلام المرضي، والرفق بهم ورحمتهم.
فعيادته هو وشقيقه الطيب المتواضع الأستاذ الدكتور/ جمال برهامي أستاذ جراحة التجميل من العيادات النادرة في الإسكندرية ومصر، التي ترفع شعار الزهد في الدنيا داعية المريض الفقير صراحة بأنه يمكنه ألا يدفع ثمن الكشف أو يدفع ما معه أو ما يقدر عليه منه دون حرج.
وقد سمعت بنفسي قصصاً كثيرة لإخوة وفقراء عاديين وسعهم الدكتور ياسر بشفقته ورحمته وعطفه، ولم يقتصر ذلك عن تنازله عن أجر الكشف فحسب، بل يصل في كثير من الأحيان إلى تيسير الدواء لهذا المريض، أو إرساله إلى طبيب آخر يحتاجه المريض؛ ليقوم هذا الأخير بإكرام هذا المريض وعلاجه مجاناً في زمن عز فيه الإحسان والمحسنون.
إن عطاء الدكتور ياسر برهامي في هذا قد يفوق عطاءه في الدعوة والتربية وتعليم الناس العلم النافع.
ففي كثير من الأحيان يسبق ياسر الطبيب صانع الخير ياسر الداعية المبلغ للرسالة.
وكلا العملين دعوة إلى الله، ولكن صنع الخير أقوي أثراً من الكلمات وأكثر قوة في النفوس؛ إذ أن كلمات الدعاة تنسى، ولكن مواقف الرجال لا تنسى، وصنع المعروف لا ينسى. ولذلك فإن الدعوة بالقدوة أبلغ أثراً من الخطابة والكلمة، وهذا والله ما ينبغي معرفته عند عامة الدعاة وخاصتهم.
وهذه خديجة تقول لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فَوَاللَّهِ لاَ يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، فَوَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِى الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ)، فذكرت معروفه، ولم تذكر تبتله للعبادة وانقطاعه لها في غار حراء.
لقد جمع الدكتور ياسر بين خصال عديدة من الخير والمعروف، قلَّ في هذا الزمان من يجمع بينهم؛ فلا الأوقات أو الصحة أو الطاقة الإيمانية أو النفسية تدرك كل هذه الخيرات، ولكن أولو العزم هم اللذينَ يستطيعون الولوج إلى الخير والبر من أبواب كثيرة، ويحاولون تحصيل أكبر قدر من شعب الإيمان.
وهذا والله يتطلب جهداً عظيماً ومجاهدة كبرى وهمة عالية. فكيف تتصور إنساناً يقوم ليصلي الفجر في وقته في المسجد، ويصوم أيام التطوع، ويحاول جهده قيام الليل، وهو في الوقت نفسه يحافظ على عمله في الوحدة الصحية، ويذهب إلى عيادته الخاصة، يقضى حاجات الناس، ويشرف على موقع صوت السلف، ويصنف الكتب، ويستقبل الناس، ويحل المشكلات.
إنها والله بركة العمر التي وهبها الله من قبل لأمثال النووي وابن تيمية، فقاموا بأعمال عظيمة للدين في سنوات قليلة. هذا والله هو التفسير الوحيد،. إنه التوفيق من الله (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
وقد أثقلنا على الدكتور ياسر وأخذنا من وقته الكثير والكثير للإجابة على هذه الأسئلة.
ونحن نشكره على استجابته لدعوتنا للحوار معه عبر الانترنت، وأرجوا له كل التوفيق.
ونعدكم قريباً بحوار أخر مع الدكتور الإنسان/ جمال برهامي.

أولا وفي البداية، نرحب بفضيلة الدكتور ياسر برهامي.
أولا: أقول لكم: جزاكم الله خيراً على هذا التواصل الذي تحتاجه حركتنا وصحوتنا الإسلامية، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعمل بطاعته ونصرة دينه، وإعلاء كتابه، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يجمعنا دائماً على ما يحب ويرضى في الدنيا، ويوم القيامة في جنته.

دكتور/ ياسر، حدثنا عن بطاقتك الشخصية بشيء من التفصيل؟
اسمي "ياسر حسين محمود برهامي حشيش".
ولدت في يوم الثلاثاء 25من صفر1378هـ، الموافق 9سبتمبر 1958م في مدينة "كفر الدوار- محافظة البحيرة"، حيث كان الوالد -رحمه الله- يعمل مهندساً في شركة "كفر الدوار للغزل والنسيج".
وبعد أشهر انتقلت الأسرة إلى "الإسكندرية" حيث قضيت معظم سني عمري.
ووالدتي -رحمها الله- ربة منزل، وكان والدها "الشيخ/ محمد الطوخي" -رحمه الله- من رجال الأزهر.
وأنا الأصغر في إخوتي: د/ آمال، ثم د/ سناء -رحمها الله-، ثم د/ جمال الدين، وبيني وبينه ثمان سنوات.
وكان خامسنا عمي د/ برهامي الذي أخذه والدي -رحمه الله- لتربيته عنده بعد وفاة والدهما -رحمه الله- فنشأ كأخ أكبر لنا، وبحمد الله كان التدين هو السمة الظاهرة في الأسرة.
انتهيت من دراستي الثانوية سـنـ1976ـة م بتفوق -بحمد الله- ودخلت كلية الطب، وانتهيت منها سـنـ1982ـة م بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف.
وتزوجت سـنـ1989ـة، ولي ثلاثة أولاد: محمد 16 سنة، والحسين 13سنة، ومريم 7 سنوات.
وحصلت على ماجستير طب الأطفال سـنـ1992ـة م، وليسانس الشريعة الإسلامية من "جامعة الأزهر" فرع دمنهور بتقدير جيد جداً سـنـ1999ـة م.


لم تتحدث من قبل عن أولادك؟ وماذا ترجوه لهم في الدين والدنيا؟ وما هي طريقتك العملية في تربيتهم؟ مع ذكر نماذج عملية في تربية الأولاد مرت بك شخصيا وتحب أن يعرفها القراء؟ كيف يتعامل د/ ياسر الأب مع ابنه المراهق؟
محمد ابني الأكبر عمره 15 عاما في الصف الثاني الثانوي حفظ القرآن، وإن كنت أرجو له مزيد الإتقان فيه، وأرجو له أكثر صدق الالتزام، والعمل بالقرآن، وطلب العلم، والاجتهاد في العبادة، حتى يكون من العباد العاملين الدعاة إلى الله، وأدعو الله أن يوفقه لما فيه الخير له في دنياه وأخراه، فهو يريد أن يدخل كلية الطب، ولا ندري أين الخير، فأسأل الله له ولإخوته خير الدنيا والآخرة ما علمنا منه وما لم نعلم.
أما الحسين فعمره 13عاما في الصف الأول الإعدادي، أرجو الله له التوفيق في طاعته، وأن يعافيه مما يشغل عنها، وأن يوفقه في أن تكون اهتماماته في العلم النافع، والعمل الصالح، والدعوة إلى الله، والصحبة الصالحة. "
كثير من الإخوة يطلب أن يكون أبناء الشيوخ وأبناؤهم أيضا مثاليين بلا أخطاء، بل وبلا لهو ولعب!، كيف والمجتمع يؤثر فيهم أكثر مما نؤثر نحن؟، فالتوازن والواقعية في التربية أمر لابد منه.
"
وأما الصغيرة مريم فسبع سنوات في الصف الأول الابتدائي الأزهري، مازالت زهرة بلا شوك، أسأل الله أن يحفظها، ويرزقها من فضله ورحمته عفة وحياءً وحباً لله ورسوله.
وملخص ما أرجوه لهم ما قاله أخونا الشاعر عثمان على لساني في المعتقل:

