الأوقاف ومسئوليتها عن حوار الشيخ

ما حدث في مسجد النور من اعتداء باليد وإرهاب بالأسلحة البيضاء داخل المسجد
لا يصح أن يمر لأنه حدث نتيجة عدم التوقف أمام ما سبق من تجاوزات.
وإذا
بدأنا من أول السطر فإن الشيخ حافظ سلامة حصل علي حكم من خلال جمعية
الهداية بتسلم ملحقات مسجد النور. وهو ما كان لنا شرف نشره في جريدة
الجمهورية في حينه.. وقالت الأوقاف انه حكم ليس نهائياً وأن المشكلة مازالت
متداولة في المحكمة.
ومع ذلك فإن الحصول علي حكم لا يعني أن يقوم الشخص
بتنفيذ الحكم بيده من خلال مجموعة من الشباب مستعدين للشجار والقتال دونما
رعاية لحرمة بيوت الله. فتنفيذ الأحكام منوط بها الجهات الرسمية. لكن
الشيخ حافظ ذهب إلي المسجد واحتله عنوة.
كما أن الحكم كان متعلقاً
بالملحقات وليس صحن المسجد وهو ما لم يعترف به الشيخ حافظ فقام باحتلال
الصحن ومنع الإمام الرسمي للمسجد من الخطابة وقرر اختيار من يخطب ومن لا
يخطب ومن يلقي الدروس ومن يحرم من ذلك وأصبح الإمام الرسمي غير قادر علي أن
يتفوه بشيء وإلا عوقب باليد واللسان.
والغريب أن وزارة الأوقاف صمتت
صمت الموتي بل قامت بنفاق هؤلاء الجامحين الذين يتعاملون بأيديهم في الحوار
- فتركت الأوقاف الكثير من المساجد لهم سواء استأذنوا أم لم يستأذنوا.
لذا
فإن شيخ الأزهر عندما حاول أن يعيد الأمور إلي نصابها ويكلف أحد علماء مصر
العالميين وهو المفكر الدكتور حسن الشافعي بأداء الخطبة بمسجد النور فما
كان من هؤلاء القوم إلا الهجوم علي الدكتور أثناء أداء الخطبة وطرحه أرضاً
ورفع الأسلحة في وجوه الناس خاصة ممثلي الأوقاف الذين اعترضوا علي هذا
السلوك وتمت الخطبة والصلاة في جو إرهابي لا يليق بحرمة بيوت الله.
التصرف
الذي حدث لا أعتقد أنه تصرف غريب وإنما كان رد فعل طبيعي من فئة تصورت أن
الأرض قد دانت لها وتحقق ما تريد ففوجئت بمن يحاول أن يعيد الأمور إلي
نصابها فلم تتحمل ذلك.
إن الأوقاف وخنوعها ونفاقها لهذا التيار هي السبب
الرئيسي فيما حدث لأنها تنازلت عن مهمتها سواء في رعاية رجالها أو في
حماية مساجدها فتغافلت عن مسئوليتها حتي ظن الناس أن الصواب هو الخطأ فحدث
ما حدث.
إننا لا نرفض أن يعبر كل صاحب فكر عن فكره ولكن نرجو أن يكون ذلك باللسان والحجة وليس باليد والسنجة وأن يكون في إطار قانوني صحيح.