محمد يا بني دعوت ربـــي
بأن تهدى وبالتقـوى تحـــف
سلامي للحسين من فؤادي
سلام من فؤاد لــــه يــــــرف
دعوت الله أن تحيى سعيدا
مقيما في الصـــلاح وما تكف
فبحر الحب للأبناء جــــــار
فما يخفى الــــوداد وما يجف
مريم ابنتي نور العيــــــون
لها مني نصـيحة لـم تـــــزف
أذكرها الحياء مع العفـــاف
وأرجـــــــوها عن الدنيا تعف

وأما عن مثال لموقف تربوي: فأنا أحاول أن أحقق لهم التوازن بين الجد واللعب، حسب ما يقتضيه سنهم، فلا أمنعهم من مباح ممكن، مع عدم التفريط في واجبات دينهم ودراستهم.
وإن كان الأمر ليس سهلاً، ولكني أحاول استيعاب الموقف خاصة مع كثرة الممنوعات لدينا، والتي لا نستطيع أن نفرط فيها، فلا يوجد لدينا تليفزيون، ولكن يوجد كمبيوتر، ولا يمكن السماح بالسينما ولا بالشواطئ في فترات الازدحام والصيف والاختلاط والمنكر.
ولكن توجد رحلة سنوية للإجازة، ورحلات أسمح بها مع زملائهم ومدارسهم، وهم يلعبون بالمنزل فهذه طاولة الصالون والنجفة مكسرة من لعب الكرة، وأمهم حزينة لذلك، ومع ذلك لابد لهم من اللعب.
وكثير من الإخوة يطلب أن يكون أبناء الشيوخ وأبناؤهم أيضا مثاليين بلا أخطاء، بل وبلا لهو ولعب!، كيف والمجتمع يؤثر فيهم أكثر مما نؤثر نحن؟، فالتوازن والواقعية في التربية أمر لابد منه.
وفي البداية والنهاية الدعاء والتضرع إلى الله أن يكونوا صالحين من أهل الجنة.

كيف يتعامل د/ ياسر الأب مع ابنه المراهق؟ "
إن التربية بالحب وتنميته بالمشاعر الصادقة بين الطرفين هو أعظم أهمية من التوجيه المباشر والنصيحة الجافة
"
مرحلة المراهقة مرحلة حساسة جدا وتعاملي مع الأولاد فيها أجتهد فيه أن أبتعد عن العنف، ومحاولة الدفع غير المباشر إلى صحبة صالحة بعيدا عن أصدقاء السوء، مع التوازن والواقعية كما ذكرتهما في الإجابة السابقة، والتي يدل عليهما قول عائشة -رضي الله عنها-: (فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ الْحَرِيصَةِ عَلَى اللَّهْوِ).
ثم إن التربية بالحب وتنميته بالمشاعر الصادقة بين الطرفين هو أعظم أهمية من التوجيه المباشر والنصيحة الجافة التي يسديها البعض لأولادهم كأوامر عسكرية من قائد لجنوده في حالة حرب وطوارئ مستمرة، تجعل المنزل عند الأولاد كمعتقل يلزم الفرار منه، أرجو من الله أن أنجح.
وهناك سلسة شرائط "كيف نفهم المراهقين" للشيخ محمد إسماعيل. في فن التعامل مع المراهقين، وكتاب الشيخ سعيد عبد العظيم "الإشكالية المعاصرة في تربية الطفل المسلم" يمكن الرجوع إليهما.


حدثنا عن ياسر برهامي الطالب بالمدرسة الثانوية... آمالك... نشاطاتك الدعوية... أفكارك... زملائك في الدعوة... ذكرياتك الجميلة.
ثم جاءت المرحلة الثانوية مؤكدة على نفس التوجه من خلال الاشتراك في الجماعة الدينية بمدرسة اسمها جمال عبد الناصر الثانوية العسكرية، وكانت تحت إشراف الأستاذ -الدكتور حالياً- "شاكر القطان" ذي الاتجاهات الإخوانية، مثل التي ذكرت عن عمي ووالدي، ولم يكن يحجر علينا في شيء، بل كان يمثل لنا الغطاء الآمن للعمل في المدرسة، وكان لمجموعتنا التي شاركت العمل في الجماعة الدينية الأثر الكبير على بعضنا البعض.
كان معي في الفصل 1/2، ثم 2/2، ثم 3/2، وفي الجماعة الدينية أخي الحبيب رفيق العمر، الذي له المنزلة الخاصة جداً عندي "الشيخ/ أحمد حطيبة"، وكان كل منا معيناً للآخر على زيادة العلم والالتزام والدعوة.
ولا أزال أتذكر أبيات شعره التي كتبها لي إهداء لنسخة من الجزء الثامن من الأجزاء الصغيرة من كتاب فقه السنة، وكذلك كنت أكتب له الإهداء على الكتب.
وكذا الأخ الحبيب "د/ مصطفى خليل"، وتوطدت العلاقة جدا بيننا في الدراسة والإجازة الصيفية، ورحلات المدرسة المشتركة وظلت هذه العلاقة -بحمد الله- إلى يومنا هذا، على هذا الحب الذي أرجوه صادقاً خالصاً في الله -تعالى-، وأن يجمعنا يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
أرجو أن يكون لأبنائي مثل إخواني هؤلاء تعاونا على البر والتقوى، وبعداً عن الفساد والمنكرات.
أتذكر يوم أن بلغنا وجوب إعفاء اللحية، وراجعتها من "فقه السنة"، وذلك قبل أن نلتقي بالمشايخ الكرام "د/ محمد إسماعيل"، و"د/ أحمد فريد"، و"د/ سعيد عبد العظيم"، إذ هم يكبروننا بنحو الست سنوات، فنقلت هذا الأمر لإخواني فأطلقنا اللحية جميعاً قبل أن ندخل الجامعة، وكان نجاحنا بتفوق في الثانوية العامة، حيث دخلنا أنا و"د/ مصطفى" كلية الطب، ودخل "د/ أحمد حطيبة" طب الأسنان، والتقينا بإخواننا في الجامعة فكانت مرحلة جديدة من العمل الدعوي وطلب العلم.

كيف ترى بعد عمرك الطويل في الدعوة إلى الله أمثل الأساليب لهداية الشباب وخاصة في مرحلة المراهقة؟
إن من أهم الوسائل لهداية الشباب -بعد التأثير الأساسي للأسرة- الصحبة الصالحة، ويكفي في أهمية ذلك قول الله تعالى في الحديث القدسي: (هُمُ الْقَوْمُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ)، ونصيحة العالم للتائب مِن قتلِ مائة نفس فإنه قال له: (انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدِ اللَّهَ مَعَهُمْ وَلاَ تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ)، ثم مصاحبة الكتاب النافع، وملازمة المسجد، ولعلها كانت -بفضل الله تعالى- من أسباب التزامي، جعلنا الله من المهتدين.

من هو أول داعية نقش في قلبك وجوارحك معاني الإسلام والدعوة والتربية الإسلامية العظيمة،. وهل لنا أن تذكر لنا بعضا من ذكرياتك معه؟
الحقيقة أن زمن الشباب بالنسبة لنا كان عدد الدعاة والشيوخ فيه قليلاً، كما ذكرت في مرحلة الستينات كان الأثر الأول لوالدي وعمي.
وفي السبعينات أذكر خطيباً مؤثرا اسمه "الأستاذ صادق" لا أدري أين هو الآن؟ كان يأتي في الصيف يخطب في مسجد "الشهيد عزت" بجوار منزلنا، وكان أسلوبه يتميز بالسمو الفكري، فكانت تعجبني خطبته.
ثم "الأستاذ/ شاكر القطان" المشرف على الجماعة الدينية، ثم الشيوخ الأفاضل شيوخ "الدعوة السلفية" الحاليين "د/ محمد إسماعيل"، و"د/ أحمد فريد"، و"د/ سعيد عبد العظيم"، و"الشيخ محمد عبد الفتاح" "أبو إدريس".

لماذا اخترت كلية الطب بالذات؟ وهل ترى أن مهنة الطب هي أقرب المهن لخدمة الدعوة الإسلامية دون رياء ولا سمعة؟ "
ولا أشك أن مهنة الطب من أعظم المهن تأثيراً في الناس مع حسن الخلق، وترك الكبر والرياء
"
كنت وأنا صغير كثيراً ما أمرض، وكثيراً ما تذهب أمي بي للأطباء، وكان تعاملهم مختلفا ومتفاوتا، منهم من أحببته، ومنهم من كنت أكره الذهاب إليه، فكانت تحدثني نفسي دائما أن أكون طبيبا، وطبيب أطفال على وجه التحديد، ألاعبهم وألاطفهم، وأخفف عنهم آلامهم، وكبرت معي هذه الرغبة حتى تحققت -بفضل الله-.
ولا أشك أن مهنة الطب من أعظم المهن تأثيراً في الناس مع حسن الخلق، وترك الكبر والرياء، عافانا الله من كل أمراض القلوب.

عيادتك أنت وشقيقك صانع الخير الأستاذ الدكتور/ جمال برهامي , أستاذ الجراحة، وشقيقتك أ.د/ آمال برهامي (أستاذة الجلدية)،. هي العيادة الوحيدة التي قرأت بداخلها يافطة مكتوب عليها كلمات جميلة أعجبتني جدا وهي: "أخي إذا لم تستطع دفع الكشف فلا تستح أن تطلب الإعفاء منه أو بعضه "،. هذه الكلمات هزتني من الداخل؟ فما هي قصة هذه الكلمات؟ ومن الذي تأثرت به من الأطباء في فعل الخير حتى صارت أسرتكم الطيبة علماً في صنع الخير للناس؟
حقيقة هذه الكلمات كتبتها من أول ما افتتحت العيادة سـنـ1984ـةم، ولم تزل هذه نيتي قبل أن أتخرج، لا أتذكر أني وجدتها عند أحد، ولكنها هبة من الله مَنّ بها علي، وأوجدها في نفسي، طبقها معي أخي الحبيب "د/ جمال الدين برهامي" -حفظه الله- الذي أحبه في الله قبل كونه شقيقي؛ فنعم العون كان لي، يوم أن أطلقت لحيتي وقف بجانبي، ووقتها لم يكن هو قد التحى بعد، ثم أطلقها بعد ذلك، ويوم أن رغبت في السفر للعمرة وقف أيضا بجانبي وهو الذي أوصلني إلى الميناء، ودائما كنا معا على الخير -بحمد الله-.
وقد كانت رغبتي عجيبة عند أهل زماننا، حيث كان الحج والعمرة لكبار السن فقط، ولم يكن يطلق لقب (الحاج) إلا على كبار السن.
وأما "د/ آمال" ففي طبعها وفطرتها خدمة الآخرين خصوصاً الضعفاء والفقراء -حفظها الله وسددها-.

بماذا تنصح الطبيب المسلم لكي يجمع بين الدين والدنيا، وأنت من القلائل الذين جمعوا ذلك؛ إذ أن كثيرا من الدعاة الأطباء تركوا الطب وتفرعوا للدعوة؟
أنا أنصح بتنظيم الوقت وتقسيمه بين الواجبات المختلفة، ومع الدعاء وطلب البركة من الله وإعطاء كل ذي حق حقه يمكن الجمع -إن شاء الله- بين الطب والعلم والدعوة إلى الله.

إلى هنا ينتهي الجزء الأول من حوارنا الثري مع الداعية الشهير والطبيب الناجح د/ ياسر برهامي، مع وعد بلقائكم في الجزء الثاني من حوارنا معه قريباً إن شاء الله. وله منا كل الشكر على تفضله بالإجابة على أسألتنا؛ فقد أخذنا من وقته الثمين الكثير والكثير
تابعونا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ريحانة
عضو فعال
عضو فعال
ريحانة


انثى
الدولة : مصر
عدد المساهمات : 742
تاريخ التسجيل : 08/05/2010
العمر : 30
تاريخ الميلاد : 13/01/1994

اربع اشقاء أطباء ثلاثة منهم اساتذة و انظر كيف التفوق الدينى Empty
مُساهمةموضوع: رد: اربع اشقاء أطباء ثلاثة منهم اساتذة و انظر كيف التفوق الدينى   اربع اشقاء أطباء ثلاثة منهم اساتذة و انظر كيف التفوق الدينى Emptyالإثنين 29 نوفمبر - 5:36

حاوره وقدم له د.ناجح إبراهيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فبعد أن لاقى الجزء الأول من حوارنا مع الدكتور ياسر برهامي هذا القبول الواسع، فإنه يسعدنا أن نقدم الجزء الثاني من حوارنا معه، حيث نناقش معه في هذا الجزء ذكرياته في المعتقل، وما هي أهم ما استفاده من مدرسة الابتلاء، ومن هم شيوخه في العلم، وما هو رأيه في الدعاة الجدد، كما يحدثنا كذلك عن آماله وطموحاته، وكلها تنصب على الدين والآخرة.
فهيا بنا نتابع سويا هذا الحوار الثري مع الداعية الدكتور ياسر برهامي.


عشت فترة في السعودية في السبعينات، سمعت فيها من الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي السعودية الأسبق -رحمه الله- فهل تذكر لنا شيئاً عن أهم ما يميز هذا الرجل في العلم ومساعدة الناس وصنع الخير؟ وماذا تقول للذين يسيئون إليه اليوم؟
ـ الشيخ "عبد العزيز بن باز" -رحمه الله- كان طوال الوقت في قضاء حوائج المسلمين، لا يسد بابه عن أحد ولا شفاعته، في فترة الشهور الأربعة التي قضيتها سـنـ1979ـةم في مكة المكرمة كنت مواظباً على حضور مجالسه، وبيته كان مفتوحاً لكل داخل مع الغداء والعشاء مع الشيخ.
ودون طلب منا لما لاحظ مواظبتنا على الحضور والسؤال، بادر إلى دعوتنا عن طريق سكرتيره الخاص إلى الحج ضمن هيئة التوعية الإسلامية، ووفر لنا سكنا في شقق دار الحديث المكية.


فما الظن بمن كان يطلب منه -رحمه الله-.
ولما حدثت أحداث الحرم المعروفة بفتنة "جهيمان" دخل بعض إخواننا إلى الحرم من باب الاستطلاع، ولم يكونوا من المشاركين في الفتنة، فحبسوا داخل الحرم حتى قبض عليهم وظن أنهم من المشاركين، وقد نجانا الله من ذلك بتزكية "الشيخ ابن باز" -رحمه الله- لمن كان يرغب منا في دخول جامعة أم القرى، فجعلها الله سبب لمعافاتنا، وكنت أيامها مريضاً لا أتحرك فلم أكن أذهب للحرم كما ذهب هؤلاء الإخوة.
وأما من يسيئون إليه، فأقول لهم: اتقوا الله فإن لحوم العلماء مسمومة، وإن خالفتم الشيخ في بعض الأمور فاعرفوا له قدره، وعلمه، وسبقه، ونفعه للمسلمين، واعلموا أن ما أجرى الله على ألسنة المؤمنين من الثناء عليه هو من علامات القبول -إن شاء الله-، وهذه جنازته شاهدة على ذلك. فنسأل الله لهم الهداية، ونسأل الله له الرحمة.


اقتربت من الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- قبل شهرته ووفاته، فهل تحدثنا عن أهم ما يميزه وأبرز خصاله؟ وماذا تقولون للذين لا يعرفون شيئاً عن مرونته في الاجتهاد العصري؟
ـ "الشيخ ابن عثيمين" -رحمه الله- عالم فذ مجتهد من أكثر العلماء المعاصرين علما بالشرع والواقع، ومن أكثر العلماء نفعاً لطلابه ولعموم المسلمين، متواضع زاهد يقبل مناقشة الصغير فضلا عن الكبير، يبدي الاحترام لمن يسمعه.
أذكر أني عرضت عليه مسألة الترتيب في أعمال يوم النحر ورأي الشوكاني في وجوب الترتيب إلا لعذر موافقا للحنفية والمالكية وخلافا للشافعية والحنابلة، -وذلك في سـنـ1979ـةم-، فقال: إن استدلاله استدلال قوي بحديث عبد الله بن عمرو بن العاص، والذي فيه: فما سمعته يُسأل يومئذ عن أمر مما ينسى المرء أو يجهل من تقديم بعض الأمور قبل بعضها وأشباهها إلا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (افْعَلُوا وَلاَ حَرَجَ) رواه البخاري ومسلم،فتقييد الأمر بالنسيان والجهل دون العمد له وجه قوي، هذا كلامه، ورغم صغر سني في ذلك الوقت إلا أنه كان يسمع باهتمام، ويقبل الأخذ والرد ولا يحتقر من أمامه ولو كان صغيراً.
وناقشته في بيع الشقق قبل بنائها.
وناقشته أيضا في مسألة كشف الطبيب على المريضة من النساء هل هو من باب الضرورات أم الحاجات؟
فقال بمنع بيع الشقق قبل بنائها، "
وأن كشف الطبيب على النساء من الحاجات ولا يلزم أن يكون من الضرورات، بل يجوز مع وجود البديل كطبيبة، ولكن الأولى أن تكشف الطبيبة على النساء، والطبيب على الرجال، وأحسب أن هذا هو ما تقصد بلفظ المرونة.
وإن كنت لا أدري ورود لفظ المرونة أو حتى معناها في مدح العالم المجتهد أو المفتي، بل الذي ورد مدح الثبات على الحق فقلب المؤمن في الحديث الصحيح: (أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا)رواه مسلم، أي مثل الصخر صلابة في الحق.
وإن كان هذا لا يعني إهمال الأدلة الدالة على الرخص عند ثبوتها، وكذلك كان الشيخ -رحمه الله- أحسبه كذلك يدور مع الدليل حيث دار تخفيفا أو تشديدا ومع مراعاة الواقع وحساب المصالح والمفاسد ورعاية الخلاف السائغ في المسائل.


الأستاذ الدكتور/ جمال برهامي شقيقك يحظى بحب ومكانة قد تفوق عند كثير من الناس مكانة الكثير من الدعاة، فما الذي جعله يحظى بهذا الحب الجارف؟، وهل تعلمت منه شيئا؟ وماذا تقول له؟ وهل تذكر شيئا من مواقفه تهديها لبعض أطباء اليوم الذين لا هم لهم سوى جمع المال؟ أو التكبر علي المرضى في المستشفيات؟
ـ أخي الحبيب "د/ جمال الدين برهامي" أظنه قد جعل الله له القبول في قلوب المؤمنين -والله حسيبه ولا أزكيه على الله- أحسبه قد جعل الله له هذه المكانة لشدة حرصه على الطاعة، وحبه للدين وصدق رغبته في نصرته، وإعلاء كلمته، وحبه لخدمة المسلمين حيث كانوا.
أغبطه على ما وفقه الله له من خدمة المجاهدين في الثمانينات عندما سافر ضمن "الوفد الرسمي لنقابة الأطباء" لـ "باكستان" ثم وفد"الهلال الأحمر".
لم يكن يفرق بين أحد من المسلمين بسبب انتمائه، بل كل مسلم له منه نصيب من الخير، لم يعد من هناك إلا براً بأبيه الذي أصر على عودته.
وسبحان الله قدر الله بعد عودته وفاة الوالد بحضوره -رحمه الله-. شديد الورع فيما يخشى أن يكون حراما، بل شبهة، لا يهتم بكلام الناس ولا هيئته عندهم لا يزال يصر على السيارة السيات موديل 81.
لا أظن أستاذا في الجامعة، وليس في كلية الطب غيره يرضى بهذه السيارة، كشفه إلى الآن خمسة عشر جنيها وهو أستاذ مستواه عالمي يتعلم منه الأطباء الأمريكان والألمان، ويحسن ما لا يحسنون.
ما أكثر خدمته للمسلمين؟! أظنه أكثر مني بكثير في هذا المجال، أقول له: زادك الله حرصاً، وتقوى،وهدى، وثباتاً، وعلماً، وإيماناً، وتواضعا، لولا أنه شقيقي لقلت أكثر من ذلك.


ما الأسلوب الأمثل برأيكم للتناصح بين العاملين في الحقل الدعوي لاسيما مع التباين الواضح بين بعض المناهج مما قد يؤدي بالبعض إلى سلوك عنيف بعض الشيء في نصيحته لإخوانه؟ ألا يكفيهم ما يقع من هجوم العلمانيين؟
ـ طريقة النقد الهدام لا نرتضيه أسلوباً لنا ولا لغيرنا في الدعوة إلى الله، ولنتأمل كيف قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في ما تنتقد به المسلم قال: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ)متفق عليه، لم يقل النقد ولا الجرح ولا التشهير فضلاً عن الفضيحة والتهم الباطلة دون تثبت.
وإن كان لابد لنا من بيان الحق والرد على الباطل والبدع، لكن بالأسلوب المهذب الراغب في الإصلاح، فإن أصر المخالف على مخالفة الكتاب والسنة، بينا مخالفته بالدليل دون سباب ولا شتم.
ولنتعلم من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما بال أقوام يقولون كذا وكذا،)، دون أن يصرح بأسمائهم وقال عن عبد الله بن أبي بن سلول زعيم المنافقين: (مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي عَنْهُ أَذَاهُ فِي أَهْلِي) متفق عليه، ولم يسمه -صلى الله عليه وسلم-.
فأين هذا مما نسمعه اليوم من تهم بالباطل دون تثبت، ومن هؤلاء من يزعم أنه من أهل الحديث فهل كان أهل الحديث يتهمون الناس دون تثبت؟
وأنا أنصح إخواني وجميع الدعاة بالتحري والتثبت، ثم عفة اللسان، وصدق النصيحة للمسلمين خاصة الدعاة إلى الله.
وليس يعني ذلك عصمة الدعاة أو عدم نقدهم أو بيان خطأ من أخطأ منهم، لكن بالعدل والإنصاف وصدق الرغبة في الإصلاح لا الهدم، وبحب أن يجري الله الحق على ألسنتهم، وليس بصيد الأخطاء لهم، فإن لم يجد عد لهم الأخطاء النحوية، أو انتقد شكلهم وهيئتهم كما يفعل البعض.
وعلى الدعاة أن يرجعوا إلى أهل العلم فيما أشكل عليهم، ولا يتسرعوا في الإفتاء لكل ما يعرض عليهم فليس إقبال الناس على الداعية ووعظه وتذكيره بدليل على أنه بلغ مبلغ العلماء والمفتين فلابد من رد الأمور إلى أهل العلم.
أما هجوم العلمانيين فلا نتوقع أن يستجيب الأعداء لمطالبنا، ولا أن يتوقفوا عن مهاجمة الإسلاميين، فإذا كانوا لا يتوقفون عن مهاجمة الإسلام فكيف بالإسلاميين؟!


كم مرة اعتقلت فيها؟ ومتى؟ وما هي ذكرياتك في المعتقل؟ وما أصعب لحظة كانت عليك؟ وما أسعد لحظة مرت عليك بالمعتقل؟ وما أهم المواقف الإيمانية التي لا تنساها والتي شاهدتها أو عشتها في المعتقل؟
ـ اعتقلت مرتين، مرة سـنـ1987ـةم في حادثة محاولة اغتيال "حسن أبو باشا" وزير الداخلية في ذلك الوقت.
والمرة الثانية سـنـ2002ـةم، المرة الأولى كنت مع أخي الحبيب "د/ أحمد فريد" و"الشيخ/ فاروق الرحماني" -رحمه الله- وغيرهم، وكانت المدة حوالي أربعين يوما في سجن "استقبال طرة".
وكان من المعلوم يقينا أننا لا دخل لنا بحادثة الاغتيال، ولذا لم يكن تحقيق ولا سؤال ولا شيء. والله -سبحانه- إذا ابتلى عبده ببلاء لم يستجلبه لنفسه يسر له من أنواع اليسر والراحة والسعادة في هذا البلاء رغم الألم ما لا يخطر بباله، ولقد كانت هذه المرة في رمضان وقضينا العيد في المعتقل.
أتذكر من الطرائف أننا كنا في "عنبر أ" في الدور الرابع، وكان الماء كثيراً ما يقطع عن العنبر كله، فكان الإخوة يعترضون بكل قوة وبهتافات قوية، وذات مرة أخذوا المفتاح من الشاويش عنوة، وفتحوا كل الزنازين، ومن لم يفتح له حاول كسر الأبواب، وكانوا يحرقون الأغطية، وخرج العنبر كله خارج الزنازين -طبعا حدث ذلك قبل المبادرة- ورفضنا نحن الخروج من زنزانتنا.
وكان معنا أحد الإخوة شيخ أزهري كان ينظر من باب الزنزانة فيسمع الهتافات فيقول متهللا: "الأمة صحيت يا ولاد"، فنقول له: "تعال يا شيخ محمد انظر من الشباك الآخر المطل على الساحات المحيطة بالعنابر والأسوار والأبواب المغلقة"، فكنا نرى عربات الأمن المحملة بالجنود وهي تتحرك ناحية العنبر بكميات هائلة لفض التمرد وإدخال الإخوة إلى الزنازين، وكنت أعد عدد الأبواب التي تغلق وراءنا بعد الباب الرئيسي للسجن فكان باب الزنزانة هو الباب رقم 19 فأقول له: "يا شيخ محمد لو فتحنا باب واحد أو اثنين فماذا سنفعل في ال18 أو ال17 الأخرى، هذه محاولة فاشلة".
ومع ذلك استمر التمرد حتى وصلت القوات ونادوا بالميكروفونات، بأنه إذا لم تـَعُد المفاتيح فسيتم إطلاق النار فلم يستجب أحد والحماسة كانت وصلت غايتها، وبالفعل تم إطلاق الرصاص الخرطوشي، ففي لحظة واحدة سكت الجميع وجرى الكل إلى الزنازين وأغلقها على نفسه.
ورغم أننا لم نفتح زنزانتنا، ولم نخرج منها إلا أن العقاب العام كان قد تقرر وقطع الغذاء والكهرباء بالإضافة إلى المياه.
وأخذ السجن كله "علقة ساخنة بالعصا" أعقبها الدخول إلى زنازين انفرادية.
وكانت -بحمد الله- فرصة عظيمة لاستغلال العشر الأواخر من رمضان بدلاً من الضحك المستمر في الزنزانة الكبيرة.
وكان معي الشيخ محمد الأزهري نفسه -اثنان في الزنزانة الانفرادية- فقلت له: الأمة صحيت يا شيخ محمد؟! فقال لي:" دي نايمة وفي سابع نومة".
أما في المرة الثانية سـنـ2002ـةم، فكانت قضيتنا نحن، فكان فيها تحقيق، ولا شك أن أيام التحقيق التي استمرت نحو عشرين يوما لمراجعة خمسة وعشرين سنة من الدعوة كانت أطول أيام العمر فإن ليل السجن وليل المرض طويل.
واستمر الاعتقال بعدها بالنسبة لي نحو السنة، خففه الله علينا بحسن استقبال إخواننا لنا، ثم بحسن صحبتهم.
ولا شك أن إخوة الجماعة الإسلامية خصوصا الأخ "علاء الخولي" -حفظه الله- كانوا نعم العون لنا في هذه الفترة، جزاهم الله خيراً.
ورغم آلام هذه الفترة فقد كانت من أفضل أيام عمري، لا تفوقها إلا فترات الاعتكاف والحج والعمرة، وفيها لحظات لا نظير لها. نسأل الله أن يغفر لنا ويتقبل منا.
أما أسعد لحظة فلا أحددها بالضبط إلا أنها لحظات كان للصلاة ولقراءة القرآن فيها طعم لا يوصف، وكما ذكرت لا نظير لها، فخلاصتها أنها لحظات في الصلاة.
أما عن المواقف الإيمانية فهي نابعة من أن الروح مع البلاء تسمو فوق حدود الجسد، وفوق أسوار السجن حتى ينظر الإنسان إلى العالم صغيراً كما خلقه الله والدنيا لا تساوي شيئا كما هي عند الله، لا تساوي جناح بعوضة، ورؤية ملكوت السماوات والأرض يصعب بغير خلوة وعبادة، ويتعسر في ازدحام الحياة، ويستحيل مع الشهوات والشبهات.
فأين يجد الإنسان الفرصة أحسن من هذا البلاء الذي هو كما ذكرت بغير استدعاء، ثم روح الأخوة العالية التي لا تنمو ولا تكبر إلا في مثل هذه الظروف.
أتذكر موقف أحد إخواننا وقد عدنا من النيابة، وقد أمرت بإخلاء سبيله، واستمر حبسنا فكان في سيارة الترحيلات يبكي على فراق إخوانه، وهو الأخ الحبيب "أحمد الشريف" من العامرية، وكذلك كان كل أخ لحظة مغادرته السجن وحين وداع إخوانه الباقين، أتذكر كيف نمت المحبة بين جميع الإخوة بصورة أظنهم لا يجدون مثلها الآن.
ولا تزال ذكرى هذه الأيام مستقرة في القلوب، حاولت جمعها في كتابي رسائل إلى الأحبة حيث كانت رسائلي إلى الأهل والأولاد خلال هذه المدة معبرة عن المشاعر الإيمانية التي تجول بالقلب.
وأتذكر ليلة قدم "الشيخ سيد حسن العفاني" إلى زنزانتنا، وكيف ملأ العنبر كله مرحاً وسروراً بروحه الطيبة ومواعظه الجميلة وذكرياته التاريخية الحافلة،
ويوم قدم "الشيخ شريف الهواري" وإخوة العامرية والفرصة الطيبة التي حصلت لهم ولنا بانتقالهم إلى عنبرنا، أسأل الله أن يجمعنا يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله.


الجماعة الإسلامية تشعر بالامتنان لكم حيث أنكم أيدتم مبادرتها لمنع العنف فما رأيكم في المبادرة وكتبها، وماذا ترى لتفعيل دورها بين الشباب المسلم؟
ـ لقد كانت فترة عصيبة على الحركة الإسلامية كلها ما بين اغتيال السادات إلى تفعيل المبادرة، لقد كنا نتألم أشد الألم كلما سمعنا عن سفك الدماء المعصومة من المسلمين وما يتبع ذلك من مفاسد وفتن، فكان لابد من وقفة.
وكما كانت الجماعة الإسلامية جريئة في مواجهتها كانت جرأتها أعظم في الاعتراف بالخطأ والرجوع إلى الحق.
قد يخطئ الإنسان ولكن الخطأ الأكبر أن يصر على ذلك، حين قرأت الكتب الأربعة للمبادرة وجدتها في جملتها تعبر عن فكرنا الذي كنا ننادي به طيلة هذه الفترة، وقد كنت أرسلت إلى حضرتك نسخة من كتابي "فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" من "استقبال طرة" إلى "سجن دمنهور" مع أحد إخواننا من الجماعة وقلت له أن يقول لك: "هذه الرسالة هي الأخت الكبرى للمبادرة إذ أنها ولدت قبلها بعشر سنين "
فكتابة هذه الرسالة كانت موقفا يعبر عن قناعات ومبادئ الدعوة ككل ومنذ نشأتها الأولى من سنين بعيدة.
لقد كانت المبادرة ضرورية لوقف نزيف الدم والفتن والمفاسد المترتبة على مواجهة في غير موطنها وغير زمانها، فبلادنا كانت تحتاج إلى مثل هذا الموقف.
وكان لازما وواجبا علينا أن نؤيدها في جملتها، وأن نشجع إخواننا سواء من كان منهم في الجماعة الإسلامية أو غيرها من الجماعات كإخوة الجهاد على قبول خطوطها العامة وتفعيلها بين الشباب والقيام بمثلها إن لم يكونوا موافقين على بعض ما فيها.
فالحمد لله على تيسير هذه المبادرة، وأظن أن المناقشات العلمية المستمرة المفتوحة الصادقة هي من أهم ما يؤدي إلى تفعيل هذه المبادرة بين الشباب.


ما هي مؤلفاتك؟ وما هو أحبها إلي قلبك؟ وما هي ذكرياتك مع كل كتاب منها؟ وهل تدعو لمؤلفاتك كما تدعو لأولادك؟
ـ أستغفر الله أن يكون لي مؤلفات، وإنما هي محاولات لجمع فوائد وتيسير مسائل بلغة معاصرة وطريقة سهلة، تسهل على إخواني طلبة العلم.
وكان أولها مذكرة التوحيد التي صارت بعد ذلك كتاب "فضل الغني الحميد"، وكان جمعها كمخلص لكتاب التوحيد وشرحه "فتح المجيد"، مع إضافة تعليقات مهمة حول مسائل العذر بالجهل والتوسل والحكم والولاء والبراء والقضاء والقدر
ثم كان "منة الرحمن في نصيحة الإخوان" سـنـ1988ـة ثم "قصة أصحاب الأخدود"،وكذلك مجموعة مقالات "فقه الخلاف"، التي نشرت في مجلة "صوت الدعوة".
ومن أحبها إلى قلبي "رسائل إلى الأحبة"، و"رسائل على طريق النور"، و"قصة يوسف "-عليه السلام- والمنة.
الكتاب الأول فضل الغني الحميد كان الإخوة في "الدعوة السلفية" سـنـ1980ـةم يبحثون عن كتاب مختصر في التوحيد ليدرس للإخوة في لقاءاتهم.
أقترح بعض الإخوة كتاب "دعوة التوحيد" "للشيخ هراس" واقترح البعض "تطهير الجنان" واقترحت "كتاب التوحيد" لأنه شامل لقضايا كثيرة، فاعترض بعض المشايخ، لأنه طويل، ولأن بعض العبارات في الشروح قد تفهم خطأ في أبواب التكفير، وليس فيه ما يوضح قضية العذر بالجهل.
فاقترحت عمل تلخيص له وإضافة المسائل المطلوبة فأسندوا ذلك إلي، فقمت به بحمد الله، ولقي قبولا عاما من الإخوة المدرسين والدارسين وتوسعت فيه بعد ذلك في بعض المسائل حتى وصل إلى الصورة الحالية.
أما كتاب المنة فكان المقصود منه وضع ما يجمع القضايا الكلية التي تميز منهج أهل السنة.
وكان أول مرة يظهر فيها للناس يوم عقد زواجي الأول وزعته على الإخوة الحاضرين كهدية، ثم شرحته بعد ذلك.
أما كتب رسائل إلى الأحبة ورسائل على طريق النور وقصة يوسف -عليه السلام- فهي مؤلفات المعتقل.
وأنا أدعو الله أن يعلمني ما ينفعني، وأن ينفعني بما علمني، فقد دخل في ذلك كتب ودروس وأستغفر الله من الزلل.


ما التطور الذي ترجوه لموقع صوت السلف؟
ـ أرجو الله أن يتسع صوت السلف ليشمل لغات عدة لتوصيل المنهج الإسلامي النقي لشعوب الأرض.
وأن يتسع ليشمل المكتبة الصوتية لدعاة أهل السنة.
وأن يوجد فيه أقسام لمقارنة الأديان ولدعوة أهل الأديان الأخرى للإسلام، وأقسام متخصصة في الرد على أهل البدع ودعوتهم إلى منهج أهل السنة.
وأن أراه من أوسع المواقع انتشارا في العالم.


حدثنا عن بعض ذكرياتك مع الشيوخ د/ محمد إسماعيل، ود / أحمد فريد، ود/ سعيد عبد العظيم، ود/ أحمد حطيبة.
ـ أذكر أول لقاء بفضيلة "الشيخ محمد إسماعيل" في دورة إعداد لمعسكر الجماعة الإسلامية بجامعة الإسكندرية صيف عام 77 بإستاد الجامعة.
حيث درس لنا رسالة في الرد على جماعة التكفير الذين قتلوا الشيخ الذهبي في هذا العام، وأتذكر أنه الذي رشحني لعمل بحث عن قضية التأويل بين السلف والخلف والذي ضمه كتاب فضل الغني الحميد.
أما "الشيخ أحمد فريد" فأول لقاء معه كان في مسجد السلام بسيدي بشر، وكان يقيم بالمسجد وهو أول شيخ قابلته من شيوخ الدعوة، حيث كنت في الثانوية العامة، ثم كانت لنا اللقاءات الدافئة النافعة في توطيد أركان الأخوة بما لا تحققه غيرها وهي لقاءات المحن في مرتي الاعتقال الأولى عام 87 والثانية عام 2002، حيث وجدته في الزنزانة مع الشيخ "شريف الهواري" حيث جدد لي الاعتقال بعد إخلاء السبيل من النيابة.
ومن طرائف المرة الأولى، أننا أفرج عنا في يوم واحد، وكان ترحيلنا في يوم واحد، وكنا معا في "كلبش حديد واحد"، وكانت يد الشيخ رقيقة جدا فاستطاع تخليص يده من القيد الحديدي، وترك القيد في يدي وذلك في قسم ترحيلات الخليفة.
وأما مسيرة العمل الدعوي فهي بفضل الله مليئة بالندوات واللقاءات المشتركة نفعنا الله بها.
أما "الشيخ سعيد عبد العظيم" فكانت لقاءاتي معه في شقته فوق مسجد السلام أسبوعية، نتدارس المسائل الفقهية معا، ونبحث عما أُشكل علينا في الكتب، فكان ذلك من أكبر أسباب التقارب والتوافق والمعرفة الدقيقة لكل منا بالأخر، وفي صقل المعلومات وترجيح المسائل.
ثم كان الشيخ سعيد ولم يزل من أكثر المشايخ تحملا لمسئولية العمل الدعوي، والتواجد والتواصل مع الناس، والواقعية، والبذل والتضحية بالوقت والجهد من أجل استمرار الدعوة.
أما "الشيخ أحمد حطيبة" فهو رفيق العمر كما سبق أن ذكرت زمالتنا في المرحلة الثانوية، ولا يزال أقرب الإخوة إلى نفسي وعلاقتي به وحبي له لا أستطيع أن أحده.
وتبقى العلاقة بهؤلاء المشايخ الأفاضل وغيرهم، والذكريات المشتركة معهم مستعصية على أن تستوفيها كلمات سريعة كتلك، فهي رحلة عمر ورفقة طريق طويل تملؤه الآمال والآلام، والأفراح، والأتراح.
وأسأل الله -تعالى- كما جمعنا في الدنيا على طاعته أن يظلنا بظله يوم لا ظل إلا ظله وأن يجمعنا وإياكم وآباءنا وأمهاتنا وإخواننا وأخواتنا والمسلمين والمسلمات في جنته
وأقول في نهاية حديثي: جزاكم الله خيرا، وسددكم، وهداكم، وجعل الجنة مثوانا ومثواكم، ورزقنا حبه، وأذاقنا من نعيم قربه.
اليوم هناك دعوة موجودة في الفضائيات والنت والبعض يقول: إنها دعوة بلا تربية فهي ضعيفة الأثر، والدعوة بدون التربية تكون قيمتها بسيطة فما رأيكم في هذه القضية؟
لا شك أن كل مسلم يفرح لكل صور الخير، والدعوة في الفضائيات فيها خير كثير، كما أن فيها دخن ونقص، ولكن في الماضي لم يكن إلا الدخن. حتى ولو كانت الدعوة في الفضائيات ضعيفة الأثر في باب التربية، وليست منعدمة الأثر، فالخير فيها أكثر من الشر.
وعلينا أن نتكامل في تحصيل الخير، لا أن يقطع بعضنا طريق بعض فيه، فالمساجد لابد من التربية فيها، والبيوت أهم، والصداقة والصحبة في الخير أعظم الأمور أهمية، والفضائيات تمهد الطريق، وعلى بعضنا تكملة البناء.
- هل ترى معي أن الأجيال السابقة من المتدينين من كل الجماعات أقوى تدينا وأصلب عوداً وأكثر تمسكاً وفهماً للدين وإخلاصاً له؟ أم ماذا ترون؟
كل جيل فيه سابقون كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (في كل قرن من أمتي سابقون)، فلا نبخس أحداً فضله، لأنه صغير أو التزم حديثاً، كما لا ننسى للسابق فضل السبق، ولا شك أن السير بالليل صاحبه أسبق، فالذي يعمل في جو لم يكن فيه التزام وسط ظلام الفتن وغربة الدين، أفضل ممن دخل في الالتزام بعد أن طلعت شمس الدعوة ودخل الناس في دين الله أفواجاً.
وأظن أن الغربة في زماننا بالنسبة للملتزمين حقاً -لا مظهرياً- ما زالت شديدة، إن لم تكن أشد، لكن الالتزام الحقيقي من الداخل، وتغيير الأحوال الباطنة والأخلاق والسلوك والمعاملات وأداء العبادات من القلب -وهذه حقيقة الالتزام- ليس بالأمر الهين.
فاللحية والقميص رغم صعوبتهما هي أسهل أمور الالتزام، فلو نظرنا إلى المنتديات المسماة بالإسلامية -وبالمناسبة من جنسها جاءت التعليقات المؤلمة على هذا الحوار- لوجدنا كم نحن بحاجة إلى حقيقة الالتزام، وإن كانت هذه الظاهرة ظاهرة على الإنترنت أكثر منها على أرض الواقع، فأظن -بحمد الله- أن أكثر أبناء الاتجاهات الإسلامية ليسوا كذلك، ولا يكنون هذا القدر الكبير من البغضاء والكراهية لبعضهم.
.
وقديماً قال ابن القيم -رحمه الله-: "شيخ الإسلام -يعني الهروي- حبيب إلينا، والحق أحب إلينا منه"، مع أن الهروي له زلات منكرة لا يرتضيها أحد من أهل السنة، وبيـّنها ابن القيم -رحمه الله-، ومع ذلك قال هذه الكلمة في مدارج السالكين.
وأقول لإخواننا الذين يرموننا بالقسوة عليهم أو على جماعتهم: هل سمعتم منا تسمية لمن ننقد كلامهم؟، فنحن -بحمد الله- نجتهد ما استطعنا في استعمال الأسلوب النبوي الكريم: (مَا بَالُ أَقْوَام... )، ولا يصرح بأسمائهم حتى في ابن أبي بن سلول قال: (مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي عَنْهُ أَذَاهُ فِي أَهْلِي)، ولم يصرح باسمه، والقرآن في عامة المواطن كذلك، فقال -سبحانه وتعالى-: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ... )(التوبة:58)، وقال -تعالى-: (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُو أُذُنٌ... )(التوبة:61)، وقال -تعالى-: (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ... )(التوبة:75).
"
فنحن نريد أن نحافظ على علاقة الأخوة الإسلامية وإن اختلفت مواقفنا، ولا يعني ذلك أن نتهاون في الحق أو أن نميع القضايا
"ولو شاء الله لسماهم بأسمائهم، ولكنه لم يفعل، فنحن نجتهد في ذلك قدر استطاعتنا وننصح إخواننا به ونلتمس العذر للمسلمين ما أمكن، ونفرق بين النوع والعين ليس في التكفير فقط، بل أيضاً في التبديع والتفسيق، حتى تقام الحجة وتستوفى الشروط وتنتفي الموانع وتسقط المعاذير.
ولا نرضى بأذية مسلم، ولا نتسبب فيها، وما نُتهم به من الأكاذيب الباطلة في هذا فحسبنا الله ونعم الوكيل، وأنا عن نفسي أسامح من قال ذلك، مع النصيحة له بالتثبت وتجنب سوء الظن، فضلاً عن الغيبة والنميمة، يبقى عليه بينه وبين الله التوبة الصادقة.
وأنا أنصح جميع إخواني بما نصح به أخونا الفاضل "رجب حسن" في كلمته في موقعكم الكريم على مثل هذه التعليقات التي كان أحب إلي أن يستفيد أصحابها من روح الحوار وغرضه، فنحن نريد أن نحافظ على علاقة الأخوة الإسلامية وإن اختلفت مواقفنا، ولا يعني ذلك أن نتهاون في الحق أو أن نميع القضايا، بل نقول الحق وندعو إليه ونعذر المسلمين والله حسيبهم وهو يجازيهم على ما في قلوبهم وأعمالهم وهو أعلم بهم.
ولسنا بالذين ننزل الناس ولا أنفسنا جنة ولا ناراً، والأعمال بالخواتيم، ونحذر على أنفسنا وإخواننا من سوء الخاتمة، ومن الإعصار الذي فيه نار يحرق الجنة التي تجري من تحتها الأنهار، فيها من كل الثمرات، ونعوذ بالله من محبطات الأعمال، ونسأل الله أن يغفر لنا ولوالدينا ولإخواننا وأخواتنا والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات زلاتنا وذنوبنا وسيئاتنا.
وجزاكم الله خيراً، وعسى أن تكون الرسالة من هذا الحوار قد وصلت للجميع، وأن يجمعنا الله في الدنيا على طاعته، ويوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
- ألم يأن الأوان لبعض الأخوة السلفيين بمراجعة أنفسهم في هضمهم للدكتور يوسف القرضاوي حقه كعالم مجتهد من علماء المسلمين، وأن يعرفوا قدره العلمي حيث كتب في كل فروع الإسلام وأحيا فقه الإمام العز بن عبد السلام حينما أحيا فقه المصالح والمفاسد وفقه الأولويات وفقه المآلات ونحو ذلك من ألوان الفقه فضلا عن جهده وجهاده في خدمة الدين؟!
أنا أعلم أن دكتور ناجح معجب جدا بالدكتور يوسف القرضاوي، .
ونحن لا يرضينا ما يقوله بعض من ينتسب للسلفية من سب وشتم كأمثال: "الحجر الكاوي والكلب العاوي"، فهذا ليس من هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابه ولا السلف الصالح، ولا شك أن هذه الممارسات لابد أن يراجعها أصحابها.
وإن كنا نرى أن المدرسة التي يمثلها د/ القرضاوي في منهج الاستدلال والتي ترى في الاختلاف حجة للمجتهد ينتقي من الأقوال بما يظنه مصلحة واقعية وتسمح بمخالفة النصوص -ولو علم صحتها ودلالتها- قد أخرجت للعالم الإسلامي مسائل خارجة عن حيز الاجتهاد السائغ، وليست بطريقة أهل الحديث، ولا أهل الرأي.
كنحو فتواه بجواز مقاتلة المسلم الأمريكي في صف الجيش الأمريكي المحتل لأفغانستان وقد قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأولَئِكَ مَأواهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرً)(النساء:97)، وقال -تعالى-: (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلا . وَدُّوا لَو تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أو لِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ)(النساء:88-89).
وهل يرى الدكتور يوسف لعرب 48 جواز المقاتلة في الجيش الإسرائيلي ضد إخوانهم المسلمين في حماس أو لبنان أو غيرهما؟!!
"




"وكنحو ترحمه على بابا الفاتيكان الأسبق "يوحنا بولس الثاني" عند موته جزاء على ما قدمه لدينه من جهود! فهل يترحم على كافر ويثنى عليه على ما ساهم في نشر الكفر وإقامته في العالم؟؟!! وقد قال -تعالى-: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَو كَانُوا أولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)(التوبة:113).
فنحن نقول: هذا المنهج وهذه المسائل تحتاج لمراجعة من الدكتور القرضاوي مع تقديرنا له ومعرفتنا بمنزلته وأن توزن المصالح والمفاسد بميزان الشريعة الثابتة بالنصوص وتعرف أولوياتها بتقديم ما قدمه الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وتأخير ما أخره الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وحينها بلا شك سيغير كل السلفيين موقفهم وسيراجعون كلامهم.
- ما الذي ينقص الحركة الإسلامية اليوم؟ وما الذي ينبغي على دعاتها عمله لتصحيح مسيرتها وتطويرها إلى الأفضل والأحسن؟
الذي ينقص الحركة الإسلامية مزيد من التربية الإيمانية، ومزيد من العلم النافع، مزيد من الدعوة الواعية، مزيد من التواصل والحب في الله والأدب والتهذيب للسلوكيات.
- ألا ترى معي أن دور المسجد الدعوي والتربوي قد اضمحل كثيرا فما هي الأسباب؟ وكيف يعود المسجد إلى سابق عهده؟
دور المسجد حجر الزاوية في العمل الإسلامي، وحين يوجد المربي، والعالم الرباني، وروح الأسرة الواحدة، والجسد الواحد، والمنهج المستقيم، وترك التعصب الجاهلي، والتقليد الأعمى سوف يعود إلى سابق عهده وزيادة.
- ما هي أهم الأخطاء التي وقعت فيها الحركة الإسلامية في الربع قرن الأخير؟
الشيخ ناجح يريد تأريخاً كاملاً للدعوة الإسلامية، وتحليلاً شاملاً لعملها وفصائلها في هذا الحوار، وهذا يحتاج لمؤتمرات وليس لملاحظات عبد فقير عاجز مثلي.
إن يسر الله بمثل هذه اللقاءات فسوف يكون فيها الخير الكثير، وأظن أن قد سأم الأخوة من كثرة كلامي وطوله، فأسأل الله أن يغفر لي ولكم ولهم وللمسلمين خطيئاتنا وجهلنا وخطأنا وعمدنا وزللنا وعلانيتنا وسرنا وإسرافنا في أمرنا وما علمنا وما لم نعلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله خيرا.كلام الدكتور سيد حسين العفانى فى الشيخ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]



منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اربع اشقاء أطباء ثلاثة منهم اساتذة و انظر كيف التفوق الدينى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لا تقرأ الفاتحة بسرعة...انظر لماذا؟؟
» لا تقرأ الفاتحة بسرعة ... انظر لماذا‏
» خطوات نحو النجاح و التفوق
» مذكرة التفوق س ,ج لجميع عناصر المنهج
» أسرار التفوق الدراسي للأبناء للاستاذ محمود ابراهيم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
انوار المستقبل التعليمي :: دليل الاقسام العامة :: الركن الاسلامي العام-
انتقل الى: